الملف السياسي

دور محوري للمرأة والشباب

30 يوليو 2018
30 يوليو 2018

عوض بن سعيد باقوير  -

صحفــي ومحـــلل ســـياسي -

التنمية الوطنية تحتاج إلى كل شرائح المجتمع من خلال المساهمة الفعالة والإنتاجية المميزة حتى تتطور المجتمعات وتكون هناك طاقة دافعة للعمل الوطني، وتحفيز للأجيال. ومن هنا تبرز قطاعات عديدة متمثلة في قطاعي الشباب والمرأة اللذين يشكلان النسبة الأكبر من المجتمع العماني في ظل التنمية الاقتصادية والاجتماعية المتواصلة التي تقترب من العقد الخامس منذ فجر النهضة المباركة التي قادها جلالة السلطان المعظم - حفظه الله ورعاه - الذي أعطى تلك القطاعات الأهمية القصوى في مجال العمل الوطني، إدراكا من جلالته ومن خلال كلماته وخطبه في كل محافظات السلطنة بأن المرأة تعد شريكا حقيقيا لأخيها الرجل وهي تمثل نصف المجتمع، كما أن الشباب يعول عليهم الكثير في المساهمة الفعالة في مجال الإبداع والرؤية المستقبلية للوطن.

الشباب عماد المستقبل

كان الاهتمام بالشباب مبكرا ومنذ السنوات الأولى لفجر النهضة المباركة حيث كان توفير التعليم والتأهيل والتدريب هي الصور الأولى نحو إيجاد جيل متعلم لديه القدرات والمهارات التي تمكنه من خدمة الوطن بشكل مميز من خلال تحفيز الطاقات والملكات الإبداعية التي يمتلكها الشباب ولعل الاستثمار في الأجيال الشابة هو هدف نبيل وغاية وطنية حيوية حيث إن هؤلاء الشباب ومن مختلف الأجيال هم الذين كان لهم الدور الأساسي في خدمة الوطن ومن هنا فإن جلالة السلطان المعظم وانطلاقا من الاهتمام بالشباب العماني خصص عامين للشباب أحدهما أطلق عليه عام الشبيبة والآخر عام الشباب علاوة على عدد من البرامج الشبابية التي تشرف عليها وزارة الشؤون الرياضية.

كما أن ابتعاث أعداد كبيرة من الشباب للجامعات الغربية والعربية كان له دور في تأهيلهم بالمعارف والتعليم المتطور في كل التخصصات العلمية الدقيقة كما أن هناك برامج أخرى في مجال الابتكار من خلال مركز البحث العلمي وبرامجه التحفيزية المختلفة، وتلعب جامعة السلطان قابوس دورا مهما من خلال مراكزها البحثية المختلفة التي حقق من خلالها الشباب قفزات نوعية في مجال البحث والابتكار والمبادرات المجتمعية المختلفة.

يعد الشباب عماد المستقبل الذي تعتمد عليه الدول من خلال التعليم والابتكار وقيادة المرحلة في القطاعات المختلفة، وقد أثبت الشباب العماني جدارته من خلال التفوق العلمي الذي نتابعه بشكل مستمر، حيث حقق مراكز متقدمة على صعيد الجامعات المعروفة، كما أن الشباب يدير القطاعات المهنية كالنفط والغاز، وعمليات الطيران وغيرها من القطاعات المهنية المعقدة كما أن معهد الكفاءات الوطنية يلعب دورا كبيرا في تأهيل وتخريج القيادات الشابة في القطاعات المختلفة كرؤساء تنفيذيين.

وعلى ضوء المؤشرات والأرقام الصادرة من المركز الوطني للإحصاء والمعلومات فإن الشباب العماني أصبح يمثل رقما مهما ليس فقط في القطاع المدني والعسكري، ولكن في القطاع الخاص وأيضا في المجتمع المدني وهذا يعطي مؤشرا بأن الدولة تولي أهمية كبيرة لهذا القطاع الحيوي الذي يشكل بطاقاته وأفكاره النيرة واستلهامه للمستقبل مرحلة مهمة نحو المزيد من التقدم والتحديث في السلطنة من خلال رؤية عمان 2040 والبرامج ذات الصلة كالبرنامج الوطني (تنفيذ) والبرامج الوطنية الأخرى والذي يجعل من السلطنة في المستقبل دولة ذات تنوع اقتصادي بعيدا عن الاعتماد على المنتج الواحد مثل النفط.

