1407390
1407390
إشراقات

الدعوة إلى توفير منهج متكامل في المدارس لشعائر الحج وتوظيف التقنيات الحديثة

02 أغسطس 2018
02 أغسطس 2018

في استطلاع لـ«إشراقات»:-

استطلاع: سيف بن سالم الفضيلي -

طالب عدد من المواطنين في استطلاع أجراه ملحق (إشراقات) بتوفير منهج متكامل في المدارس لشعائر الحج وتوظيف التقنيات الحديثة لتثقيف الحجاج.

ودعوا الجهات المعنية بإلزامية التوعية والتثقيف للحاج لاستيفاء متطلبات الحج.

وأن يتم تثقيف الحجاج المقبولين قبل وقت كافٍ من سفرهم ليتخذوا الوسائل المعينة لتحقيق رسالة الحج. وتوجيه الوعاظ والمرشدين الدينيين بحث الحجاج على الاستعداد نفسيا ومعنويا وماديا.

كما طالبوا بتضافر الجهود بين الجهات وأصحاب الحملات لرفع مستوى وعي الحاج بمختلف الوسائل.

بداية تقول نورة بنت يوسف الأغبرية: الحج شعيرة من شعائر الله ـ تعالى ـ، وركيزة من ركائز الدين، وفريضة من الفرائض التي فرضها الله على العباد لمن استطاع إليه سبيلا، وله أبعاد حضارية وتعبدية للأمة الإسلامية، ويجسد صورة حية للتآخي والمحبة والوئام، وهو من أكبر الأصعدة التي تتنوع فيها الثقافات واللغات من دول وجنسيات مختلفة باجتماع أعداد هائلة من الناس في تلك العراص الطاهرة، وهذا التنوع من تلك الجموع يضيف الكثير لقاصدي بيت الله، ونظرا لعظم هذه العبادة التي تتطلع لأدائها نفوس المؤمنين، نجد أن القاصد لحج بيت الله يستعدُ لها ويبحث في جوانبها؛ كي يتمها كما يحب ربنا ويرضى، ولا يتأتى ذلك إلا من خلال معرفة أحكام هذه العبادة، ومتابعة كل ما تصدره الجهات المعنية بأمور الحج؛ حتى يكون فقيها في دين الله، عالما بما يأتيه من أعمال، وما يذره من محظورات؛ لذا ينبغي على الجهات المعنية بأمور الحج كوزارة الأوقاف والشؤون الدينية ووزارة الصحة أن تقوم بدورها التثقيفي مع الحجاج الذين تم قبولهم بالنظام قبل وقت كافٍ من سفرهم ليتخذوا الوسائل المعينة والمتاحة لتحقيق رسالة الحج.

ودعت الوزارة لمتابعة حملات الحج؛ فكم من أناس ذهبوا للحج ورجعوا يشكون من أصحاب الحملة وكيف أنهم يجبرونهم على الأخذ بالرخص في وقت ليسوا هم بحاجة إلى الأخذ بها، وتوعية الحجاج بأن من يجبرهم على ذلك يرفع أمره للجهات المعنية حتى تتخذ الإجراء الصحيح وتتم معالجة الأمر معه؛ لتفادي تكراره في السنوات المقبلة.

وطالبت بتوجيه طلب لجميع أصحاب حملات الحج في السلطنة بتوجيه الحجاج المنتسبين معهم؛ لتثقيفهم بأعمال الحج وما يتعلق به، وذلك بحضورهم للمعارض والملتقيات التي تقيمها الوزارة بالسلطنة وتتضمن فعاليات متنوعة من دورات تعليمية مكثفة تثقف الحاج وتلبي أغلب احتياجاته من كل جانب على يد مشايخ أكفاء ومتخصصين في الجوانب الصحية والأمنية، ويتخلل فعالية نسك معرض مصاحب يحوي أركانا تعليمية وتثقيفية تجمع بين المادة العلمية والتطبيق العملي لمناسك الحج والعمرة بأساليب مميزة ومشوقة، مع توزيع هدية لكل حاج يزور الفعالية وتحتوي على عدد من الكتب والأدعية والمطويات التي توضح جميع مناسك الحج والعمرة.

