1404388
1404388
العرب والعالم

«قوات سوريا الديمقراطية» الكردية تجري مباحثات في دمشق للمرة الأولى

27 يوليو 2018
27 يوليو 2018

عون: خطة روسية لعودة نحو 900 ألف سوري في لبنان إلى بلادهم -

عواصم - عمان - بسام جميدة - حسين عبدالله (وكالات):-

يجري وفد من مجلس سوريا الديمقراطية، الذراع السياسية لقوات سوريا الديمقراطية المدعومة من واشنطن، محادثات للمرة الأولى في دمشق تتناول مستقبل مناطق الإدارة الذاتية في الشمال السوري، في خطوة تأتي بعدما استعاد الحكومة مناطق واسعة من سوريا كان خسرها في بداية النزاع المستمر منذ 2011.

وتسيطر قوات سوريا الديمقراطية التي تعد الوحدات الكردية عمودها الفقري على نحو ثلاثين في المائة من مساحة سوريا تتركز في الشمال، لتكون بذلك ثاني قوة مسيطرة على الأرض بعد الجيش السوري.

وأكد الرئيس المشترك لمجلس سوريا الديمقراطية رياض درار لوكالة فرانس برس امس أن «وفداً من مجلس سوريا الديمقراطية يزور دمشق بناء على طلب الحكومة السورية في زيارة رسمية هي الأولى».

وقال «نعمل للوصول إلى الحل بخصوص شمال سوريا»، مضيفاً «ليست لدينا أي شروط مسبقة للتفاوض ونتمنى أن تكون المحادثات إيجابية لمناقشة الوضع في شمال سوريا بالكامل».

ويضم الوفد الذي وصل امس إلى دمشق قيادات سياسية وعسكرية برئاسة الهام أحمد، الرئيسة المشتركة لمجلس سوريا الديمقراطية، وأكد العضو الكردي في مجلس الشعب السوري عمر أوسي لوكالة فرانس برس عبر الهاتف من دمشق ان المحادثات «هي الأولى العلنية مع حكومة دمشق».

وتصاعد نفوذ الأكراد في سوريا مع انسحاب قوات الحكومة تدريجياً من مناطقها في عام 2012، ليعلنوا لاحقاً الإدارة الذاتية ثم النظام الفدرالي قبل نحو عامين في «روج أفا» (غرب كردستان) ويضم الجزيرة (محافظة الحسكة)، والفرات (شمال وسط، تضم أجزاء من محافظة حلب وأخرى من محافظة الرقة)، وعفرين (شمال غرب، تقع في محافظة حلب).

وبقيت المواجهات العسكرية على الأرض بين قوات الحكومة والمقاتلين الأكراد نادرة، إلا أن دمشق ترفض بالمطلق الإدارة الذاتية، وتصر على استرداد كل مناطق سوريا.

واعلن الرئيس السوري بشار الأسد في مقابلة صحفية في مايو، مع استعادة قواته السيطرة على مساحات واسعة في سوريا، أن قوات سوريا الديمقراطية هي «المشكلة الوحيدة المتبقية»، مشيرا إلى خيارين للتعامل معها «الأول أننا بدأنا الآن بفتح الأبواب أمام المفاوضات»، وأضاف «إذا لم يحدث ذلك، سنلجأ إلى تحرير تلك المناطق بالقوة.. بوجود الأمريكيين أو بعدم وجودهم».

وتأخذ دمشق على المقاتلين الأكراد تحالفهم مع واشنطن، التي قدمت لهم عبر التحالف الدولي غطاء جوياً لعملياتهم العسكرية ضد تنظيم داعش ودعمتهم بالتدريب والسلاح ونشر مستشارين على الأرض.

وإذا كانت واشنطن دعمت الأكراد في كل معاركهم ضد تنظيم داعش فتمكنوا من طردها من مساحات واسعة، لا سيما من محافظة الرقة، ابرز معاقلها في سوريا، فقد امتنعت عن دعمهم في مواجهتهم مع القوات التركية في عفرين المحاذية لتركيا.

وتصنف أنقرة حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي وذراعه العسكرية وحدات حماية الشعب الكردي، أبرز مكون لقوات سوريا الديمقراطية، كمنظمات «ارهابية» وتعتبرهما امتداداً لحزب العمال الكردستاني الذي يخوض تمرداً ضدها على أراضيها منذ عقود.

وشنت القوات التركية مع فصائل سورية موالية لها هجوماً على منطقة عفرين ذات الغالبية الكردية انتهى بسيطرتها على المنطقة في مارس، في عملية دفعت عشرات الآلاف من سكان المنطقة الى النزوح منها.

وبعد تهديد أنقرة مراراً بشن هجوم ضد المقاتلين الأكراد في مدينة منبج (شمال)، انسحب المقاتلون الأكراد من المدينة بناء على اتفاق أمريكي تركي.

وتلا هذه التطورات إعلان الأكراد استعدادهم للدخول في «محادثات من دون شروط» مع الحكومة السورية.

