الاقتصادية

اليونان تحصـي خسـائرها بعـد أعنف حرائـق غابـات فـي عـقـود

26 يوليو 2018
26 يوليو 2018

أثينا، (أ ف ب) - بدأت اليونان في حصر خسائرها البشرية والمادية الناجمة عن أعنف حرائق غابات في تاريخها بينما تسعى طواقم الإغاثة لتمشيط المنازل والسيارات المتفحمة بحثا عن مفقودين بعد تأكيد وفاة 81 شخصا على الأقل في الكارثة، ولا يزال عناصر الإطفاء يحاولون السيطرة على جيوب من الحرائق غير المسبوقة التي اندلعت قرب أثينا، فيما أعلنت الحكومة -- التي تعرضت لعاصفة انتقادات في أعقاب الكارثة -- مجموعة من التدابير لتعويض المتضررين.

والحرائق التي اندلعت الاثنين اجتاحت قرى ساحلية يقصدها السياح واستعرت بقوة وأجبرت معظم الناس على الهرب إلى البحر وليس معهم سوى ملابسهم. وتحدث الناجون عن مشاهد مروعة ومنها مصرع عائلات داخل المنازل التي حاصرتها النيران ، وقال أحد أهالي قرية ماتي الأكثر تضررا “كانت ليلة جحيم”.

وقال متحدث باسم جهاز الإطفاء إن الحرائق التي اندلعت قرب كينيتا (25 كلم غرب أثينا) تم احتواؤها بدرجة كبيرة، مع أن الفرق لا تزال تسعى لإخماد جيوب من النيران.

ولم تعلن السلطات حصيلة رسمية بعد لعدد المفقودين، لكن حصيلة القتلى البالغة 81 تجعل الحريق الأعنف في عقود.

ومن بين القتلى أيرلندي كان يمضي شهر العسل في ماتي عندما حاصرت النيران سيارته.

وتمكنت زوجته من الهرب إلى شاطئ مجاور لكنها نقلت إلى المستشفى للعلاج من حروق، بحسب وسائل الإعلام البريطانية. وقالت متحدثة باسم أجهزة الطوارئ إن رجال الإطفاء لا يزالون يبحثون عن أشخاص، قام أقاربهم بالتبليغ عن فقدانهم. وأضافت أنه طُلب من أقارب المفقودين تقديم عينات من الحمض النووي لمساعدة السلطات في التعرف على الجثث. وبحسب موقع إلكتروني أقامه الأهالي، فإن 27 شخصا لا زالوا مفقودين، بينهم توأمتان في التاسعة من العمر.

وفاجأت الحرائق عندما اندلعت مساء الاثنين السياح والمواطنين المذعورين عندما كانوا في منازلهم أو سياراتهم أو يتجولون سيرا. وشاهد مصور وكالة فرانس برس جثثا بشرية متفحمة وجيف حيوانات.

ونقل نحو 187 شخصا إلى المستشفيات، كان 71 منهم لا يزالون يتلقون العلاج مساء أمس الأول، بينهم نحو عشرة أطفال، ومعظمهم في “حالة خطيرة” بحسب جهاز الإطفاء.

وإضافة إلى تخصيص عشرة آلاف يورو لأقارب المتوفين قالت الحكومة إنها ستقدم تعويضات بقيمة خمسة آلاف يورو عن كل عقار متضرر. وذكرت التقارير الأولية أن 300 منزل على الأقل دمرت أو لحقت بها أضرار هائلة في الحرائق.

وأعلن المتحدث الحكومي ديمتريس تزاناكوبولوس تخصيص صندوق إغاثة للمناطق المتضررة بقيمة 40 مليون يورو (47 مليون دولار) مفتوح أمام التبرعات.

لكن الإجراءات لم تنجح في تهدئة الغضب الشعبي إزاء وقوع كارثة بهذا الحجم على بعد بضعة كيلومترات عن أثينا. واتهمت صحيفة تا-نيا المعارضة إدارة رئيس الحكومة الكسيس تسيبراس بالسعي “للتعويض عن أخطائها” من خلال دفع التعويضات. ونشرت صحيفة كاثيميريني واسعة الانتشار تفاصيل ما قالت: إنه اجتماع اتسم بالفوضى في أبريل لمناقشة منع الحرائق في المنطقة.

وقالت الصحيفة: “بدلا من تنظيم جهود مكافحة الحرائق، قامت البلديات والمحافظات وأجهزة الإطفاء ومسؤولي الغابات بالتقاتل فيما بينها”.

وتأتي حرائق الغابات فيما سجلت مناطق شمال أوروبا درجات حرارة قياسية وحرائق تسببت بأضرار كبيرة في الأيام الماضية.