كذلك توجيه المرشد الديني وهو يقدم الدروس المتعلقة بأمور الحج أن يقوم بدوره في تثقيف الحجاج ليس دينيا وروحيا فحسب، بل لا بد من حثهم على الاستعداد من كل الجوانب سواء كان بتهيئة الحاج نفسيا أو معنويا أو ماديا، وإخبارهم ببعض الصعوبات التي سيواجهونها وإرشادهم إلى كيفية التعامل معها، وإذا ما وقع في أمر فعليه التوجه لمقر بعثة الحج العمانية؛ فهناك كادر متخصص سواء في الجانب الديني أو الصحي.

ومما طالبت به الأغبرية توظيف التقنيات الحديثة ووسائل الإعلام المختلفة؛ لتصل إلى الأعداد الهائلة التي تتوافد كل عام إلى الديار المقدسة، ويتم من خلالها تثقيفهم دينيًا وروحيًا وصحيًا، وتقدم التوجيهات التي تسهل لهم المسير مرورا بكل تفاصيل الرحلة حتى العودة إلى بلادهم.

وتضيف: ولأهمية المحافظة على صحة الحاج فإنه يتطلب من وزارة الصحة كونها من الجهات المعنية بأمور حجاج بيت الله الحرام توجيه كادر طبي مؤهل لتثقيف المقبلين على الحج، والعمل على توعيتهم قبل السفر؛ لأخذ التحصينات المطلوب أخذها، وتوعيتهم بضرورة التزود بالأدوات الصحية المناسبة.

ونشر المطويات التوعوية المعدة من قبلهم؛ لاتباع إجراءات السلامة والصحة البدنية والنفسية.

وأخيرًا على كلا الجهتين بالسلطنة أن تسعيا سعيا حثيثا لتثقيف الحاج في كافة محافظات السلطنة، واعتباره ضرورة من الضرورات؛ كونه سيؤدي شعيرة عظيمة من شعائر الدين، وسيمثل بلده في بلد آخر، ويمثل بلده وسط الحشود القادمة من مختلف الدول بمختلف الحضارات واللغات والثقافات.

تكاتف الجهات المعنية والحملات

أما رية بنت سعيد العبرية فتقول: يقول النبي صلى الله عليه وسلم: «العمرة إلى العمرة كفارة لما بينهما والحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة».

إن الواقف على مفردات النصوص الشرعية ذات المبنى الجزل، يجدها تحوي بين طياتها معانٍ زاخرة توسع دائرة فهمه للشعائر التعبدية من كونها مقصودة لذاتها إلى كونها تعظيما لمشرعها سبحانه، وترقى بفهمه للمناسك من كونها حركات بدنية لا تتعدى الهيكل الجسدي إلى كونها خطابا موجها للروح أيضا، والمقياس على صحة العبادة وقبولها يبدأ بالأثر الروحي أولا متعديا إلى ما يظهر على حركات الجوارح من تقوى لله تعالى ومراقبة له سبحانه فيما يأتي وما يذر «ذَلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ» الحج:32.

ولهذا كان حريا بالحاج وقد منّ الله عليه وكرمه بأن يكون مع الوفود الزائرة لبيته الحرام أن يكون على بينة وفقه بالشعيرة المقبل عليها، حتى يحرز المأمول، يقول الإمام نور الدين السالمي –رحمه الله تعالى- في جوهره:

عبادة ليس بها تفقه

لا خير فيها إنها لبله

يخطي من حيث يظن الحقا

للمقت في ذاك قد استحقا

فكم من متزلفٍ لله تعالى بما يظنه قربة، وهو في حقيقته مقتا وبعدا، مصداقا لقول الحق سبحانه: «الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا» ، ومثل هذا يظهر جليا في مناسك الحج لما يكتنف هذه العبادة من عقبات تمحص الحجيج ليظفر منهم المخلص بالقبول.