ولا شك أن تحقيق تلك الرؤى سوف تعتمد على طاقات الشباب وتحملهم للمسؤولية الوطنية مما يجعل من تلك البرامج الوطنية حافزا كبيرا للشباب للعب دورهم الوطني لتتحقق الطموحات التي يسعى لها المجتمع بكل شرائحه .

المرأه ودورها الفاعل

المرأة هي نصف المجتمع، وهي شريك أساسي منذ فجر النهضة المباركة ولاشك أن دورها في السنوات الأولى خاصة من خلال جمعيات المرأة ودورها في التعليم والقضايا الاجتماعية كان دورا حاسما وشكلت مع أخيها الرجل منظومة وطنية للعمل والإنتاج.

ولاشك أن دور المرأة العمانية كان حيويا ونحن نتابع ما وصلت إليه من تطور علمي وفكري ومشاركة فعالة في العمل الوطني وهذا مؤشر بأن دورها كان مكملا مع بقية شرائح المجتمع وهي الآن تشارك في مجال التنمية الاقتصادية والاجتماعية بكل فعالية وأصبحت مسؤولة في القطاعات العامة والخاصة وفي مجال العمل البرلماني والاجتماعي وأصبحت تشكل رقما مهما في مجال الإحصائيات في التعليم العام والعالي وفي مجال العمل والمشاركة الوطنية في كل القطاعات، ومن هنا فإن المرأة العمانية قد أثبتت جدارتها في خدمة وطنها وكان للتعليم الدور الأساسي من خلال الابتعاث للخارج في سنوات العقد الأول والثاني من بداية النهضة المباركة وبعد ذلك من خلال جامعة السلطان قابوس والجامعات والكليات الحكومية والخاصة مما كان له الأثر الإيجابي في ظهور المرأة ومشاركتها الفعالة في العمل الوطني، وهناك رائدات في العمل التعليمي والإعلامي والطبي والاجتماعي والاقتصادي مما أعطى للوطن زخما من خلال مشاركة الجميع في بناء الوطن .

وكما أشرنا في السطور السابقة إلى أن التنمية الوطنية تحتاج إلى جهود الجميع حتى تتحقق الرؤية الوطنية التي أطلقها جلالة السلطان المعظم - حفظه الله ورعاه - حول إقامة الدولة العصرية التي أصبحت حقيقة ماثلة للعيان، ومن هنا فإن مشاركة المرأة العمانية كانت حاضرة وفاعلة وتستحق التقدير والثناء وهو دور يتواصل ويتسع في إطار العمل الوطني وظهور الأجيال الجديدة التي سوف تواصل مسيرة العمل الوطني في كل المجالات، وهذا الجيل الجديد هو امتداد للأجيال الحالية والسابقة، والجميع يؤدي دوره الوطني لخدمة بلاده بكل تفان وإخلاص لأن الوطن يستحق ذلك وأكثر .

ولاشك أن الفرص المتاحة تعليميا وفكريا تحتم على الجميع أن يستفيد من هذا المناخ الإيجابي ولاشك أن العطاءات متواصلة من خلال المراكز المتقدمة لأبناء السلطنة في المحافل الإقليمية والدولية مما ينعكس على الوطن الذي نال السمعة الطيبة والاحترام الواسع النطاق في العالم مما يجعل المسؤولية تتواصل من قبل المرأة والشباب خاصة الأجيال الجديدة الذي يعول عليهم الكثير في إطار التنافسية بين الدول.

الوطن يحتاج الجميع

وفي ظل مؤشرات التنافسية تظهر أهمية الشباب والمرأة في بذل المزيد من الجهد والعطاء والإبداع ليظل الوطن وقيادته دوما متألقا ويتناسب مع تاريخ وحضارة الوطن الضاربة بعمقها في التاريخ والجغرافيا القريبة، والبعيدة وشواهد سوف تظل حاضرة في وجدان الشعب العماني ومن هنا فإن الوطن يحتاج إلى سواعد الجميع وكل شرائح المجتمع بمختلف فئاتهم.

لقد تحقق الكثير والإنجازات الوطنية تتحدث عن نفسها وللحفاظ على تلك المنجزات الحيوية نحتاج إلى مزيد من العمل والجهد وأن يكون الجميع في بوتقة واحدة حتى يتحقق المزيد من الإنجازات في كل المجالات ليبقى الوطن دوما متألقا بأبنائه المخلصين وبقيادته الحكيمة، خاصة وأن حضرة صاحب الجلالة السلطان المعظم - حفظه الله ورعاه - قد أوفى بالوعد وأصبحنا نعيش في ظل الدولة العصرية في مختلف المجالات بفضل توجيهات جلالته وما بذله الشعب العماني من جهود متواصلة .