1403505
1403505
عمان اليوم

الهيئة العمانية للأعمال الخيرية: جهود إغاثة داخلية وخارجية ومساعدات مختلفة للمؤسسات الاجتماعية والخيرية والفقراء والمحتاجين

28 يوليو 2018
28 يوليو 2018

■ الحالات المتضررة قدرت بـ 5 آلاف حالة تمثلت في المساكن والثروة الزراعية والسمكية والحيوانية -

■ الهيئة وزعت 38 ألف قسيمة في 60 ولاية بالسلطنة خلال رمضان الماضي -

■ مساعدات غذائية لليمن والصومال ولاجئي الروهينجا -

كتب: جمعة بن سعيد الرقيشي -

أكدت الهيئة العمانية للأعمال الخيرية أنها استطاعت بفضل المتابعة المستمرة من لدن حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم - حفظه الله ورعاه - تحقيق الكثير من أهدافها النبيلة وغاياتها السامية التي أنشئت من أجلها وتسعى إلى تحقيق ما تتطلع إليه في المرحلة القادمة في إطار الأهداف الواضحة التي تنبع من وعي وإدراك لمتطلباتها، وهي على تواصل تام مع الأشقاء في الدول العربية الشقيقة ، وخصوصاً في دول مجلس التعاون الخليجي ، وكذلك مع منظمات الأمم المتحدة العاملة في المجال الإنساني لفتح آفاق أرحب ، ولاكتساب خبرات أكثر في مجال العمل الخيري الدائم والمتواصل. وقال محمد بن حمود الذهلي الرئيس التنفيذي المساعد لشؤون الإغاثة والمساعدات بالهيئة: إن الهيئة بتوفيق الله تعالى كانت وما زالت تواصل جهودها بخطى ثابتة منذ أن تأسست في عام 1996م وتعمل على تلقي وجمع التبرعـات والهبـات وغيرها من الأموال المبذولة تعبدًا أو تطوعًا؛ وذلك من أجل إيصالها إلى مستحقيها، ودعم وتمويل المشروعات التي ترعى الطفولة أو الأيتام أو العجزة، ودعم وتمويل مشروعات وبرامج الرعاية الاجتماعية التي تعود بالنفع على المواطنين، وتقديم المساعدات العاجلة (الإغاثة) للمتضررين داخل السلطنة أو خارجها - سواء كانوا أفراداً أو مؤسسات - من الكوارث أو الحرائق أو الحوادث، وتقديم المساعدات للمؤسسات الاجتماعية والخيرية والفقراء والمحتاجين داخل السلطنة، وخارجها أحيانًا.

وأكد أن الهيئة استطاعت بمشاركة كافة الوزارات والهيئات والإدارات والمؤسسات الحكومية والخاصة التقليل والتخفيف بنسبة كبيرة من الأضرار التي تأثرت بها عدد من ولايات محافظتي ظفار والوسطى خلال الحالة المدارية »مكونو» التي تعرضت لها السلطنة في مايو من العام الحالي، ومن خلال المتابعة والتحليل وخطط الإغاثة والإيواء وتشكيل فرق ومناوبة على مدار الساعة واصلت الهيئة جهودها المكثفة بحكم رصيدها السابق وتجاربها الناجحة في التعامل مع الحالات الاستثنائية، وخبرة إدارتها ومركزية عملها في الجانب الإغاثي والمساعدات فقد استطاعت وبكفاءة عالية التعامل مع تلك الأنواء المناخية، بحيث يمكن إيجاز عملها في ثلاث مراحل.

