1404908
1404908
المنوعات

الطفلة «سـدرة» والعجـوز حـارس دار رعاية المعوقـين.. ضحـايا قسوة أسـرية!

28 يوليو 2018
28 يوليو 2018

في عمل درامي اجتماعي إنساني -

كتب- عامر بن عبدالله الأنصاري -

يجري في الوقت الحالي العمل على تصوير المسلسل العماني «سدرة»، من تأليف الكاتب العماني نعيم نور، وإخراج الفنان يوسف البلوشي، والعمل تشارك فيه نخبة من فناني دول مجلس التعاون ومن دول المغرب العربي، وعلى رأسهم الفنان القدير الكويتي سعد الفرج، والفنانة البحرينية أمينة القفاص، والفنانة التونسية منال عبدالقوي، إلى جانب عمالقة الفن العمانيين الفنان صالح زعل والفنانة شمعة محمد، والفنان سعود الخنجري، والفنان خليل السناني وعدد من الفنانين الشباب.

توجهت «عمان» إلى أحد مواقع تصوير المسلسل لتسليط الضوء على العمل العماني المرتقب، ولمعرفة كثير من تفاصيله التي ما زالت في طي صفحات النص، وخيال المخرج، والفريق الفني، ولمعرفة بعض الأمور التي أثيرت حول إشكاليات في العمل بين مؤسسة الإنتاج والهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون، لنخرج للقارئ الكريم بهذا الموضوع الصحفي المطعم بلقاءات مع المشاركين في العمل.

سعد الفرج

كانت فاتحة اللقاءات مع الفنان الكويتي القدير سعد الفرج، واقتطعنا من وقته للحديث عن العمل، فتحدث بقوله: «أنا سعيد جدا في وجودي في مسقط لعدة أسباب، السبب الأول أنني كنت أتمنى أن اشتغل في كل دولة من دول مجلس التعاون، حققت ذلك في البحرين، وحققته في السعودية، وفي الإمارات، وفي قطر، واليوم أنا مستمتع بأن أعمل في سلطنة عمان وبذلك اكتملت الأمنية، وأعمل مع مخرج سمعت عنه الكثير، وشاهدت له أعمالا ممتازة وهو من خيرة المخرجين في الخليج، وكافة فريق العمل معي متكامل ومتجانس، وبدا ذلك واضحا من أول مشهد قمت بتصويره، كما أنني مستمتع جدا بقراءة النص وهو لكاتب عماني والعمل مع مخرج عماني وبمشاركة مجموعة من الفنانين العمانيين، حقيقة هذا الأمر يسعدني كثيرا، وأعتز بأن أكون في هذا العمل مشاركا إخواني العمانيين».

وحول المشهد الأول الذي قام بتصويره قال الفنان سعد الفرج: «المشهد الأول ليس بغريب على المخرج، فلديه تقطيعات جميلة يؤكد لي بأنني أعمل مع مخرج متمكن، وكذلك فوجئت بالممثلة الشابة التي تلعب دور (سدرة) وأشدت بها فور انتهاء المشهد، فهي تمتلك أداءً جيدا، وثقة بالنفس، والراحة أثناء تأدية الدور، وهذا شيء جميل جدا».

وتابع الفنان القدير حديثه: «من أهم الأسباب التي دفعتني للمشاركة في هذا العمل أنني اعمل مع مخرج متمكن يدفعني نحو الوثوق به إلى درجة أن أسلم نفسي له وأشتغل معه كما يشاء».

وبين حديثه قال الفرج: «انتهز هذه الفرصة، وهذا اللقاء لأتوجه إلى معالي الدكتور عبدالمنعم الحسني وزير الإعلام، لما بادر به من عقد ندوة في أيام معرض مسقط الدولي للكتاب، ندوة تحمل اسم الفنان الراحل عبدالحسين عبد الرضا، كما أشكره لدعوتي لأشارك في هذه الندوة، وشكرا على كرمه وقد أخجلني بلقائه معي وأكرمني كرما لن أنساه».

هم مشترك

أما المخرج يوسف البلوشي، فقد كانت لنا معه وقفة مطولة، عن العمل، والفكرة، والإشكالات والصعوبات، بداية حدثنا بقوله: «سدرة هو عمل اجتماعي درامي إنساني، يتحدث العمل عن أسرة فتاة معوقة، تقوم الأسرة برمي الفتاة المعوقة ذات السنوات الـ 12 (سدرة) أمام دار لرعاية المعوقين، ليتلقفها حارس الدار الرجل العجوز، وهو رجل قد رماه ابنه كذلك في دار للمسنين ولكنه شق طريقه للعمل كحارس لدار رعاية المعوقين بعيدا عن أن يعرف ابنه، فيكون اللقاء بين الرجل العجوز والفتاة المعوقة لقاءً إنسانيا ذا همٍّ مشترك، وتبدأ بعدها حكايات كثيرة تروى من خلال هذا العمل، والكثير من القضايا الاجتماعية يعالجها هذا العمل».

