oman-logo-new
oman-logo-new
كلمة عمان

علاقات طيبة تحتفظ بحيويتها في كل الظروف

31 يوليو 2018
31 يوليو 2018

ليس من المبالغة في شيء القول بأنه إذا كانت العلاقات العمانية الأمريكية، التي تعود الى أكثر من مائتي عام، هي علاقات طيبة وراسخة، وممتدة أيضا، حيث كان المبعوث العماني هو أول مبعوث دبلوماسي عربي يصل الى الولايات المتحدة الأمريكية، عام 1840، كما كانت أول معاهدة تجارة بين عمان والولايات المتحدة عام 1833، فإن الوجه المعاصر لهذه العلاقات في ظل القيادة الحكيمة لحضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم -حفظه الله ورعاه- يتسم بالقوة والتفاهم المتبادل والقدرة على تحقيق المصالح المشتركة والمتبادلة، ليس فقط لصالح الدولتين والشعبين العماني والأمريكي الصديقين، ولكن أيضا لصالح أمن واستقرار وازدهار دول وشعوب المنطقة، والسعي الى حل مشكلاتها عبر الحوار وبالوسائل السلمية، وهى جوانب وسمات تتجدد وتفرض نفسها، خاصة عندما تتعرض المنطقة أو تمر بأزمات حادة.

جدير بالذكر أن السلطنة بقيادة حضرة صاحب الجلالة السلطان المعظم -أعزه الله- قد اعتادت السعي والقيام بكل ما يمكنها من جهود طيبة ومساعٍ حميدة، سواء بطلب من الأشقاء والأصدقاء، أو استشعارا منها بالحاجة إلى ذلك، من أجل تحقيق أفضل مناخ ممكن لدول وشعوب المنطقة، وبما يسهم في تحقيق التقارب والفهم الصحيح والمتبادل لمواقفها حيال القضايا موضع النزاع، والدفع، كلما كان ذلك ممكنا، للسير نحو التوافق وتقارب المواقف وصولا للحل السلمي وتحقيق مصالح كل الأطراف، خاصة وأن شعوب المنطقة المتطلعة الى حياة أفضل، ترغب في تجنب أية أزمات تدفع نحو انفجار الأوضاع أو زيادة التوتر، لأنها ببساطة هي من يدفع الثمن في النهاية.

وفي هذا الإطار فإن الزيارة التي يقوم بها معالي يوسف بن علوي بن عبد الله الوزير المسؤول عن الشؤون الخارجية للولايات المتحدة، ولقاءاته ومحادثاته مع كل من وزير الدفاع الأمريكي الجنرال جيمس ماتيس، ووزير الخارجية الأمريكية مايك بومبيو، ومستشار الرئيس الأمريكي لشؤون الأمن القومي جون بولتون، ليست استثناء، لأنها تهدف الى تعزيز العلاقات العمانية الأمريكية في مختلف المجالات من ناحية، باعتبار السلطنة « شريكا أمنيا إقليميا حيويا « للولايات المتحدة، حسبما أكد البنتاجون، كما أنها تناولت مختلف الملفات السياسية ذات الاهتمام المشترك على المستويين الإقليمي والدولي، بما في ذلك الحاجة الى ضرورة التزام جميع الأطراف بضبط النفس وتجنب المزيد من التصعيد في اليمن، والتطرق الى السبل التي تتفق فيها المصالح الخليجية والأمريكية لتعزيز الاستقرار والتعاون الإقليميين من ناحية ثانية.

ولعل مما له أهمية ودلالة عميقة أن يُعرَب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن استعداده للتفاوض مع الجمهورية الإسلامية الإيرانية، في أي وقت، وبدون شروط مسبقة، وهو ما قد يفتح المجال أمام إمكانية اجراء اتصالات ما، للإعداد الضروري لمثل هذا التطور، الذي يمكن أن يؤدي إلى إحداث تطور إيجابي في الموقف والخلافات بين الجانبين، ليس فقط لأن هناك سوابق إيجابية في هذا المجال، ولكن أيضا لأن حل الخلافات بالحوار، والحفاظ على مصالح كل الأطراف، وتخفيف التوتر في المنطقة، هو ما ترغبه كل الأطراف المدركة لمخاطر التصعيد والانزلاق الى مواجهات لا يعلم أحد الى أي مدى يمكن أن تتطور. وقد أشار معالي الوزير المسؤول عن الشؤون الخارجية الى أهمية مشاركة الجميع للوصول الى حلول للمشكلات المعقدة التي تعاني منها المنطقة، وضرورة الحفاظ على الاستقرار و الأمن، ومواصلة العمل السياسي والتنسيق المشترك بصورة دائمة لتحقيق ذلك.