1402069
1402069
مرايا

جولة لاستكشاف محمية جلاسيير الأمريكية

01 أغسطس 2018
01 أغسطس 2018

تزخر بالكثير من الجبال والبحيرات والدببة -

على الرغم من أن المحمية الطبيعية جلاسير في جبال روكي ماونتز تستمد اسمها من الأنهار الجليدية، التي لا تزال بقاياها موجودة، إلا أنها لا تعتبر عامل الجذب السياحي في هذه المنطقة، التي تزخر بالكثير من الجبال والبحيرات والدببة وبعض السيارات القديمة ذات اللون الأحمر.

وبحسب ما جاء بوكالة الأنباء الألمانية (د ب أ) فإن إدوارد دانيال يتمتع بخبرة كبيرة في قيادة السيارات الحمراء الكبيرة؛ حيث عمل في المطافئ بولاية أتلاتنا لمدة 29 عاما، وقد انتقل للإقامة في مونتانا بسبب الهواء النقي بعدما كان يعاني من الصيف الخانق في الولاية الأمريكية الجنوبية، ولم يعد يرتدي الزي الخاص بالمطافئ في الولاية، التي تقع أقصى غرب الولايات المتحدة الأمريكية.

حافلة حمراء

وبدلا من قيادة سيارات المطافئ يقوم إدوارد دانيال حاليا بقيادة حافلة رحلات قديمة مطلية باللون الأحمر على الطريق الضيق “وايت 706”، الذي يعود إنشاؤه إلى عام 1936، ويتوفر حاليا ما يبلغ مجموعه 33 حافلة حمراء ترجع إلى أواخر عقد الثلاثينات من القرن المنصرم تجوب مسارات المحمية الطبيعية جلاسيير، وتعد هذه الحافلات بمثابة النجوم السرية لهذه المنطقة الجبلية العالية، التي تعتبر ملاذا للحيوانات وتمتاز بطبيعتها البكر، التي لم تعبث بها يد الإنسان، وتعرف هذه المنطقة باسم “تاج القارة” وتستقطب الكثير من السياح سنويا.

وتقع المحمية الطبيعية على الحدود بين الولايات المتحدة الأمريكية وكندا وترتبط بالمحمية الطبيعية واترتون ليكس، وتشكل المحميتان الطبيعيتان منذ عام 1936 محمية واحدة باسم “واترتون ليكس جلاسيير بيس بارك”، وقد انطلق إدوارد دانيال بحافلته المحجوزة بالكامل، والتي تسع لحوالي 17 راكبا يجلسون على مقاعد خشبية، منذ الصباح الباكر على الطريق “وايت 706”.

وينطلق سائقو السيارات الكلاسيكية في هذه الرحلة يوميا خلال الموسم السياحي القصير خلال فصل الصيف مع فتح السقف القماشي للسيارة، ويصلون إلى ارتفاع 2000 متر، ويمرون خلال رحلتهم على القمم الجبلية الحادة والبحيرات الجبلية المتلألئة، وأكد إدوارد دانيال أن هذه الحافلات قد تم بناؤها قبل الحرب العالمية الثانية لكي يتم استعمالها خصيصا في المحميات الطبيعية في غرب الولايات المتحدة الأمريكية، ولكن الآن يقتصر تشغيل هذه الحافلات على محمية جلاسيير ويلوستون، ولا تزال تعمل بتجهيزاتها الأصلية في أغلب الأحيان.

وإذا قرر السائح الانطلاق في جولة بواسطة الحافلات الحمراء، فإنه يمكنه ركوبها من عدة محطات في جنوب غرب المحمية الطبيعية وشرقها، ويتم تنظيم جولات لمدة نصف يوم، وكذلك رحلات لمدة 9 ساعات على جانبي قمة جبال روكي الرئيسية، وتبلغ تكلفة التذكرة 100 دولار أمريكي للبالغين في البرنامج اليومي، الذي يعرف باسم “تاج القارة”.

