صحافة

خبر: دبلوماسية روحاني

29 يوليو 2018
29 يوليو 2018

تحت هذا العنوان أوردت صحيفة «خبر» مقالاً فقالت:

المتتبع لتصريحات الرئيس «حسن روحاني» خلال الأشهر الأخيرة يلمس بوضوح أنه يسعى لتحقيق أمرين أساسيين؛ الأول يتمثل في الدفاع عن حقوق إيران في المحافل الدولية لاسيّما فيما يتعلق بالاتفاق النووي وتحديداً رفع الحظر المفروض على البلاد، والثاني يكمن في ضرورة عدم تضييع المكاسب السياسية والدبلوماسية التي تحققت خلال السنوات الماضية وفي مقدمتها التي أفضت إلى توقيع الاتفاق النووي وحالت دون اندلاع مواجهات خطرة قد تؤدي إلى زعزعة الأمن والاستقرار في عموم المنطقة والعالم.

وقالت الصحيفة إن الرئيس روحاني عندما يضطر في بعض الأحيان لإطلاق تصريحات تحذر من خطورة تهديد إيران عسكرياً لا يعني أبداً أنه قد تخلى عن سياسته الرامية إلى تهدئة الأوضاع وتهيئة الأرضية لتسوية القضايا العالقة مع بعض الأطراف الخارجية، مشيرة في الوقت ذاته إلى أن شعور الرئيس روحاني بضرورة الاحتكام إلى العقل والمنطق والقوانين الدولية في تسوية الخلافات بين الدول يحتل حيزاً بارزاً في دبلوماسيته لاعتقاده بأن الأزمات التي تعصف بالمنطقة والعالم لا يمكن حلّها ما لم تكن هناك مشتركات بين الأطراف المتنازعة وفي مقدمتها المصالح الاقتصادية والضرورات الأمنية التي باتت تمثل حاجة ماسّة لجميع الشعوب والدول سواء في الشرق الأوسط أو أي منطقة أخرى من العالم.

ولفتت الصحيفة إلى أن الرئيس يدرك تماماً مدى أهمية الاستقرار السياسي على الأوضاع الاقتصادية الداخلية والخارجية ولهذا يسعى دوماً للتحرك باتجاه نزع فتيل الأزمات وطرح الحلول البديلة التي من شأنها حفظ مصالح جميع الأطراف المتنازعة على ضوء القانون الدولي وهو ما ظهر بشكل جلي حينما بعث بوفود إلى كافّة الدول لشرح وجهة نظر إيران بشأن الاتفاق النووي بعد انسحاب أمريكا منه وكذلك قبوله بالحوار مع روسيا والصين والترويكا الأوروبية للتوصل إلى صيغة مشتركة من التفاهم لضمان عدم انهيار الاتفاق رغم الصعوبات التي تعترض سبيل الحوار وفي مقدمتها التجاذبات السياسية والاقتصادية والأمنية بين الأطراف ذات العلاقة بالحوار بشأن الاتفاق من جهة، وأمريكا من جهة أخرى.

وأكدت الصحيفة على ضرورة الوقوف إلى جانب الرئيس روحاني وحكومته في مواجهة التحديات الراهنة على الصعيدين الداخلي والخارجي وفي طليعتها التحدي الاقتصادي والمحادثات الجارية مع الجانب الأوروبي لتسوية الخلافات بشأن الملف النووي وبرنامج الصواريخ الباليستية وقضايا أخرى تخص المنطقة.

وأعربت الصحيفة عن اعتقادها بأن الرئيس روحاني مدرك تماماً لأهمية عدم المراهنة على إمكانية رفع الحظر المفروض على إيران في الوقت الحاضر والذي من المحتمل أن يشتد في المرحلة القادمة، ولهذا تراه يطرح بدائل من شأنها أن تعوّض عن الخسائر التي ألحقها ويلحقها الحظر باقتصاد البلاد، وهذا يتطلب تعاضد الجهود بين الحكومة من جهة والمواطنين والتيارات السياسية البارزة من أجل تخطي هذه المرحلة الحرجة والانطلاق نحو مرحلة جديدة تضمن ظروفاً جيدة للتغلب على كافّة التحديات وبلوغ الأهداف المنشودة والمرجوة في جميع المجالات.