1407014
1407014
الرئيسية

إطلاق شركة «تنمية نخيل عمان» لتوسيع إنتاج وتصنيع التمور ومشتقاتها

30 يوليو 2018
30 يوليو 2018

إنشاء 11 مزرعة بالمحافظات تتسع لـ600 ألف نخلة -

متابعة: جمعة بن سعيد الرقيشي

احتفل أمس ديوان البلاط السلطاني بالقاعة الرئيسية بنادي الواحات بمنطقة العذيبة التابعة لولاية بوشر التوقيع على تأسيس شركة تنمية نخيل عُمان (ش.م.ع.م). رعى الاحتفال معالي الدكتور خميس بن سيف بن حمود الجابري رئيس وحدة دعم التنفيذ والمتابعة.

توظيف التكنولوجيا والابتكار

وأكد الدكتور سيف بن راشد الشقصي مدير عام مشروع زراعة المليون نخلة أن الشركة الجديدة سوف تشكل بعدا جديدا في كيفية التعاطي مع المشاريع التنموية لم يكن معروفا من قبل، حيث جرى الانتقال من مفهوم المنافع التقليدية المباشرة للنشاطات الزراعية المرتبطة بشكل رئيس بنواحي الغذاء والبيئة إلى مفهوم مختلف تماما عن النشاط الرئيس الذي يقوم على توظيف التكنولوجيا والابتكار للحصول على قيمة مضافة تساهم في تحقيق منافع متعددة على صعيد البحث العلمي ورأس المال المحلي والموارد البشرية الوطنية والاستثمار.

تشكيل مظلة لعدة مشاريع

وقال الشقصي في كلمته خلال الحفل: من المتوقع أن تقوم الشركة الجديدة بتشكيل مظلة ينضوي تحتها عدد من المشاريع التي تقدم بدورها من خلال الباحثين العمانيين حلولا علمية تساهم إلى جانب تحقيق الاستفادة القصوى من الموارد أيضا برسم خطوط السير باتجاه الاقتصاد المعرفي والانتقال بالسلطنة إلى مصاف الدول المنتجة والمصدرة للعلوم والتقنيات.

من جانبه أكد الشيخ راشد بن سيف المرضوف السعدي الرئيس التنفيذي لشركة «تنمية» في كلمته التي ألقاها خلال الحفل: إن تأسيس شركة تنمية نخيل عمان هو ثمرة تعاون بين أطراف وطنية تنتمي إلى قطاعات مختلفة لتحقيق هدف مشترك هو بجوهره مثال للبنة جديدة تضاف إلى بناء النهضة المباركة. وبهذا المعنى فإن التعاون بين الجانب الحكومي مع رأس المال الوطني بمشاركة علمية وتقنية لتوظيف خبرات محلية في تأسيس هذه الشركة هو بحد ذاته يعتبر تحديا جديدا لشركة «تنمية» في عمرها الذي يمتد إلى ما يقارب العشرين عاما، وهي تفخر بكونها طرفا مؤسسا بهذا المشروع الذي يتوقع أن يكون مثالا يحتذى لمشاريع أخرى تغطي قطاعات حيوية في السلطنة، وتساهم بخلق فرص العمل للطاقات الشابة العمانية وتحقق الرفاه للأجيال القادمة.

هدفها شراء ثمار النخيل ومنتجاتها

يأتي تأسيس شركة (تنمية نخيل عمان) كشركة مساهمة عمانية مقفلة قابضة للتمور مملوكة من قبل ديوان البلاط السلطاني ممثلا بالمديرية العامة لمشروع زراعة المليون نخلة والشركة العمانية لتنمية الاستثمارات الوطنية «تنمية» بحيث تقوم الشركة القابضة بشراء ثمار النخيل ومنتجاتها الثانوية من مشروع زراعة المليون نخلة، كما تقوم بتوفير المصادر المادية كالأراضي والطاقة والمياه والتصاريح البيئية بجانب المصادر المعنوية كالخبرات حسب الحاجة. هذا وقد تم اختيار مدينة نزوى لإنشاء المجمع الصناعي الرئيسي للشركة، وذلك وفق معايير محددة شملتها الدراسة، ويقدر حجم الاستثمارات التي تشمل الوحدة المركزية لمعالجة التمور والصناعات القائمة على التمور وكذلك الصناعات القائمة على المنتجات الثانوية بحوالي 92 مليون ريال عماني؛ وذلك تحقيقا للرؤية السامية للتنمية الزراعية المستدامة والأمن الغذائي وللمساهمة الفاعلة في الناتج القومي المحلي للسلطنة.

حدائق غناء ومزارع شامخة

وقال الدكتور سيف بن راشد الشقصي بعد حفل التوقيع على إنشاء «شركة تنمية نخيل عمان» قال فيه: بالأمس كان حلما جميلا عندما غرسنا أول فسيلة نخيل بأيدٍ عمانية في مزرعة عبري، في تلك الولاية الواعدة التي حملت مشعل التوجيهات السامية لمولانا حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم -حفظه الله ورعاه- بزراعة المليون نخلة، إيمانا من جلالته بأهمية النخلة، مؤكدا -أعزه الله وأبقاه- أن هذا المشروع سيكون صمام الأمن الغذائي للسلطنة، انطلاقا من رؤيته السامية بأهمية قطاع النخيل في تعزيز موارد الدولة اقتصاديا واجتماعيا وبيئيا وثقافيا. واليوم الحلم أصبح حقيقة لا مراء فيها، حيث تكاتفت الأيدي العمانية المخلصة لهذا الوطن الغالي، فقطرات العرق التي سقت تلك الأراضي القاحلة أصبحت حدائق غناء ومزارع شامخة، نفخر ونفاخر بها لتكون رمزا من رموز هذا الوطن الشامخ، حيث أبدعت العقول العمانية الفتية في التفكير والتخطيط والبناء والتعمير وفق أسس علمية وتكنولوجية حديثة، لتصبح الآن 11 مزرعة موزعة على مختلف محافظات السلطنة تتسع لـ600 ألف نخلة، ليكون هذا المشروع من المشاريع الرائدة في السلطنة، محافظا على النخلة كموروث اجتماعي واقتصادي، فاتحا آفاقا جديدة وفرصا للاستثمار في المجالات الإنتاجية والتصنيعية لقطاع التمور.