استعداد وجاهزية

وقال في هذا الصدد: إن الاستعدادات والجاهزية جاءت عند ما أعلنت الأرصاد الجوية العمانية عن قدوم الحالة المدارية إلى أراضي السلطنة وقبل أن تلامس اليابسة في كل من محافظتي ظفار والوسطى، كانت الهيئة على أهبة الاستعداد من خلال المتابعة المستمرة للنشرات والتقارير الصادرة من مركز الإرصاد من خلال وسائل الإعلام العمانية، وقد تدارس فريقها الإغاثي في تحليل الحالة وفق معطيات قوته وتأثيره المباشر وغير المباشر على محافظتي ظفار والوسطى حيث عقدت خلاله اللجنة الداخلية للإغاثة بالهيئة اجتماعاتها لتسفر عن تجهيز المخازن بالمواد الغذائية والإغاثية وتسيير شاحنات مقطورة محملة بالمواد الغذائية والإغاثية. جاء على إثره إعداد خطة تسيير المساعدات الطارئة وتشكيل فرق عمل مناوبة على مدار الساعة، والتنسيق مع فرع الهيئة بمحافظة ظفار. والمشاركة في الاجتماعات واللقاءات مع القطاعات المنظومة الوطنية لإدارة الكوارث والأزمات، لتنسيق عملية الإغاثة والإيواء. وتحديد خطة أماكن ومراكز الإيواء وتوزيع المساعدات العاجلة. وعمل خطة لتفعيل مركز اتصالات. أسهم ذلك في عمل تنسيق بكفاءة عالية.

أكثر الولايات تضررا

وأشار إلى أن أكثر المحافظات تأثرا من الأنواء المناخية بالسلطنة كانت السواحل من ولاية ضلكوت بمحافظة ظفار حتى ولاية الجازر بمحافظة الوسطى واليابسة إلى ولاية المزيونة بمحافظة ظفار أما أكثر الولايات تضررا فكانت 11 ولاية هي: ضلكوت والمزيونة وسدح ومرباط وطاقة وصلالة وشليم والحلانيات ومقشن وثمريت بمحافظة ظفار، أما الولاية الوحيدة التي تضررت في محافظة الوسطى فكانت ولاية الجازر. وانحسرت نتائج الأضرار حسب ما أفادت به بيانات الفرق الزائرة والبلاغات التي تلقتها الهيئة العمانية للأعمال الخيرية من عدة مصادر حكومية وأهلية وخاصة في الشوارع الرئيسية والفرعية (الأسفلت والمعالجة السطحية والترابية)، أعمدة ومحولات ومجمعات الكهرباء وخطوط وخزانات المياه والصرف الصحي، المنازل ومراكز السكن والمباني (المحلات التجارية)، الأشجار والثروة الزراعية، الحيوانية، السيارات، قوارب الصيد.

