sharifa
sharifa
أعمدة

وتر : حكاية الخروف

01 أغسطس 2018
01 أغسطس 2018

شريفة بنت علي التوبية -

ربما سيغضب البعض وربما يستاء وربما سيمسح بعضهم على مقدمة رأسه متحسساً حينما يقرأ المقال، وربما سيُصدم البعض كما صُدمت حينما سمعت الحكاية من إحدى الفتيات التي رأيت لديها سيارة جديدة رغم إمكانياتها المادية المتواضعة جداً، فأخبرتني بعد تردد ( الخروف جابها)، فضحكت لأني اعتقدت أن ذلك ليس سوى مزحة على غرار ( العصفورة خبرتني ). بعد ذلك فهمت أن الخروف هنا ليس خروف العيد لكنه يشبهه، فهو خروف يتم اصطياده بذكاء أنثوي بالغ، خروف سهل الانقياد وقابل للوقوع في فخ الغواية، وغالباً ما يكون سميناً ودافئ الجيب والمحفظة، لكي يكون مستعداً لإحضار أي شيء ودفع كل شيء، فهو من سيدفع ثمن العباءة ورصيد الهاتف النقال وثمن الحقيبة والحذاء و..و..و إلخ، بل وسيحرص على شراء هدية غالية الثمن في كل مناسبة كي يثبت أنه خروف مقتدر بامتياز، ولا بأس أن يقطع تذكرة سفر ويحجز في أغلى الفنادق وأرقاها لمتعة محرّمة مدفوعة الثمن. أعتقد أنك عرفت أيها القارئ الكريم أن كلمة خروف ليست سوى اسم رمزي لدى فئة من الفتيات لبعض الذكور المغفّلين الباحثين عن المتعة والوهم، وغالباً ما يقع اختيار هذه الفتيات أو النساء لذكَر متزوج أو في مرحلة عمرية متقدمة، لأنهن يعلمن أنه الأنسب لمثل هذه اللعبة والقيام بمثل هذا الدور، ولأنه سيفعل أي شيء من أجل الحفاظ على تلك العلاقة وإخفاءها حتى لا تهتز صورته المحترمة أمام زوجته وأبنائه الذين يرون فيه القدوة الحسنة والمثل الأعلى، وهؤلاء الفتيات أو النساء على درجة كبيرة من الدهاء والخبرة إلى درجة أنهن يعرفن تماماً من يسهل وقوعه في الفخ، وأغلبهم ممن يعيشون أزمة منتصف العمر فيتوهمون استعادة سنوات شبابهم بسرقة لحظات المتعة مع من تدفعها الحاجة المادية أو انحراف السلوك لذلك، منقادين بنشوة الوهم من خلال كلمة حبيبي في رسالة هاتفية أو لمسة يد في موعد غرامي أو حتى قبول دعوة لغداء أو عشاء بمطعم راق جداً أو حتى محادثة هاتفية هزيلة ومُخجلة وتافهة، فهو باختصار الشخص الذي لا يرفض طلباً، بل يسعده ذلك الوهم الذي يصور له أنها بحاجة إليه وأنه مهم في حياتها. فعذراً لمن لامست الحكاية شيئاً في نفسه من الجنسين، عذراً لأولئك الذين نسوا أنفسهم في جسر متأرجح فأضاعوها وأضاعوا احترامهم لذواتهم في حكاية وهم وخرفنة، معتقدين أنهم وصلوا إلى القمّة لكنهم سقطوا حد الانكسار حتى في عين أنفسهم.