أضاف الدكتور سيف الشقصي القول: تتوالى الإنجازات التنموية في وطننا الغالي، ونحن نعيش خلال هذه الأيام فرحة يوم النهضة المباركة، ليكتمل عقد مشروع زراعة المليون نخلة، الاحتفال بتوقيع إنشاء شركة (تنمية نخيل عمان) بالشراكة مع الشركة العمانية لتنمية الاستثمارات الوطنية «تنمية»؛ لتكون شركة مساهمة عمانية مقفلة، حيث تعتبر إحدى نتاجات مخرجات البرنامج الوطني «تنفيذ»، وسوف تساهم في رفد وتعزيز الموارد الاقتصادية الوطنية بأيدٍ وسواعد أبناء عمان المخلصين متيقنين بأنهم هم من سيحملون مشعل البناء والتطوير لهذه الشركة، واضعين نصب أعيننا استخدام أحدث وسائل التقنية والتكنولوجيا العالمية التي ستعمل على زيادة الإنتاج وجودته بما يتناسب والتطورات في هذا المجال.

أبدى الشقصي تفاءله الكبير بالرؤية الاستراتيجية للعمل في هذه الشركة بالقول: جاء بعد إجراء الكثير من الدراسات والبحوث العلمية والاقتصادية والاستفادة من التجارب العالمية في نفس المجال، حيث ستعنى الشركة بموضوع ما بعد حصاد النخيل بمشروع زراعة المليون نخلة، والاستفادة من جميع المنتجات الثانوية لها، وإيجاد صناعات ابتكارية جديدة في مجال التمور لتكون منافسة في الأسواق العالمية. وستعمل الشركة على فتح آفاق جديدة للتعاون مع مؤسسات القطاع الخاص، كما أنها ستوفر الآلاف من فرص العمل للمواطنين، وقد تم اختيار مدينة نزوى لإنشاء المجمع الرئيسي للشركة وفق مواصفات ومعايير علمية محددة، كما يقدر حجم الاستثمارات التي ستشمل الوحدة المركزية لمعالجة التمور والصناعات القائمة على المنتجات الثانوية والصناعات الابتكارية بحوالي 92 مليون ريال عماني.

أما الشيخ راشد بن سيف المرضوف السعدي فقال: إن شركة (تنمية نخيل عمان) جاءت ثمرة للتعاون الوثيق والبنّاء ما بين ديوان البلاط السلطاني ممثلا بالمديرية العامة لمشروع المليون نخلة والشركة العمانية لتنمية الاستثمارات الوطنية «تنمية» بتشجيع مباشر من وحدة دعم التنفيذ والمتابعة. إن اجتماع الجهات الوطنية لتأسيس هذه الشركة الرائدة لم يأت وليدا للصدفة إنما هو تجسيدٌ حيٌ لرؤية عميقة ونهج استراتيجي متميز وفكر مستنير تشكل بمجموعها المبادئ والمنطلقات التي سخرها القائد الملهم جلالة السلطان قابوس بن سعيد -حفظه الله ورعاه- أساسا لصناعة عمان المستقبل. كذلك فإن احتفالنا اليوم هو ليس مناسبة عابرة بقدر ما هو جزء من الاحتفالات الكبرى التي تشهدها السلطنة بمناسبة عيد النهضة الـ48 التي أريد لها منذ اليوم الأول ألا تكون نهضة اقتصاد وحجر فحسب ولكن نهضة للمواطن العماني أيضا. وهو جوهر الهدف الرئيس من وجود الشركة التي ستعمل على تحويل الموارد الطبيعية إلى أداةٍ للإبداع والتطوير في أيدي الشباب العماني تمهيدا لتوظيف الابتكار لغايات تأسيس مشاريع اقتصادية محلية جديدة؛ لنشهد بذلك عملية توليد رأسمال بشري متكاملة تشكل نموذجا للتنمية الاجتماعية والاقتصادية. واختتم راشد السعدي تصريحه بالقول: إن اليوم هو فرصةٌ لنا كي نتذكر أن تأسيس المساهمين في الشركة وهما مشروع المليون نخلة وشركة «تنمية» كان بموجب أوامر ومراسيم سلطانيةٍ ساميةٍ، لهذا فإن مشاعر الانتماء ورد الجميل والوقوف على قدر المسؤولية وبلوغ حسن الظن قد رافقت جميع أعمال الشركة منذ اللحظة الأولى للتفكير بتأسيسها وعلى جميع المستويات وستستمر معها على الدوام. واليوم فإن كل تلك المشاعر الصادقة تنطق بالمباركة لعمان نهضتها وسلطانها أدامه الله ورعاه.