وتابع حديثه: «أبطال العمل على رأسهم الفنان الكويتي القدير سعد الفرج الذي يشارك لأول مرة في الدراما العمانية، إلى جانب عدد من النجوم من السعودية الفنان سعيد قريش، ومن البحرين الفنانة أمينة القفاص، ومن نجومنا الكبار الفنان صالح زعل والفنانة شمعة محمد والفنان خليل السناني وإضافة إلى الفنانين إبراهيم البلوشي ونورة البادية وسعود الخنجري، ومن الوجوه الشابة والتي ستظهر لأول مرة منهم عمير أنور، وبثينة الزدجالي، ولينا عبدالرحمن، وفيصل العامري، وفارس البلوشي وغيرهم العديد من المبدعين».

وحول انتقاء الشخصيات قال البلوشي: «انتقيت الشخصيات بعناية فائقة، حتى شخصية سدرة، عنوان العمل، هي ممثلة تونسية وقع الاختيار عليها بعد مشاهدة الكثير من الاعمال لها، فوجدتها أكثر شخص مناسب لتأدية العمل، أدت إلى الآن الدور بكل اتقان واحترافية لتبدو وكأنها معوقة ذهنيا وحركيا فعلا، وستكون من مفاجآت هذا العمل».

وبالنسبة لمواقع التصوير قال: «اخترنا أكثر من مكان لتصوير العمل بين ولاية بركاء ومسقط، وكذلك سيكون هناك تصوير في ولاية صلالة تزامنا مع الموسم السياحي واخضرار الأرض هناك وتدني درجات الحرارة، وذلك كنوع من إبراز الصورة الجمالية للسلطنة، وأعمل بكل ما أوتيت لأخرج بعمل متقن من ناحية الصورة والإحساس والأداء، ونتمنى أن ينال العمل على التوفيق وأن يخرج مرضيا للجمهور العماني، ولا أسبق الأحداث ولكني متفائل وأقول سيكون للعمل وقع على الجمهور».

قنوات

وأشار البلوشي إلى أن العمل سيكون على قناة سلطنة عمان، وأيضا هناك تواصل مع عدد من القنوات منها قناة الكويت وقطر والسعودية وبعض القنوات الإماراتية لبث العمل».

عراقيل

وسألنا البلوشي حول ما سمعنا عنه من وجود عراقيل بين مؤسسة الإنتاج، والهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون، فقال: «أتمنى أن لا تكون هنالك عراقيل جانبية كما تحدث في اعمالنا العمانية، أتمنى أن لا يحدث أمر يغير من نفس ورتم هذا العمل الذي انجزنا منه إلى الآن 40 % من تصوير المشاهد بكل يسر وسهولة ومتعة يشهد عليها الجميع».

وتابع: «لا توجد هناك عراقيل إلى الآن كما سمعتم، إنما هناك بعض الإشكالات البسيطة، والتي لا يخلو منها أي عمل وتحل دائما، وأنا على يقين بأن الهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون يسعون إلى تقديم عمل رائع عماني يشرف صورة السلطنة، معالي الدكتور عبدالله الحراصي رئيس الهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون ونائبه سعادة ناصر السيباني يبذلون كل جهد للارتقاء بالدراما العمانية، وأنا على ثقة بأن هذا العمل سيكون مشرفا للدراما العمانية، وكلي أمل وبوقفة الجميع أن يكتمل العمل كما هو مخطط له ويرى النور».

دفعات

وفيما يتعلق بالحديث الدائر من المقربين للبلوشي عن عدم استلام أي دفعة من الهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون، والتي تربطها بالبلوشي عقد قال: «صحيح هذا الكلام، لم نستلم أي مبلغ، ولكن هذا الامر غير معرقل حاليا، نحاول تغطية كل الالتزامات والمصاريف، ووصلنا إلى 40 % من التصوير، وفي الفترة القليلة المقبلة سنتجاوز فوق الـ 60 % بعد انتهاء الفنان سعد الفرج من تصوير جميع مشاهده».

وأضاف متحدثا عن الموسيقى التصويرة قائلا: «مفاجأة ستكون في الموسيقى التصويرية، وكذلك أغنية التتر من غناء فنانة كبيرة مشهورة على مستوى الخليج والوطن العربي، وكذلك ستكون الأغنية مفاجأة».

