hamed
hamed
أعمدة

عين على الثقافة المرورية: الجسور والأنفاق لسلامة المشاة

28 يوليو 2018
28 يوليو 2018

حمد بن سالم العلوي/ خبير مروري -

[email protected] -

ليست المرة الأولى التي أكتب فيها عن حاجة الناس إلى وسائل عبور آمنة للطريق، ورغم تكرار عرض هذه المطالب الضرورية إلى إيجاد جسور، أو أنفاق لعبور المشاة، فلم يستجاب لهذه المطالب وفيها حماية للأرواح، وحتى أكون دقيقاً فيما أقول قد تم إنشاء بعض الجسور الجديدة، وهي ضمن مشروع تطوير الطريق، بدءاً من جسر المطار القديم وحتى منطقة الحيل بالسيب، أما ما عدا ذلك فكله يأتي ضمن تطوير الطرق، وكأن الجسور التي يطالب بها الناس، مجرد إضافة زائدة وليست ضرورة ملحة، فربما يكون ذلك قياساً على الذين يملكون سيارات، فهم لا يحتاجون إلى عبور الشوارع مشياً على الأقدام، وهذا قياس ظالم عندما يساوى الغني بالفقير في الخدمات.

إن الجسور تمثل جانباً حضارياً ووسيلة ضرورية لعبور الطرق بأمان، فعلى سبيل المثال، مرَّ شارع 23 يوليو بمنطقة الخوير، ففصل الصلة الجغرافية بين الخوير 33 والخوير القديمة، وهي ليست قديمة بالمعنى الصحيح، ولكن لا أعرف لها تميز يشهرها كالخوير 33 وهذا الطريق مرَّ على علو مرتفع كبير، فلا يتناسب معه نظام الجسور، والأنسب له نظام الأنفاق، وهناك ضرورة ملحة لإيجاد وسائل العبور بين طرفي الطريق، وهناك خصوصية تدعو إلى ذلك، فقد أتت المساجد في طرف الخوير 33 وسكان المناطق المقابلة ليس لديهم مساجد قريبة، أضف إلى ذلك طلبة المدارس الذين يحتاجون للوصول إلى مدارسهم بسهولة ويسر، وبعضها يُرى رأي العين، ولكن الطريق يحول دون الوصول إليها، وهذا مثال حيّ على أماكن أخرى تعاني من عدم وجود طرق آمنة للعبور.

إن المواضع التي تحتاج إلى جسور وأنفاق كثيرة جداً، وعدم وجود الوسائل النافذة إلى الطرف الآخر من الطريق تزداد، ذلك بعدما نمت المدن وتوسعت، وحل على أطرافها مجمعات تجارية وسكينة، وإن عبور الطرق لم يعد ممكناً بسبب كثافة الحركة المرورية، فهذه الحركة تظل نشطة طول اليوم، فلا تهدأ إلا بعد منتصف الليل، ففي ذلك الوقت الناس يذهبون للنوم، وليس إلى عبور الطرق. ترى متى سنرى تفاعلاً إيجابياً وسريعاً لهذه المعضلة بما يلبيّ احتياجات الناس، وأن نحترم كرامة الإنسان وتحضره، فلا يعقل أن نظل نرى الناس في وضع استعداد لعبور الطريق، وكأنهم في وضع الاستعداد للانطلاق في ماراثون سباق اختراق الضاحية، ولكنه هنا مع السيارات لعبور الطريق، أو أن هذا المحتاج يتوجب عليه أن يستأجر سيارة لتعبر به إلى الطرف الآخر من الطريق، وهو قادر على المشي والعبور على قدميه، وغير قادر على دفع المال لأتفه الأسباب، لكنه فقط يفعل ذلك لأنه مضطر لشراء حياته وسلامته .. فلا بلدية مسقط استجابت، ولا للمجلس البلدي حسٌّ أو خبر.

إضاءات من قواعد وآداب المرور:

{المادة 93 من اللائحة يجب على سائق المركبة إذا رغب في تغيير المسار الذي يسلكه، مراعاة ما يلي:-

1- التأكد من إمكان تغير مساره دون مضايقة مستعملي الطريق الآخرين.

2- أوضاع مستعملي الطريق الآخرين واتجاههم وسرعتهم.

3- استعمال نور الإشارة الدال على تغيير المسار وأن يبقى التحذير قائما طوال مدة تغيير المسار}.

(*) - خبير جدول معتمد في تخطيط حوادث المرور مؤسس مركز طريق الأمانة لخدمة السلامة المرورية.