ومن هنا نعي أهمية ما تقوم به الجهات المعنية بأمور الحج من سعي حثيث لتوعية الحجاج وتثقيفهم قبل الإقدام على حج بيت الله الحرام؛ لارتباط ذلك ارتباطا وثيقا بتحقيق مقاصد العبادة وأدائها على الوجه المطلوب، ومع ذلك كله فمن اللازم أن تتضافر الجهود بين هذه الجهات وبين أصحاب الحملات والحجيج أنفسهم لرفع مستوى الوعي لدى الحاج بمختلف الوسائل والسبل المتاحة لذلك، حتى وإن استدعى الأمر لاعتبار التوعية والتثقيف للحاج شرطا إلزاميا لاستيفاء متطلبات الحج من قبل هذه الجهات، حالها كحال التلقيح الوقائي.

وتضيف: فكما نعلم أن وزارة الصحة لديها نظام مرتبط بنظام القبول في الحج بحيث لا يعتبر الحاج مستوفيا للبيانات المطلوبة مالم يأخذ اللقاح اللازم، هذا مع وعي الحاج بأهمية الحفاظ على صحته ليتمكن من إتمام المناسك بسلام، فمن المناسب أن يتخذ الإجراء ذاته لدى الجهات الأخرى بحيث يربط نظام التوعية بنظام القبول من خلال إدراج البرامج التوعوية المعنية بالحج التي يحضرها الحاج ضمن استمارة القبول الخاصة بالحاج لما في ذلك من فائدة سيجنيها الحاج نفسه أولا، والجهات المعنية ثانيا، وذلك بتفادي الكثير من الأخطاء التي من الممكن أن يقع فيها الحاج أثناء تأديته للمناسك والتي قد يجبر النقص في بعضها إلا أن البعض الآخر قد يفسد عليه حجته .. سائلين المولى عز وجل أن يكتب القبول للجميع..

تنوع التوعية

من ناحيتها قالت أمل بنت عبدالله الجامعية: عبادة الحج ركن أساسي من أركان الإسلام، حيث يتوجه المسلمون لأداء الحج طمعا في رضا الله، وأملا في ثوابه الجزيل، وامتثالا لأوامره، وتحقيقا لعبوديتهم لله، كما جاء في القرآن الكريم في قوله تعالى «وَأَذِّنْ فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالًا وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِنْ كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ* لِيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَعْلُومَاتٍ عَلَى مَا رَزَقَهُمْ مِنْ بَهِيمَةِ الْأَنْعَامِ فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا الْبَائِسَ الْفَقِيرَ * ثُمَّ لْيَقْضُوا تَفَثَهُمْ وَلْيُوفُوا نُذُورَهُمْ وَلْيَطَّوَّفُوا بِالْبَيْتِ الْعَتِيقِ». (سورة الحج27-29).

لذلك كان من المهم بمكان توعية الإنسان المسلم بهذه العبادة العظيمة، والتوعية لا تقتصر فقط على أهمية هذه العبادة فقط وإنما تتوسع لتوعية المسلمين لمناسكها وشعائرها وأحكامها جملة وتفصيلا، فالأصل في العبادة أن يعبد الإنسان ربه على علم، فبالعلم تعرف أركان العبادة، وشروطها وآدابها وأسرارها.

إن طرق التوعية لهذه العبادة في رأيي يجب أن تختلف وتتنوع نظرا لاختلاف الحجاج في مستواهم الثقافي والتعليمي، وكذلك اختلاف طبيعتهم في تلقي المعلومة؛ لذلك فأنا أقترح أمرين، الأول: توفير منهج متكامل في المدارس يوضح أحكام وشعائر الحج مع اتباع الأسلوب العملي والتطبيقي في تعليم هذه الشعيرة، الأمر الثاني: توفير كتيبات مقروءة مسموعة للحج بحيث يلزم الشخص الراغب بأداء هذه الفريضة بقراءتها، ومن ثم يلتحق بمراكز امتحانات إلكترونية مصممة بأسلوب حل المشكلات، موزعة على ولايات السلطنة، وبعد تحقيق النجاح يعطي الشخص رخصة خاصة بالحج، وهذه الرخصة تكون إحدى شروط تقدم الشخص للقيام بالحج، أو من خلال دورة خاصة بأعمال الحج، ويعطى عليها شهادة هذه الشهادة تمثل شرطا أساسيا للتقدم للحج، وإذا لم يتمكن فيكون ذلك من خلال اجتيازه لدورة تفاعليه بالإنترنت لأعمال الحج على موقع الوزارة يحصل بعدها أيضا على شهادة تؤهله لأداء الحج، وذلك حتى يتأكد القائمون بالأمور الدينية أن جميع الحجاج هم على مستوى عال من الوعي لأداء هذه العبادة بشكل صحيح.

