lama
lama
أعمدة

ذات : عن الطمأنينة أحدّثكم

01 أغسطس 2018
01 أغسطس 2018

لما مصطفى دعدوش -

عن الطمأنينة أحدثكم ،، نعم يا سادة

هي ذاك الأمان الداخلي الذاتي الذي يزرع في داخلك و ينبت قوة وسكينة وعزيمة وإرادة . هي ما يميزك عن الآخرين حين تجد نفسك مدرّعا ضد اليأس و التوتر و القلق والغضب وكل تلك المشاعر والسلوكيات التي تسلب الإنسان سعادته وراحة باله ، لعلها من نعيم الحياة فهي تجلو عن صاحبها كل قلق وتبعد عنه كل خوف.

كثيرة هي المواقف التي تسلب الإنسان قوته و تدعه ضعيفاً ، قلقاً ،فريسة التوتر والتفكير الزائد . والكثير منا يسعى لها و يرقبها والبعض يعيشها في حياته تلازمه ،وإن أردنا شفافية الكلام وصراحته فالكثير من الناس يحلمون بها ويتمنونها في حياتهم ولو للحظات .

الطمأنينة نتاج فكر منضبط وقلب راض وعين حكيمة ونفس مستقيمة ،هي لحظات تسرقها من الزمن تدفعك و تقويك وتدعمك وتجعلك في أعلى القمم حتى لو كنت في بيت بسيط في أحد الأزقّة .

( الذين آمنوا و تطمئن قلوبهم بذكر الله ) ذكرها ربنا في كتابه وبيّن مسكنها في القلب ،ذاك القلب الذي يشعر و يخاف ويقلق ويحزن فتأتي الطمأنينة لتسكنه وتسكّنه . هي رزق ربّاني يهبه الله من يشاء ، من أسكن قلبه الشكر وعينه الرضى و جوارحه التسليم .

هو شعور لامرئي شفاف يأتيك في الأوقات العصيبة كصديق حميم قريب يؤنسك ويدعمك، يقول لك كن قويا فكل شيء سيكون بخير، كن قويا فأنت مؤمن ، كن قويا وثق بالله فالأمر بيد الله وحده

يقول لك لا تقلق ، لا تحزن ، فأنت مع الله .

يهمس فيك ( الحمد لله ) .

ستسألني الآن : كيف لي بالطمأنينة في حياتي ؟

سأجيب بكلمات عديدات ولكنها مهمات، فالطمأنينة نتيجة لطريقة تفكير معينة مع إيمان ربّاني كبير، عندما تعلم أنّ الله تعالى هو مدبّر الأمور وتدرك يقيناً أنّ رزقك لن يأخذه غيرك ، وستنعم بالطمأنينة في داخلك .

عندما تثق بعدل الله الواحد الأحد فقد وهبك وأعطاك ووهب غيرك وأعطاه و كل قد أخذ من فضل الله وعطائه بحكمةٍ إلهيّةٍ لا تعرفها ، ثق بها فقط .

عندما تعلم أنّك مسؤول عن أي نتائج سلبية في حياتك ، فدعك من لوم القدر وفلان وفلان والظروف والحياة واحمل على عاتقك مسؤولية التغيير الحالي .

عندما تحرص أن تكتب لحظات حياتك وتلونها بريشة الثقة بالله واليقين بعطائه وفضله والتقرب منه ليدخل هذا النور إلى داخلك و قد ورد في الحديث أنا عند ظن عبدي بي فليظن بي ما يشاء .

ستنعم بعد ذلك بنعمة الاختلاف ، ويقذف النور في قلبك فيفزعون ولا تفزع ، ويخافون ولا تخاف، ويألمون ولا تألم ، كيف لا ؟ و قد عقد القلب بطمأنينة ربّانيّة ، و صبغة نور الرضى عن كل شيء والإيمان بمالك كل شيء فلا طمأنينة دون إيمان، ولا سكينة دون يقين .

الطمأنينة باب من أبواب السعادة والسلام النفسي والهدوء الداخلي الساحر يجلو الكدر ويذهب الهم ويريح البال .

جميل أن يزورك هذا الزائر اللطيف،والأجمل أن يسكن قلبك ونفسك .

[email protected]