طريق “جوينج تو ذا صن”

وتنطلق الرحلة على طريق “جوينج تو ذا صن” المتعرج الذي تم افتتاحه في عام 1933، ويرتفع طريق “لوجان باس” بمقدار 2025 مترا عن سطح البحر، ولا يتم السير على هذا الطريق إلا إذا كان خاليا من الثلوج، وعادة ما يسمح بالسير فيه خلال الفترة من منتصف يونيو إلى بداية يوليو.

ولم ينطلق إدوارد دانيال في رحلته خلال هذا اليوم على طريق “لوجان باس”، ولكنه سلك طريق “مارياس باس”، الذي يقع إلى الجنوب منه ويصل ارتفاعه إلى 1591 مترا فوق مستوى سطح البحر.

ونظرا لتساقط الأمطار على الجبال، التي يزيد ارتفاعها عن 3 آلاف متر، تنمو بعض الأشجار، التي تظهر في الغالب على شواطئ المحيط الهادئ، وتظهر الصورة في الشرق مختلفة تماما، حيث تعتبر الأرض أكثر جفافا وتظهر الأشجار وسرعان ما تبدأ السهول الكبرى.

ويعمل طريق “جوينج تو ذا صن” والطريق المؤدي إلى “مارياس باس” على الربط بين الشرق والغرب، كما أنه يساهم أيضا في تركز النشاط السياحي في مواقع قليلة، وأوضحت ميليسا سكوت، من شركة Glacier Guides المحلية، قائلة: “على الرغم من توافر 750 ميلا من المسارات والدروب، التي تهتم بها هيئة المحمية الطبيعية، إلا أن عدد السياح لا يتجاوز 37 ألف سنويا، والذين يحصلون على تصاريح باك كنتري، ويتجولون بخيامهم بعيدا عن الطرق، وهناك 85 إلى 90% من زوار المحمية لا يتجاوزن الحد الأقصى للمسافة الفاصلة بينهم وبين السيارات والحافلات، والذي يبلغ 100 متر.

دببة رمادية

ويرجع سبب ذلك إلى الدببة، حيث يوجد ما يقرب من 250 إلى 300 من الدببة الرمادية وضعف هذا الرقم من الدببة السوداء في المحمية الطبيعية، وغالبا ما تظهر هذه الدببة في أواخر يوليو أغسطس في مسارات التجول عندما ينضج التوت البري في النهر الجليدي، وليس بالضرورة أن تكون هذه الدببة عدوانية، ولكنها لا تختفي عندما يظهر السياح، ولذلك فإنه يتم إغلاق مسارات التجول خلال هذه الفترة من العام.

وقد اصطحبت ميليسا سكوت السياح في هذا اليوم لزيارة شلالات ريدروك التي تعتبر من الوجهات السياحية الشهيرة لقضاء رحلة نصف يوم، وتقع في شرق المحمية الطبيعية، ويحيط بمسار الرحلة عشب الدب، الذي يمتاز بأزهاره، التي تظهر كل خمس إلى سبع سنوات، وتنمو أعشاب الدب على المنحدرات بأكملها، وقد لا تظهر الدببة في بعض الأيام، ومن الأمور المهمة أثناء الرحلة أن يسير السياح في مجموعات تضم أربعة أشخاص، وأن يتم الحديث بينهم بصوت مرتفع، من أجل لفت الانتباه، ويوجد طريق التجول إلى شلالات ريدروك في منطقة “ماني جلاسيير”، ولم تعد هناك أنهار جليدية كثيرة في هذه المنطقة، ولا يتبقى منها سوى 25 نهرا.

وخلال فترة ما بعد الظهيرة توجه إدوارد دانيال بحافلته الحمراء إلى النهر الجليدي الغربي، حيث ظهرت القمة الجبلية متلألئة تحت أشعة الشمس، وخلال هذه الجولة مر السياح على بحيرة فلاتهيد، التي تعتبر أكبر بحيرة في غرب الولايات المتحدة الأمريكية وتمتد لمسافة 220 كلم إلى الجنوب في مدينة ميسولا، ويمكن للسياح أن ينعموا بجولة في البحيرة بواسطة القوارب الخشبية.