العرب والعالم

تقرير :واشنطن تتابع مسار محادثات نزع الأسلحة النووية مع بيونج يانج

01 أغسطس 2018
01 أغسطس 2018

واشنطن - (أ ف ب) - يرى خبراء أن الولايات المتحدة تحاول متابعة مسار المحادثات مع كوريا الشمالية حول إخلاء شبه الجزيرة الكورية من الأسلحة النووية، وإن كانت معلومات تتحدث عن مواصلة بيونج يانج برنامجيها النووي والبالستي.

أوردت صحيفة «واشنطن بوست» الاثنين نقلا عن وكالات الاستخبارات الأمريكية بالاستناد إلى صور عبر الأقمار الاصطناعية أن كوريا الشمالية تبني «صاروخا أو صاروخين» ربما في مجمع كبير للأبحاث في سانومدونج بالقرب من بيونج يانج، حيث صنّعت الصاروخ الأول القادر على بلوغ الساحل الشرقي للولايات المتحدة. وأعلنت وزارة الدفاع الأمريكية لدى سؤالها أنها لا «تعلق على مسائل الاستخبارات».

لكن هذه المعلومات تأتي بعد أيام فقط على إقرار وزير الخارجية مايك بومبيو خلال جلسة استماع أمام الكونجرس بأن بيونج يانج تواصل إنتاج مواد نووية، وذلك بعد ستة أسابيع على قمة تاريخية بين دونالد ترامب وكيم جونج أون، كتب الرئيس الأمريكي بعدها في تغريدة إن بيونج يانج «لم تعد تشكل تهديدا نوويا».

يقول هاري كازيانيس من مركز «ناشونال انترست» المحافظ للأبحاث: إن هذه المعلومات لا تثير الاستغراب فالزعيم الكوري إنما ينفذ ما قاله دائما.

ويضيف كازيانيس لوكالة فرانس برس «لا يصدمني الأمر إطلاقا»، فكيم «كان واضحا: الكوريون الشماليون سينتجون الصواريخ والأسلحة النووية بكثافة».

ولم يتعهد كيم أبدا بشكل علني خلال قمة سنغافورة في 12 يونيو الماضي بأن يعلق نشاطات مواقع تصنيع الصواريخ الكورية الشمالية بل تعهد بـ«العمل من أجل» إخلاء شبه الجزيرة الكورية من الأسلحة النووية. كما أنه لم يلتزم إطلاقا بنزع السلاح بشكل أحادي.

يشدد جويل ويت مؤسس موقع «38 نورث» المتخصص على أنه ليس من المستغرب أن تواصل دولة تخوض مفاوضات نشاطاتها حتى اللحظة الأخيرة، ويذكر أن القمة بين ترامب وكيم لم تسفر سوى عن توقيع بيان وليس اتفاق.

يوضح ويت لفرانس برس «عندما تخوض الدول مثل هذا النوع من المفاوضات ... لا توقف نشاطاتها لترى كيف ستتطور الأمور»، مضيفا: «إنها تواصل برامجها بشكل طبيعي حتى تحقيق نتيجة، وهذا ما يحصل هنا».

وكان موقع «38 نورث» نشر قبل بضعة أسابيع صورا عبر الأقمار الاصطناعية تظهر أن كوريا الشمالية بدأت تفكيك بنى تحتية في سوهاي القاعدة الأساسية لإطلاق الأقمار الاصطناعية التي كانت تُعتبر في السابق مركز التجارب للصواريخ الباليستية العابرة للقارات.

في المقابل، يرى برونو بينيت من مركز «راند كوربوريشن» للأبحاث أن صور نشاطات بيونج يانج في مواقع نووية دليل على أنها تحاول ممارسة ضغوط على واشنطن من أجل رفع تدريجي للعقوبات الدولية التي تشلّ اقتصادها.

ويضيف بينيت لفرانس برس «الكوريون الشماليون مدركون بأننا نراقبهم».

ويقول «يريدون تخفيفا تدريجيا للعقوبات مع توقفهم عن بعض الأمور»، مذكرا بأن الولايات المتحدة تشدد على أن العقوبات لن تُرفع إلا بعد نزع الأسلحة النووية بشكل تام.

من جهة أخرى يتوجه بومبيو إلى سنغافورة، حيث يشارك في اجتماعات رابطة دول جنوب شرق آسيا (اسيان). وقال مسؤول رفيع في وزارة الخارجية الأمريكية إن بومبيو سيطلب من الدول الآسيوية الاستمرار في فرض العقوبات على كوريا الشمالية من أجل حملها على التخلي عن أسلحتها النووية.

وتابع المسؤول الذي رفض الكشف عن هويته: إن «كل الدول الأعضاء في الأمم المتحدة عليها تطبيق العقوبات كما وردت بموجب قرارات مجلس الأمن الدولي»، وذلك بينما انتقدت الولايات مؤخرا بعض التساهل خصوصا من قبل الصين وروسيا.

ولم يستبعد بومبيو عقد لقاء ثنائي مع نظيره الكوري الشمالي لمواصلة المحادثات حول نزع الأسلحة النووية.