1409022
1409022
العرب والعالم

البرلمان يمهل روحاني شهرا للمثول والرد على تساؤلات النواب

01 أغسطس 2018
01 أغسطس 2018

باريس : ترامب يفعل مع إيران ما فعله مع كوريا الشمالية -

عواصم - (وكالات): ذكرت وسائل إعلام رسمية أمس أن النواب الإيرانيين أمهلوا الرئيس حسن روحاني شهرا للمثول أمام البرلمان والإجابة على أسئلة تتعلق بتعامل حكومته مع المشاكل الاقتصادية التي تواجهها البلاد.

وهذه أول مرة يستدعي فيها البرلمان روحاني الذي يتعرض لضغوط من خصومه المحافظين لتغيير حكومته في ضوء تدهور العلاقات مع الولايات المتحدة وتنامي مصاعب إيران الاقتصادية.

وقالت وكالة الطلبة شبه الرسمية للأنباء: إن النواب يريدون استجواب روحاني في قضايا من بينها تراجع الريال الذي فقد أكثر من نصف قيمته منذ أبريل وضعف النمو الاقتصادي وارتفاع البطالة.

وأشارت الوكالة الإيرانية إلى أن النواب يريدون أيضا من روحاني تفسير الأسباب التي تقيد قدرة البنوك الإيرانية على الوصول إلى الخدمات المالية العالمية رغم مرور أكثر من عامين على توقيع الاتفاق النووي الذي كبح جماح البرنامج النووي للبلاد مقابل رفع معظم العقوبات الدولية عن كاهلها.

ونسب التلفزيون الرسمي إلى علي لاريجاني رئيس البرلمان قوله: إن روحاني أمامه شهر لحضور جلسة برلمانية والرد على هذه القضايا.

وعين روحاني محافظا جديدا للبنك المركزي الأسبوع الماضي وقبل استقالة المتحدث باسم الحكومة أمس الأول في إشارة إلى تقبله للحاجة إلى تعديل فريقه الاقتصادي.

وفي خطاب منفصل لروحاني أمس، رحب 193 نائبا بهذه التغييرات بوصفها «نقطة بداية جيدة» وطالبوا «بأقصى تعديل» في الحكومة.

إلى ذلك، اعتبر وزير الخارجية الفرنسية جان ايف لودريان أمس أن الرئيس الأمريكي الذي اقترح على إيران إجراء محادثات بدون شروط مسبقة مفاجئا الجميع، «يقوم مجددا بما فعله مع (الزعيم الكوري الشمالي) كيم جونج اون في كوريا الشمالية».

وصرّح لودريان لاذاعة «فرانس انفو» أن ترامب «يقوم مجددا بما فعله مع كيم جونج اون في كوريا الشمالية: يهاجم، يتخذ إجراءات صارمة وبعدها يقترح إجراء محادثات»، في إشارة إلى القمة التاريخية التي عقدها الرئيس الأمريكي ونظيره الكوري الشمالي بعد تصعيد كلامي غير مسبوق بين الرجلين.

وقال لودريان «في الوقت الراهن كوريا الشمالية لم تحقق النتائج المنتظرة. ربما ستتحقق، ويُستحسن أن تتحقق ذلك».

وجدد كيم جونج اون في إعلان مشترك مع ترامب بعد قمتهما التاريخية، التزامه بـ«نزع كامل للأسلحة النووية في شبه الجزيرة». لكن مذاك لم يحرز الملف أي تقدم ملموس.

ورفض وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف في تغريدة مساء أمس الأول تصريحات ترامب الأخيرة مؤكدا أن «التهديدات والعقوبات وأساليب العلاقات العامة» الأمريكية «لن تجدي». وأبدى الحرس الثوري أيضا معارضته لإجراء محادثات.

وقال قائد الحرس الثوري الإيراني الجنرال محمد علي جعفري في رسالة مفتوحة نشرت في وسائل إعلام محلية إن «الشعب الإيراني لا يسمح لمسؤوليه بلقاء ( ترامب)، إيران ليست كوريا الشمالية».

وكان ترامب أعلن في خطاب في تامبا بولاية فلوريدا أمس الأول «لدي شعور بأنهم سيتحدثون إلينا في وقت قريب جدا ، أو ربما لا، ولا بأس بذلك أيضا». واستغل المناسبة للتنديد مجددا بالاتفاق النووي «المروع والأحادي الجانب» حسب وصفه، الموقع بين طهران والدول الست الكبرى في 2015 والذي انسحب منه في مايو. وأضاف «آمل أن تسير الأمور بشكل جيد بالنسبة لإيران. لديهم مشاكل كثيرة في الوقت الحالي».

ولم يصدر رد رسمي بعد من القيادة الإيرانية لكن علي خامنئي قال قبل أسبوعين أن «لا فائدة ترجى» من مفاوضات مع ترامب. ويتصاعد التشكيك في طهران إزاء سياسة ترامب الجديدة وقال أحد النواب البارزين إن المفاوضات ستشكل «إهانة».

وقال عدد من المسؤولين الإيرانيين إنه من المستحيل تصور محادثات مع واشنطن بعد العدائية التي بدرت في الأشهر الماضية.

من ناحيته قال نائب رئيس مجلس الشورى الإيراني علي مطهري «وسط تصريحات الازدراء (من ترامب) الموجهة إلى إيران، فإن فكرة التفاوض لا يمكن تصورها وستشكل إهانة».

وقال محمد مراندي المحلل لدى جامعة طهران، والذي كان ضمن فريق التفاوض النووي «لا يمكننا التفاوض مع شخص ينتهك التعهدات الدولية ويهدد بتدمير بلدان ويغير مواقفه باستمرار». لكن بعض المسؤولين كانوا أكثر تقبلا.

وقال رئيس لجنة العلاقات الخارجية في البرلمان حشمت الله فلاحت بيشه في مقابلة مع وكالة إيسنا شبه الرسمية للأنباء، إن «المفاوضات مع الولايات المتحدة لا يجب أن تكون من المحرمات».

وأضاف مطهري أن المتشددين الذين طالما عارضوا أي تقارب مع الولايات المتحدة، يتحملون جزءا من المسؤولية عن انهيار الاتفاق النووي.

وقال «لو عمل النظام الإيراني ككل لتطبيق هذا الاتفاق، لشهدنا اليوم تواجد شركات أوروبية واستثماراتها في إيران، وحتى ترامب لما أمكنه الانسحاب بهذه السهولة من الاتفاق». وأضاف «ولكن منذ البداية، جزء من النظام لم يشأ للاتفاق أن يعمل».