1404294
1404294
العرب والعالم

بيونج يانج تسلّم الولايات المتحدة رفات جنود أمريكيين قُتلوا خلال الحرب الكورية

27 يوليو 2018
27 يوليو 2018

سول تستدعي مسؤولا صينيا بعد اختراق طائرة لمنطقة دفاع جوي -

سيول - (أ ف ب - رويترز) - أطلقت كوريا الشمالية أمس عملية معقدة لإعادة رفات جنود أمريكيين سقطوا خلال الحرب الكورية منذ أكثر من 65 عاماً، كما كانت قد تعهدت في يونيو أثناء القمة التاريخية مع الولايات المتحدة.

وكتب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في تغريدة «بعد سنوات كثيرة، ستكون لحظة عظيمة بالنسبة إلى عدد كبير من العائلات. شكرا لكيم جونغ اون».

وقال البيت الأبيض إن الزعيم الكوري الشمالي «يفي اليوم بجزء من التعهد الذي قطعه للرئيس (ترامب) بإعادة جنودنا الأمريكيين الذين سقطوا (في الحرب)».

وأضاف ان «نشعر بالتشجيع إزاء خطوات كوريا الشمالية وهذا الفصل المواتي للتغيير الإيجابي».

ووصلت طائرة تابعة للقوات الجوية الأمريكية على متنها رفات الجنود كانت قد أقلعت من مدينة وونسان في كوريا الشمالية، إلى قاعدة أوسان الجوية في كوريا الجنوبية عند الساعة الثانية بتوقيت جرينتش أمس.

وستُقام مراسم رسمية في الأول من أغسطس القادم.

وبحسب قيادة الأمم المتحدة في كوريا الجنوبية، نقلت الطائرة 55 صندوق رفات.

وصرّح الجنرال فينسينت بروكس وهو قائد الأمم المتحدة والقوات الأمريكية في كوريا الجنوبية «أنها كانت مهمة ناجحة ناتجة عن تنسيق متقدم».

وأضاف «نتحضر حاليا لتكريم موتانا قبل أن يستكملوا رحلة عودتهم إلى وطنهم».

وتصادف عملية نقل الرفات الجمعة في الذكرى السنوية الـ65 للهدنة التي أنهت الحرب الكورية (1950-1953) رغم أنه لم يتمّ التوصل إلى اتفاقية سلام رسمية.

وهذه الخطوة هي التعهد الأخير بين الالتزامات الأربعة الواردة ضمن إعلان سنغافورة الذي وقعه ترامب وكيم جونغ اون في 12 يونيو.

وجاء في الإعلان ان «الولايات المتحدة وجمهورية كوريا الشعبية الديمقراطية تتعهدان العثور على رفات سجناء حرب وجنود فُقدوا في النزاع» و«إعادة أولئك الذين تم التعرف عليهم بشكل فوري».

وبعد أيام من القمة، قدّم الجانب الأمريكي عملية إعادة الرفات الأولى على أنها وشيكة.

لكن تبين أن المحادثات اكثر تعقيدا مما كان متوقعاً، واستلزم الأمر لحلحلة الوضع، زيارة لوزير الخارجية الأمريكية مايك بومبيو في بداية يوليو واجتماعات عمل بين وفود من البلدين على الحدود بين الكوريتين.

ويعتبر تنفيذ هذا الوعد في الوقت الراهن نسبياً: بحسب واشنطن فإن الأمر يتعلق بـ«خطوة أولى مهمة لاستئناف إعادة رفات الجنود» و«العمليات على الأرض في كوريا الشمالية بهدف العثور على نحو 5300 أمريكي لم يعودوا الى ديارهم».

وكانت واشنطن وبيونج يانج أبرمتا اتفاقا سابقا استعادت بموجبه واشنطن 229 صندوق رفات بين العامين 1990 و2005.

لكنّ مفاعيل هذا الاتفاق جمدت إثر تدهور العلاقات بين البلدين.