الرؤية الإخراجية

وحول رؤية البلوشي الإخراجية للعمل قال: «الرؤية الإخراجية مختلفة عن كل أعمالي السابقة، وأنا والكاتب على توافق تام وهذا أمر يزيد من جودة العمل حيث الاشتغال في بيئة متفهمة ومريحة، هناك زوايا لم أشتغل عليها سابقا، الصورة مختلفة وسنخرج للطبيعة في محافظة ظفار، ليكون العمل شاملا يمزج الطبيعة الخلابة في السلطنة وكذلك الحداثة والمعاصرة في المدينة من مبان وطرق وتطور، استطيع القول إن العمل أقرب للتصوير السينمائي».

واسترسل بقوله: «كلمة شكر لن تفي الفنان القدير العملاق سعد الفرج، وذلك لوقفته معي في هذا العمل والموافقة على المشاركة، فقد كان بمثابة الحلم أن ألتقي فيه وأسلم عليه فقط، واليوم يكرمني بالوقوف بجانبي هذا العمل، والشكر كذلك للكاتب نعيم النور الذي وضع كل إبداعه في هذا النص وعمل معي بجد واجتهاد لساعات طويلة للخروج بصورة مشرفة لهذا العمل».

أمينة القفاص

ومن مملكة البحرين، تشارك الفنانة القديرة أمينة القفاص في العمل العماني، والتقينا معها وقالت بعفوية: «العمل مع الفريق العماني من مخرج وكاتب عمل يثلج الصدر، وحقيقة أقولها بكل يقين، الذي لم يعمل مع أبو أنس كأنهم لم يمثل أبدا، كما يشاركنا الفنان العماني الرائع خليل السناني في الكثير من المشاهد، وإضافة إلى الفنانة شمعة محمد والفنان صالح زعل وغيرهم الكثير من المبدعين من السلطنة وخارجها، وحقيقة سعيدة جدا بهذه المشاركة، ومتفائلة جدا بمستوى العمل، وأعد الجمهور بمشاهدة عمل استثنائي قوي».

وتابعت: «هذا هو العمل الخامس الذي يجمعني بالمخرج أبو أنس (يوسف البلوشي)، فقد عملت معه في السابق وكانت الأعمال جميلة جدا وفي أجواء رائعة لا تشوبها شوائب ولا منغصات، ومن تلك الأعمال (نظر عيني) و(الرقصة الأخيرة)، ولا أستبعد أن تكون هناك أعمال قادمة تجمعني بأبو أنس».

منال عبدالقوي

ومن الجمهورية التونسية تشارك في العمل الفنانة منال عبدالقوي، وحول المشاركة كان لنا معها لقاء قالت فيه: «العمل في مسلسل سدرة شرف منحه لي المخرج الكبير يوسف البلوشي ومكنني من التعرف عن قرب على كبار نجوم الدراما العمانية واكتشاف طريقة العمل الدرامي بالخليج».

وأضافت: «الاشتغال مع فريق مسلسل سدرة كان أولا ممتعا نظرا للمعاملة الراقية التي وجدتها منهم جميعا واكتشاف لخبرات ومهارات واحترافية كبيرة، كما أنني أؤكد أن مستوى العمل عالٍ واحترافي، وهذا أمر عرفته منذ قراءة السيناريو، وخاصة أن من تولى مهمة الإخراج فنان كبير ومحترف وله اسم كبير مثل المخرج القدير يوسف البلوشي، بالتالي أستطيع القول: إن المسلسل بين أيادٍ أمينة وسيكون مفاجأة للجمهور العماني».

وسألنا الفنانة التونسية منال عبدالقوي عما اذا كانت تتوقع ان تثار انتقادات حول المسلسل، فأجابت: «لا أتوقع أي انتقادات، بالعكس انتظر تفاعلات كبرى إيجابية وتعاطف كبير مع قصة سدرة المليئة بالأحداث المشوقة والتي يتصاعد فيها الخط الدرامي في مواقف وأحداث وصدمات ومشاعر كبيرة، عمل سيحبه الجمهور ويستمتع به بكل تأكيد».

واختتمت عبدالقوي حديثها بقولها: «سعيدة بالتعاون الفني العماني التونسي وسعيدة بالثقة التي منحني إياها المخرج يوسف البلوشي لتدريب سدرة أساسا والممثلين الشباب الذين أحبوني وأحببتهم وأتمنى أن تكون بادرة لإنتاج أعمال مشتركة بين البلدين تعمق العلاقات بين الخليج العربي والمغرب الكبير».