العرب والعالم

عمران خان يفوز في الانتخابات الباكستانية «دون غالبية مطلقة»

27 يوليو 2018
27 يوليو 2018

إسلام أباد - (أ ف ب) - فاز بطل الكريكت السابق عمران خان في الانتخابات التشريعية التي جرت الأربعاء الماضي في باكستان حسب نتائج جزئية نُشرت أمس لكنه لم يحصل على الغالبية المطلقة في مجلس النواب ما سيحتم عليه تشكيل تحالف لتولي السلطة.

وحصل حزب حركة الإنصاف على 114 مقعدا على الأقل متقدما على منافسيه بفارق لم يعد من الممكن تقليصه، حسب نتائج جزئية نشرتها اللجنة الانتخابية الباكستانية، في حين انه لم يعد هناك سوى عدد بسيط من المقاعد لم تصدر نتائجها بعد.

ويأتي الجدل على فرز الأصوات بعد حملة يعتبر عدد من المراقبين أنها كانت واحدة من «الأقذر» في تاريخ باكستان بسبب عمليات التلاعب المفترضة الكثيرة لمصلحة خان.

وبالنظر الى النتائج المعلنة حتى الآن لم يعد بوسع حزب خان كسب الغالبية المطلقة (137 مقعدا) الضرورية لتشكيل حكومة بمفرده، مع انه حقق نتيجة أفضل من المتوقع.

وسيتعين عليه البحث عن حلفاء بين النواب المستقلين أو تشكيل تحالف مع أحزاب أخرى. ويقول المحلل طلعت مسعود «لا أتوقع عقبات في هذا الإطار لان المستقلين يعرفون أن المؤسسة (العسكرية) لها موقف إيجابي إزاء عمران خان».

وكان خان أعلن فوزه منذ مساء أمس الأول في هذه الانتخابات التي شهدت تبادل اتهامات عدة بالتزوير، وانتقادات للجنة الانتخابية بسبب بطئها في عملية الفرز.

وقالت الخبيرة عائشة صدّيقة انه أسيء تقدير شعبية خان في صفوف الطبقة الوسطى المتنامية.

وأعلنت اللجنة لانتخابية أن الخصم الرئيسي لخان الحزب الإسلامي الباكستاني-نواز بقيادة شهباز شريف حصل على 63 مقعدا بينما حصل حزب الشعب الباكستاني بقيادة بيلاوال بوتو زرداري على 43 مقعدا.

وندد الحزبان وغيرهما بحصول تزوير إلا أن اللجنة رفضت الاتهامات.

وأعطت منظمة «الشبكة لانتخابات حرة وعادلة» غير الحكومية الباكستانية تقييما إيجابيا للاقتراع استنادا الى 20 ألف مراقب لها.

وكان عمران خان الذي بدا واثقا من نفسه، أعلن مساء الخميس فوزه في خطاب طويل اتسم بلهجة تصالحية وتخللته إشارات دينية ألقاه مباشرة من مقر قيادة حزبه في باني غالا بالقرب من إسلام أباد.

وقال «نجحنا ومنحونا تفويضا»، مذكرا بانه بدأ العمل السياسي في 1996.

ويشتبه منذ فترة طويلة بان خان الذي يعد بـ«باكستان جديدة» و«بدولة رفاه إسلامية»، استفاد من دعم خفي للجيش الذي يتمتع بنفوذ كبير، في مسيرته الى السلطة. لكن العسكريين ينفون قيامهم بأي دور في هذا الاتجاه.

ويرى المحللون ان الظروف التي جرت فيها الحملة الانتخابية والاقتراع نفسه يحملان بذور اضطرابات بسبب التشكيك في شرعية الانتخابات.

وقال الدبلوماسي السابق حسين حقاني «لا احد يستطيع أن يحكم عندما يعتقد نصف البلاد انه تم تنصيبه بتلاعب من الجيش والقضاء بدلا من تصويت الشعب».

وصرحت المحللة عظيمة شيما، ردا على سؤال لوكالة فرانس برس ان «المشكلة هي أن الجيش قام بدور أساسي في يوم التصويت وان اتهامات الأحزاب تشمل طرد ممثلين انتخابيين من مراكز الاقتراع».

وأضافت «انها أسئلة يصعب على الجيش الرد عليها ولن يكون هناك أجوبة على ذلك».