1408412
1408412
المنوعات

«بوابة جهنم» بتركيا .. جوهرة أثرية تستعد للبوح بأسرارها

01 أغسطس 2018
01 أغسطس 2018

دنيزلي - «الأناضول»: هناك، في جنوب غربي تركيا، وتحديدا في مدينة «هيرابوليس» الأثرية بولاية دنيزلي، تستعد «بوابة جهنم» أو بوابة العالم السفلي، المذكورة في الأساطير اليونانية والرومانية، لاستقبال الزوار في سبتمبر المقبل، مع استكمال أعمال ترميمها.

موقع أثري يعرف أيضا بـ«بوابة بلوتو» أو «بلوتونيوم» نسبة إلى «بلوتو»، إله العالم السفلي في الميثولوجيا اليونانية أو الإغريقية.

كما أُطلق عليها «بوابة العبور لعالم الأموات»، وذلك لأن الكائنات الحية التي تمر عبرها تموت لسبب غامض، كما كتب عنها المؤرخ والجغرافي والفيلسوف اليوناني سترابو، المعروف في العالم العربي باسم «اسطرابون». وفي الواقع، فإن البوابة أو المغارة تقع مباشرة على خط جبل «باباداغ» الانكساري الذي تتسرب منه كميات من غاز ثاني أوكسيد الكربون، لتملأ الكهف بنسب ربما كانت قاتلة للإنسان في العصور القديمة، وفق باحثين.

وتقع البوابة في منطقة «باموق قلعة» غرب منطقة الأناضول بتركيا، وهي بوابة صغير تقود لمغارة غامضة، أنشئ حولها معبد لـ«بلوتو»، وكان كهنة المعبد يدخلون المغارة برفقة القرابين المقدمة للإله من الثيران، فتموت القرابين ويبقى الكهنة أحياء.

وتفسّر الأساطير ذلك بأن المغارة تحتوي على النفس القاتلة للإله بلوتو الذي لا يتأثر به كهنته.

البوابة اكتشفت عام 2013، من قبل بعثة تنقيب إيطالية برئاسة عالم الآثار الإيطالي فرانشيسكو داندريا.

اكتشاف حقق صدى لافتا في مجال علم الآثار، حيث وجدت البعثة أن المغارة والمنطقة المحيطة بها، هي منبع مياه الينابيع الحارة التي تشتهر بها المنطقة منذ العهد اليوناني، ويقصدها الناس طلبا للاستشفاء من أمراض مختلفة.

ومع اكتشاف البوابة الأسطورية، تم حل غموض لغز قرابين بلوتو، حيث اكتُشف أن المغارة يصدر منها مستويات عالية التركيز من غاز ثاني أكسيد الكربون، وهي التي كانت تتسبب في مقتل حيوانات القرابين، في حين كان الكهنة ينجون من الموت لأن ثقل الغاز يجعله يتمركز في المستوى الأقرب من الأرض، فيصل إلى الثيران ولكنه لا يصل لقامة الكهنة.

ومع اكتشافها عام 2013، أغلقت منطقة بوابة جهنم أمام الزوار، لبدء أعمال التنقيب والترميم لإعادتها إلى شكلها الأصلي.

ومن المنتظر أن تفتح أبوابها من جديد أمام الزوار في سبتمبر المقبل، بعد نصب تمثالين تم نحتهما بشكل متقن لـ«هاديس» إله العالم السفلي في الأساطير الإغريقية، و«سيربيروس»، كلب الحراسة المتوحش ذو الثلاثة رؤوس والشعر المتكون من الأفاعي، والذي تقول الأساطير اليونانية والرومانية إنه يحرس بوابة العالم السفلي.

ومدينة «هيرابوليس» الأثرية التي تضم البوابة، بناها الملك اليوناني يومنيس الثاني، ملك مدينة بيرغاموم، في القرن الثاني قبل الميلاد.

ويعني اسمها «المدينة المقدسة»، واستولى عليها الرومان بعد بنائها بعدة عقود، واكتشفها علماء الآثار الإيطاليون عام 1957، وتضم العديد من المعالم الأثرية، والمدينة مدرجة في قائمة التراث العالمي لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (اليونسكو)، وفي حديث للأناضول، قال حسن حسين بإيصال، مدير المتاحف في ولاية دنيزلي التي تقع بها المدينة: إن «هيرابوليس استقت قدسيتها من مياه الينابيع الحارة التي تحتوي على أوكسيد الكالسيوم»، وأشار بإيصال أن بوابة جهنم تعد أهم المعالم الأثرية في هيرابوليس، لافتا إلى أن طقوس تقديم القرابين للبوابة استمرت لفترة بعد تحول المنطقة إلى الديانة المسيحية.

إلا أنه تم تخريبها بعد تجذر المسيحية في المنطقة، لقطع الصلة بكل ماله علاقة بالديانات الوثنية، ثم تهدمت تماما في أحد الزلازل التي تعرضت لها المنطقة.

وأضاف: إن «أعمال الترميم في بوابة جهنم شارفت على الانتهاء، وستفتح أمام الزوار في سبتمبر المقبل، ونتوقع أن تجتذب أعدادا كبيرة من السياح بسبب قيمتها التاريخية والعلمية»، وشرح سبب انبعاث ثاني أوكسيد الكربون من المغارة قائلا: إن «ضغط اندفاع المياه المليئة بالكالسيوم من باطن الأرض، يتسبب في تطاير ثاني أوكسيد الكربون الموجود في الماء، وانتشاره في المكان، متسببا في تسمم الكائنات التي تتنفس».

وتابع: «حتى يومنا هذا، يتسبب الغاز أحيانا، خاصة في فصل الشتاء، في تسمم وموت الطيور التي تحلق بالقرب من المكان».