دورات مكثفة

ويقول ناصر السليماني: الحج موسم عظيم من مواسم العبادة لا يتكرر فرضه في العمر إلا مرة واحدة؛ ولذا كان لزاما على من أراد أداء هذه الفريضة أن يعرف كيفية أدائها؛ حتى لا يقع فيما يفسدها، فهي عبادة ينتقل فيها الإنسان من ركن إلى ركن ومن موطن إلى موطن، وفي كل حال من هذه الأحوال منسك يختلف عن الآخر.

وهذه العبادة تبتدئ فرضيتها من أول لحظات البلوغ والاستطاعة لقول الله سبحانه وتعالى (وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا)، فمن بلغ سن التكليف ووجد الاستطاعة للحج من صحة الجسد والزاد والراحلة وأمن الطريق والرفقة الصالحة كان لزاماً عليه أن يحج بيت الله الحرام، فإن تعذر عليه ذلك وجب عليه الإيصاء به حتى يبرأ ذمته مع ربه إن هو لقي الله تعالى ولم يؤد هذه الفريضة.

وهذا الأمر يجهله كثير من الناس؛ حيث إن بعضهم من يؤخر أداء الحج ظاناً منه أن الحج لا يجب عليه حتى يصل إلى سنّ متقدمة من العمر فهو يهتم بأمور آخر ينفق فيها أمواله ويذهب بها شبابه وقوته وصحته حتى إذا ضعف جسده همّ بالذهاب إلى أداء فريضة الحج ومن الناس من يفاجئه الموت ولم يحج ولم يوص بأن يحج عنه.

فتبين هذا الأمر للناس وتذكيرهم به مهم جداً وقد ذكر أهل العلم أن الإنسان متى أصبح قادراً على أداء الحج وجاء ميقاته فعليه أن يخرج إن لم يكن هناك عذر يمنعه فإن وجد عذرا فعليه أن يوصي بأن يؤدى عنه إن فاجأه ريب المنون قبل أدائه.

كذلك يجب أن تقام دورات مكثفة يلزم بها مقاولو الحج أن يعلموا الناس الذين يذهبون معهم لأداء الحج أول مرة مناسك الحج وماذا عليهم فعله من واجبات قبل الذهاب إلى الديار المقدسة: كإخلاص النية لله وحده وإصلاح ذات البين وقضاء لوازم الأهل والأولاد وترك ما يكفيهم من نفقة لهم حتى يعود من حجه ووداعهم وسداد الديون والوصية للأقربين وغير ذلك مما يلزمه..

ثم يبين له أمر السفر ومشقته وكيف عليه أن يتحلى بالصبر وأن يكون ممن يؤلف في السفر وذاك في حسن خلقه لا ممن ينفر الناس عنه ...

كذلك بين له أنه عليه أن يتحلى بالصبر دائماً؛ لأن الناس في الحج مختلفة مشاربهم وأخلاقهم فلعله يجد إساءة من أحد من الناس فلا يجهل ولا يصخب ولعله يجد من يجادله ويماريه في الحج فليحذر من ذلك لقوله تعالى: «الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَعْلُومَاتٌ, فَمَنْ فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ فَلَا رَفَثَ وَلَا فُسُوقَ وَلَا جِدَالَ فِي الْحَجِّ, وَمَا تَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ يَعْلَمْهُ اللَّهُ، وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى. وَاتَّقُونِ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ»

وعليهم أيضاً أن يبينوا له أن الحج موسم يضاف فيه الأجر وتغفر فيه الذنوب والخطايا فعليه أن يكثر من التوبة والندم حتى يخرج من حجه كيوم ولدته أمه..

هذه أمور يجب أن توضح للناس قبل ذهابهم إلى الحج ويذكروا بها بين الحين والآخر في السفر وهناك في مكة وعرصاتها.