5 آلاف حالة متضررة

وقدرت الحالات الأولية المتضررة غير الحكومية بـ 5 آلاف حالة موزعة على 3000 حالة في المجال الإسكاني (كلي- متوسطي - جزئي) السكني والتجاري، 1500 حالة في المجال الزراعي والثروة الحيوانية والسمكية، 500 حالة في السيارات وقوارب الصيد. وعن المساعدات العاجلة التي قدمتها الهيئة خلال الحالة المدارية التي تعرضت لها محافظتا ظفار والوسطى ذكر محمد بن حمود الذهلي بالقول: إن الخبرة الميدانية الطويلة في الإغاثة والتخطيط المسبق قبل وصول الحالة المدارية إضافة إلى الكفاءة التي يتمتع بها فريق الهيئة الإغاثي جميعها عوامل ساعدت الهيئة في إتمام واجبها الوطني بكفاءة عالية. فقد ساهمت الهيئة من مخزونها بإرسال (10) شاحنات مقطورة محملة بمواد الإغاثة حسب المسؤولية المسندة عليها من قطاع الإغاثة والإيواء في المنظومة الوطنية لإدارة الكوارث والأزمات يقدر وزنها بـ 200 طن، مكونة من حوالي 10 مواد مختلفة شملت الخيام، البطانيات، الفرش، المخدات، الناموسيات، أواني الطبخ وأوعية جمع المياه، كلها كانت لخدمة وتجهيز مركز الإيواء، إضافة للمواد التي تم شراؤها من السوق المحلي بمدينة صلالة، والمدن الأخرى؛ لتغطية الولايات الساحلية، ووزعت المواد على 3 شاحنات (60 طنا) لمحافظة الوسطى لولاية الجازر والمناطق المحيطة بها. شاحنتان (40 طنا) لمحافظة ظفار ولاية المزيونة.، وشاحنة (20 طنا) لمحافظة ظفار ولاية ثمريت، وشاحنة (20 طنا) لمحافظة ظفار ولاية شليم. وشاحنتان (40 طنا) لمحافظة ظفار ولاية رخيوت. وشاحنة (20 طنا) لمحافظة ظفار ولاية صلالة بالمناطق الجبلية. إضافة إلى المواد المشتراة من السوق المحلي تقدر بأكثر من 130 طنا، وزعت على الولايات الساحلية: 40 طنا لرخيوت، و30 طنا لضلكوت (نقلت بحرا)، 40 طنا لسدح و20 طنا لمرباط وطاقة. كما تلقت الهيئة تبرعات عينية من داخل محافظة ظفار ومن المحافظات العمانية الأخرى مثل: مسقط - الداخلية - شمال الباطنة وجنوب الباطنة، وجنوب الشرقية، والظاهـــرة تقـــدر بـ 280 طنا وزعت جميعها على الولايات المتضررة التابعة لمحافظة ظفار. كما قام فريق من وزارة التنمية الاجتماعية بشراء كميات كبيرة من المواد المتنوعة، ومياه الشرب، وتم توزيعها على جميع المناطق المتضررة، تقدر بـ 200 طن. وحول الجهات الداعمة للهيئة لتوزيع وتوصيل المواد خلال هذه المرحلة هي: الجيش السلطاني العماني، شرطة عمان السلطانية، سلاح الجو السلطاني العماني والبحرية السلطانية العمانية، وزارة التنمية الاجتماعية. وغرفة تجارة وصناعة عمان فرع ظفار، والفرق والمبادرات الأهلية في ظفار.

مساعدات تعويضية النقدية

وأوضح الذهلي أنه بعد استكمال أعمال تقديم وتوزيع المساعدات الإغاثية للولايات المتضررة بدأت مرحلة الحصر والتقييم، تم تشكيل 10 فرق ميدانية لهذه المهمة من موظفي الهيئة في الرئاسة وجميع الأفرع لا سيما فرع محافظة ظفار، ومن موظفي وزارة التنمية الاجتماعية بالمحافظة والمبادرات والفرق الأهلية ومن الكشافة والمرشدات، وكان بداية العمل لهذه المرحلة هي بداية شهر يونيو الماضي من عام 2018م تم خلالها تقييم الأضرار وتحديد فئات المتضررين، حيث يتم بعدها صرف مساعدات طارئة للمتضررين حسب نوع الضرر وفق مسؤولية الهيئة كما ورد في المادة الثانية، الفقرتين رقم 4 و5 من النظام الأساسي للهيئة لتمكين السكان من تأهيل منازلهم، والعودة إليها وممارسة حياتهم الطبيعية في أقرب وقت ممكن، ويتم الصرف لهذه المرحلة من موازنة الهيئة بند الإغاثة، ومن التبرعات الأهلية التي تجمعها الهيئة حاليا، كما أعدت الهيئة دراسة حول هذه الأنواء المناخية وعددا من التقارير والدراسات يمكن للجهات الرسمية المختصة لاحقا الاستفادة منها إن رغبت في ذلك.

وعن برنامج إفطار صائم الذي قدمته الهيئة العمانية للأعمال الخيرية داخل السلطنة في رمضان هذا العام ذكر الرئيس التنفيذي المساعد لشؤون الإغاثة والمساعدات بالهيئة بالقول: تم توزيع 38 ألف كوبون في 60 ولاية من أصل (61) ولاية التي تضمها محافظات السلطنة الـ11 محافظة حيث أضيفت ولاية المزيونة على جدول برنامج جارتها وهي محافظة المهرة اليمنية للسنة الثالثة على التوالي، إلى جانب ما تلقته الهيئة الذي وصل ما يقارب من 150 طردا غذائيا والتي جاءت من تبرعات عينية مكونة من مواد متعددة، تم توزيعها على عدة ولايات.

