العرب والعالم

الانتخابات الباكستانية تشهد صعودا للأحزاب «المتطرفة»

31 يوليو 2018
31 يوليو 2018

اسلام اباد - (أ ف ب): شهدت الانتخابات الباكستانية الأسبوع الماضي صعودا لجماعات متطرفة، إذ فجر حزب إسلامي متطرف حديث العهد نسبيا كان زعيمه توعد بضرب هولندا بالسلاح النووي في حال وصوله إلى الحكم، مفاجأة بتسجيله نسبة تصويت مرتفعة.

وقدمت الأحزاب الأصولية الإسلامية أكثر من 1500 مرشح للانتخابات المحلية على صعيد المحافظات، والوطنية التي فاز فيها بطل لعبة الكريكت السابق عمران خان.

وشكل التشدد في باكستان أحد أكبر موضوعات النقاش خلال الحملة الانتخابية، مع اتهام سياسيين، بينهم عمران خان، بمحاولة استمالة أصوات قاعدتهم الانتخابية بالعزف على وتر قضايا تثير اهتمام المتشددين مثل التجديف.

وفيما يأتي نظرة على نتائج الأحزاب المتشددة في الانتخابات التي أجريت الأربعاء الماضي:

حزب معاد للتجديف

سيكون أداء حزب حركة «لبيك» الباكستانية بقيادة الداعية كاظم حسين رضوي أكثر ما يثير قلق الأحزاب الكبرى والنشطاء الحقوقيين.

فالحزب الذي تأسس في 2015 طبع في وجدان الباكستانيين العام الماضي صورة إغلاق العاصمة اسلام اباد لأسابيع للمطالبة بالتشدد في تطبيق قوانين معاقبة التجديف المثيرة للجدل.

وبرزت تقارير بأن رضوي قال مؤخرا لصحفيين إنه في حال تولى الحكم في باكستان، التي تملك السلاح النووي، فإنه «سيزيل هولندا عن خارطة العالم» بسبب نشرها رسوما كاريكاتورية تظهر النبي محمد.

ولحسن حظ هولندا لم تفز حركة «لبيك» بأي مقعد في الجمعية الوطنية الباكستانية التي تضم 342 عضوا، يُنتخب 272 منهم، فيما تخصص المقاعد المتبقية للنساء والأقليات الدينية. إلا أن الحركة فازت بمقعدين في مجلس إقليم السند.

ونال الحزب أصوات أكثر من 2.23 مليون مقترع في أول انتخابات للجمعية الوطنية يخوضها، كما حصد أكثر من 2.38 مليون صوت في الانتخابات المحلية، بحسب بيانات نشرتها اللجنة الانتخابية على موقعها الإلكتروني.

وقال المحلل السياسي فاسي زكا لوكالة فرانس برس «العدد الإجمالي للأصوات التي حصلوا عليها مفاجئ جدا. إنه حقا صعود سريع ومذهل». ويثير الأداء الجيد لحركة «لبيك» قلقا، خصوصا لدى الطائفة الأحمدية، التي لطالما شكلت هدفا للمتشددين.

فعلى الرغم من أن أبناء هذه الطائفة يعتبرون أنهم مسلمون إلا أن غالبية المراجع الدينية لدى المسلمين تنظر إلى معتقداتهم على أنها تجديف.

وهي طائفة غير معترف بها رسميا في باكستان ولا تؤمن بأن محمدا هو خاتم الأنبياء.

جماعة مرتبطة بهجمات بومباي

نالت «حركة الله أكبر» أصوات أكثر من 435 ألف مقترع في الانتخابات المحلية والوطنية، لكنها لم تفز بأي مقعد.

ويتزعم الحركة حافظ سعيد المتهم بتدبير هجمات بومباي عام 2008 التي أدت إلى مقتل 166 شخصا، وتصنفه الأمم المتحدة إرهابيا.

وكانت الولايات المتحدة رصدت في 2012 مكافأة قيمتها عشرة ملايين دولار لمن يقدم أي معلومة تتيح توقيفه أو إدانته.

وتأسست «حركة الله أكبر» بعد أن أقصت باكستان «رابطة الملة المسلمة»، الجناح السياسي لتنظيم عسكر طيبة المتشدد الذي يقوده سعيد، من السباق الانتخابي. وقال زكا إنه توقع أن تثمر جهود «جماعة الدعوة»، الذراع الخيرية لتنظيم عسكر طيبة، في إقليم البنجاب عددا اكبر من الأصوات. وقال زكا «إنهم يقدمون خدمات حيث لم تقم الدولة بواجبها...أعتقد أن أداءهم كان ضعيفا».