ويريح استئناف هذا الاتفاق رغم أنه يعتبر ثانويا، إدارة ترامب التي تواجه صعوبات في إثبات أن قمة سنغافورة والتقارب الكبير بين الولايات المتحدة وكوريا الشمالية تنتجان ثمارا.

ورحّب الرئيس الأمريكي ببدء النظام الكوري الشمالي المعزول تفكيك بعض المنشآت في محطة رئيسية لإطلاق الأقمار الصناعية.

وفي الواقع، تراوح المفاوضات مكانها بشأن نزع أسلحة كوريا الشمالية النووية، التحدي الحاسم للعلاقات بين البلدين اللذين لطالما كانا عدوين.

وباستثناء بدء تفكيك موقع تجارب للصواريخ لا يزال يتعين التحقق منه، لم يتم الإعلان عن أي تقدم ملموس منذ 12 يونيو.

وبالرغم من مواصلة المفاوضات، لا يزال الجدول الزمني وسبل التفكيك «الكامل» و«القابل للتحقق» لبرنامج بيونج يانج النووي، مجهولين.

حتى أن تعريف نزع الأسلحة النووية كما يراه كيم جونغ اون لا يزال غير واضح ونظامه لم يقدم أبداً تصريحا شاملا عن منشآته وترسانته.

وإزاء هذه المماطلات، تعطي واشنطن إشارات متناقضة، رغم إظهار تفاؤلها.

فبعد أن طالبت بنزع أسلحة نووية يبدأ «سريعا جدا» كي ينتهي «الجزء الأساسي من التفكيك» بحلول أواخر العام 2020 في نهاية ولاية ترامب الأولى، أكدت الإدارة الأمريكية مؤخراً أن لا شيء مستعجلا و«ليس هناك مهلة زمنية محددة».

لكن علامات نفاذ الصبر ظهرت في حين بدأ الضغط الدولي يتراخى، خصوصا أن الصين وروسيا متهمتان بعدم تنفيذ العقوبات الدولية بحزم.

وقال بومبيو الأربعاء الماضي «نحن منخرطون في دبلوماسية صبورة، لكن هذا لن يستمر إلى ما لا نهاية».

وأقرّ أمام الكونجرس الأمريكي أن كوريا الشمالية تواصل إنتاج مواد انشطارية.

في شأن مختلف قالت وزارة الدفاع في كوريا الجنوبية إن سول استدعت مسؤولا بالسفارة الصينية أمس للاحتجاج على تحليق طائرة عسكرية صينية في منطقة الدفاع الجوي للبلاد في ثالث حادثة من نوعها هذا العام.

وقالت هيئة الأركان المشتركة الكورية الجنوبية في بيان إن سول دفعت بمقاتلات لاعتراض طائرة عسكرية صينية دخلت منطقة الدفاع الجوي للبلاد.

وأضاف البيان أن الطائرة الصينية أمضت أكثر من أربع ساعات في منطقة الدفاع الجوي بعد أن حلقت بالقرب من صخرة مغمورة في المنطقة التي تسيطر عليها سول وتطالب بها بكين.

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية قنغ شوانغ للصحفيين في بكين إنه ليس لديه علم بالأمر وأحال الأسئلة إلى وزارة الدفاع التي لم ترد حتى الآن على طلب للتعقيب.

وقالت وزارة الدفاع في سول إنها استدعت دو نونغ يي الملحق العسكري في سفارة بكين وحثت الصين «بكل صرامة» على اتخاذ خطوات لمنع تكرار مثل هذه الحوادث.

وقالت الوزارة في بيان «تعبر حكومتنا عن أسفها ونتعامل مع الأمر بجدية شديدة».

وأضافت الوزارة ان طائرات حربية صينية حلقت بنفس الطريقة فوق منطقة الدفاع الجوي الخاصة بكوريا الجنوبية في فبراير وأبريل بينما جرى رصد حادثتين مماثلتين على الأقل في العام الماضي.