المساعدات الخارجية

وحول المساعدات الخارجية من خلال برنامج إفطار صائم السنوي للدول الشقيقة والصديقة أضاف محمد بن حمود الذهلي بقوله: لقد قامت الهيئة بتوزيع المخصصات من البرنامج السنوي إلى أهالي محافظة المهرة بالجمهورية اليمنية الشقيقة حيث تم توزيع (21.050) واحد وعشرين ألفا وخمسين طردا مقسما على 13 موقعا كالمعتاد سنويا، وهي: 9 مديريات بمحافظة المهرة. و3 مديريات صحراوية تابعة إداريا لمحافظة حضرموت وإلى ولاية المزيونة وكانت حجم الطرود كبيرة، يزن الطرد الواحد منها 115 كج. أما في محافظة حضرموت بالجمهورية اليمنية الشقيقة أيضا تم توزيع 24 ألف طرد من الحجم الكبير زنة الواحد منها 110 كج وزعت كالآتي: 24 ألف طرد لشهر رمضان وعيد الفطر و10 آلاف طرد لعيد الأضحى المبارك. وقد تم توزيع الطرود على جميع المديريات وعلى شكل جغرافي كالمعتاد سنويا، وهي: مديريات الداخل والصحراء والساحل (المكلا) ومديريات الوادي والوسط (تريم) ومديريات الساحل الشرقي (الشحر) ويتم التوزيع لهذه المحافظة على مرحلتين الأولى 75% في شهر رمضان وعيد الفطر و25% في عيد الأضحى.

34 ألف طرد للصومال في 17 موقعا

وعن المساعدات التي تقدمها الهيئة العمانية للأعمال الخيرية إلى جمهورية الصومال الفيدرالية الشقيقة أوضح محمد الذهلي بالقول: إن الطرود التي وزعت لأهالي جمهورية الصومال الفيدرالية الشقيقة وصلت إلى 34 ألف طرد من الحجم المتوسط. وقد وزعت على 17 موقعا كالمعتاد سنويا، وهي المناطق والولايات والأقاليم في العاصمة الشمال والشرق والوسط والجنوب الصومالي شملت جميع مناطق السلطة الرسمية لجمهورية الصومال الفيدرالية.

ألف طرد لألف أسرة من لاجئي الروهينجا

وعن توزيع المساعدات الإنسانية للاجئي الروهينجا القادمين من جمهورية الميانمار إلى بنجلاديش يختتم محمد بن حمود الذهلي حديثه بالقول: تم اختيار الموقع المناسب لإقامة المخيم العماني للاجئي الروهينجا في بنجلاديش بالتعاون مع المفوضية العليا لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة. وفي موقع خاص للهلال الأحمر البنجالي المخصص لتجميـــع اللاجئين وتأهيلهم، تم توزيــــع المساعدات الغذائية بشكل منظم، وكانت الطرود الغذائية معبأة ومنظمة. وكل طرد مخصص لأسرة واحدة في كرتون كبير يحمل علم السلطنة وبيان للمساعدات العمانية وقد بلغ عدد الطرود الموزعـة 1000 طرد استفادت منها ألف أسرة تم اختيارهم من قبل الهلال الأحمر البنجالي. وقد تم التنفيذ حسب نظام التوزيع المتبع لديهم، والطرد العماني حسب ما سمعنا من المنظمين أنه كان الأفضل حتى الآن من حيث التنوع والجودة والكمية للمواد حيث يتكون من 13 مادة غذائية ووزنه الإجمالي 32 كيلوغراما. كذلك سمح لوفد الهيئة بإذن خاص من مفوضية الإغاثة الحكومية، وحرس الحدود بزيارة مواقع حدودية مع الميانمار، ولقاء المسؤولين وسكان مخيم حدودي الذين طلبوا من الهيئة تقديم المساعدة المتنوعة لهم، وبناء مخيم أفضل لهم.