وقال أوسي إن انطلاق المحادثات الرسمية في دمشق يأتي بعدما «أدرك الاتحاد الديمقراطي الكردي ووحدات الحماية ومجلس سوريا الديمقراطية أن الأمريكيين سيتخلون عنهم»، داعياً الأكراد «ألا يضعوا بيضهم في السلة الأمريكية».

وأعرب عن اعتقاده بأن المباحثات ستتناول «تسهيل دخول الجيش السوري إلى شرق الفرات، أي المناطق ذات الغالبية الكردية (شمال وشمال شرق) وإعادة مؤسسات الدولة إليها» في مقابل «اعتراف الدستور المقبل بالمكون الكردي.. ومنحه حقوقه الثقافية».

وبحسب درار، ستركز المباحثات بالدرجة الأولى على «الجانب الخدمي في مناطق الشمال السوري، على أن تتم مناقشة الوضع السياسي والعسكري تبعاً لمجريات المحادثات».

من جهة ثانية، قال الرئيس اللبناني ميشال عون، امس، إن المبادرة الروسية لإعادة النازحين السوريين إلى بلادهم تؤمّن عودة نحو 890 ألف سوري من لبنان إلى بلادهم.

وابلغ عون، خلال لقائه ممثلة الأمين العام للأمم المتحدة في لبنان بيرنيلكارديل بقصر بعبدا شرق بيروت أن «لبنان رحّب بالمبادرة الروسية التي تم التطرق إليها خلال قمة هلسنكي الأخيرة بين الرئيسين الروسي والأمريكي، وهي تؤمّن عودة نحو 890 ألف سوري من لبنان إلى بلادهم».

وأعرب عون عن أمله، بحسب بيان للرئاسة اللبنانية، في أن «تلقى المبادرة الروسية لإعادة النازحين السوريين إلى بلادهم، دعم الامم المتحدة، لوضع حد لمعاناة هؤلاء النازحين، لاسيما اولئك المنتشرين في المناطق اللبنانية».

واضاف «ان لبنان سوف يشكّل من جانبه لجنة للتنسيق مع المسؤولين الروس المكلفين لهذه الغاية، وذلك لدرس التفاصيل التقنية المتعلقة بآلية العودة».

وعرض وفد رئاسي روسي، امس الأول، على عون ومسؤولين لبنانيين، خطة أعدتها موسكو لتنظيم إعادة اللاجئين السوريين إلى بلادهم.

والجمعة الماضية، أعلنت وزارة الدفاع الروسية إرسال مقترحات مفصّلة إلى الولايات المتحدة بشأن تنظيم عودة اللاجئين السوريين إلى بلادهم، انطلاقا من تفاهمات بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ونظيره الأمريكي دونالد ترامب، في قمة هلسنكي.

وأضافت الوزارة أن المقترحات تتضمن تنظيم مجموعة روسية أمريكية أردنية لإعادة اللاجئين من الأردن إلى سوريا، وأخرى مماثلة بخصوص لبنان.

ويقدر لبنان عدد اللاجئين السوريين على أراضيه بقرابة المليون ونصف المليون، بينما تقول الأمم المتحدة إنهم أقل من مليون.

وفي موضوع متصل، شدد الرئيس بشار الأسد في مقابلة مع وسائل إعلام روسية امس الأول، على أن الأولوية الحالية للجيش هي استعادة السيطرة على محافظة ادلب في شمال غرب سوريا، وقال الأسد «هدفنا الآن هو إدلب على الرغم من أنها ليست الهدف الوحيد»، وأوضح «هناك بالطبع أراض في شرق سوريا تسيطر عليها جماعات متنوعة. لهذا السبب سنتقدم إلى كل هذه المناطق، والعسكريون سيحددون الأولويات، وإدلب واحدة منها».

وقال الاسد «انتهينا من تحرير الغوطة، وسننتهي من تحرير الأجزاء الجنوبية الغربية من سوريا» قرب الحدود مع الأردن واسرائيل، حيث علق مئات من «الخوذ البيضاء» وهم عناصر الدفاع المدني في مناطق فصائل المعارضة السورية.

وتعليقا على مسألة «الخوذ البيضاء» قال الأسد «إما أن يلقوا الأسلحة في إطار العفو الساري منذ أربع أو خمس سنوات، وإما تتم تصفيتهم كبقية الإرهابيين». ودعا الرئيس السوري من جهة ثانية ملايين السوريين الذين غادروا سوريا منذ بدء النزاع في العام 2011 للعودة.

ميدانيا، أفادت وكالة الأنباء السورية «سانا» بأن وحدات الاقتحام في الجيش السوري حققت تقدما جديدا في عملياتها ضد أوكار إرهابيي «داعش» في بلدة جلين بريف درعا الشمالي الغربي، ووقوع معارك عنيفة بين وحدات الاقتحام المتقدمة من الجهة الغربية والمجموعات الإرهابية التابعة لتنظيم «داعش» المنتشرة في البلدة سقط خلالها العديد من الإرهابيين بين قتيل ومصاب.

وكثف الطيران الحربي من غاراته على أوكار إرهابيي «داعش» في منطقة حوض اليرموك. وتنتشر في مساحة ضيقة من حوض اليرموك بريف درعا الشمالي الغربي مجموعات إرهابية تتبع لتنظيم «داعش».