33
33
المنوعات

معبر حدودي .. كتاب يرصد مأساة الهجرة غير الشرعية

31 يوليو 2018
31 يوليو 2018

القاهرة- «العمانية»: في كتاب «معبر حدودي» الصادر عن «دار صفصافة للنشر والترجمة بالقاهرة» باللغتين العربية والإنجليزية يرصد القارئ مآسي الهجرات القسرية، ومعاناة أصحابها، لا سيما الأطفال والنساء وكبار السن.

يحوي الكتاب قصصا مصورة عن مآسي الهجرة الجماعية واللجوء تحت وطأة الحرب والفقر من المنطقة العربية المليئة بالصراعات إلى أوروبا، وتدور القصص حول رحلة الهروب ومحاولة إيجاد وطن جديد والاغتراب في الهوية الجديدة والمحن التي تتعرض لها الأسر الهاربة سواء في البحر أو في المخيمات أو في الأوطان الجديدة.

والفنانون المشاركون في الكتاب هم تيتوس أكرمان وراينهارد كلايست من ألمانيا، أحمد حسام ومحمد وهبة من مصر، جوليا مارتي وباربارا مولي من سويسرا، وفيلا تيتافاينين من فنلندا. وتحمل القصة الأولى من الكتاب عنوان «مخيم كوركوس ... خمس نجوم» ويرصد فيها فنان الكوميكس الألماني راينهارد كلايست تفاصيل زيارته لمخيم كوركوس عام ٢٠١٣، وهو مخيم يقع شمال العراق، ويضم لاجئين هاربين من الأوضاع الجحيمية في سوريا. ويصف راينهارد الحياة في المخيم بأدق تفاصليها، كما يصف معاناة البشر الهاربين من موت مؤكد أي موت محتمل، ويقول: إن الحياة في مخيمٍ تعني أن تعيش في خيمة يجاورك فيها المئات من الخيام القابلة للاحتراق في أيّ وقت، وتتشارك في حمّام يبعد عن خيمتك مئات الأمتار تضطر لاستخدامه ليلاً في ليلة ممطرة وطريق ممتلئة بالوحل.

وتتمركز الأحداث حول هروب أسرة سورية إلى شمال العراق، حيث يسجل الابن الأكبر لهذه الأسرة بكاميرا هاتفه المحمول لحظات مغادرتهم لبيتهم الذي لا يعرف ما إذا كانوا سيعودون له مرة أخرى أم لا، بينما يتناول الجزء الآخر من القصة تجربة راينهارد بالمخيم في صورة تقريرية من خلال ورشة الرسم التي أعدها لأطفال المخيم ورسومهم التي احتل المخيم والسياج المحيط به جزءاً كبيراً منها، بالإضافة إلى عمليات القتل التي عايشها بعضهم، والحكايات التي سمعها من نساء ورجال عن هروبهم وتخوفاتهم وحياتهم السابقة وأوضاعهم الحالية.

وكتب الفنان الفنلندي فيلا تيتافاينين قصته (الأيدي الخفية .. أوروبا في عيون مهاجر غير شرعي)، ويقول «في اللغة الفنلندية هناك كلمة سيئة تعني العيش على طريقة لاجئ، يتم استخدامها من قِبل الأشخاص الذي يعتقدون أن الحرب أو الاضطهاد هي الأسباب الوحيدة الصالحة للهجرة، كما لو كان الفقر والجوع واليأس أعذاراً هينة».

ويستعرض تيتافاينين ما يعانيه اللاجئون في أوروبا من الاضطهاد والتهميش والاستغلال في المجتمع الغربي من خلال بعض الشخصيات التي قابلها خلال رحلته إلى المغرب وإسبانيا بمشاركة الكاتب ماركو جونشتينان، ومنهم شاب هاجر من المغرب إلى أوروبا أملاً في حياة أفضل له ولأسرته كغيره من شباب بلدته وكتجربة لخوض «الحراقة» التي لا بد من تجربتها لإثبات الرجولة.

والحراقة هي مفهوم مغربي لحرق الطريق إلى المحطة الأخيرة من الرحلة، إلا أنه يكتشف الخديعة في نهاية هذه الرحلة بتعرض المهاجرين غير الشرعيين لأصناف من الضغط النفسي والجسدي وتحولهم إلى سلع مستغَلَّة في سوق الجريمة.

ويتحدث الفنان عن كيفية إصابة عدد كبير من المهاجرين بمتلازمة التوتر المزمن والمتعدد (أوليسيس)، نتيجة للأهوال التي لاقوها في رحلتهم وخشية الترحيل في أيّ وقت، الأمر الذي يدفعهم للاختباء من المجتمع لسنوات وربما مدى الحياة وما يرتبط بذلك من كوابيس وشعور بالغثيان والصداع والهلاوس ونوبات الهلع. ويحمّل الفنان الدول والحكومات الأوروبية مسؤولية التسبب في صناعة أزمة الهجرة غير الشرعية، ويدلل على ذلك بالإجراءات التي اتخذتها إسبانيا عندما فرضت قيودًا على تأشيرات العمال المغاربة عام ١٩٩١، فبينما كان العمال قبل ذلك يسافرون بطرق شرعية لعدة أشهر من كل عام ثم يعودون لعائلاتهم، تغيّر الأمر ولم يعودوا يستطيعون دخول إسبانيا، ومنذ تلك الفترة انتشرت تجارة البشر في منطقة جبل طارق، وصار مَن يدخل إسبانيا من العمال المغاربة لا يعود لوطنه مرة أخرى. كما يتضمن الكتاب قصة عنوانها «حافة المركب» تدور حول واحدة من أكثر الحوادث المأساوية التي شهدها عام ٢٠١٦، وراح ضحيتها العشرات من الأشخاص الذين غرقوا في البحر المتوسط في محاولتهم الهجرة من مصر إلى إيطاليا بصورة غير شرعية.

وتحكي القصة حالة أسرة مصرية تحلم بالهجرة إلى إيطاليا، وترصد رحلة معاناة أفرادها مع المهربين، بدءًا من إخفائهم في مزرعة دواجن ثم نقلهم في شاحنات مغلقة ذات رائحة عطنة وصولاً إلى المركب الذي ينتظرهم لينقلهم للسواحل الإيطالية، وهو الذي يغرق بهم جميعًا.