oman-logo-new
oman-logo-new
كلمة عمان

علاقات قوية ومتنامية بين السلطنة وكوريا

25 يوليو 2018
25 يوليو 2018

ليس من المبالغة في شيء القول إن الزيارة المهمة، التي قام بها دولة «لي ناك يون» رئيس وزراء جمهورية كوريا الصديقة للسلطنة، والتي اختتمت أمس، تتسم بالكثير من الأهمية، ليس فقط بحكم العلاقات الطيبة، القوية والمتنامية بين السلطنة وجمهورية كوريا، ولكن أيضا بحكم الآفاق الواسعة، التي توفر فرصا عديدة ومتنوعة لارتياد مزيد من مجالات التعاون بين البلدين الصديقين، في الحاضر والمستقبل، وهو ما تم التطرق إليه، والاتفاق بشأنه، خلال المحادثات التي أجراها دولة «لي ناك يون» رئيس الوزراء الكوري مع المسؤولين أثناء زيارته.

وفي الوقت الذي ينطوي فيه توقيت زيارة دولة الضيف الكوري للسلطنة، على دلالة ذات معنى، تعكس أهمية وقوة وعمق العلاقات بين البلدين، حيث تزامنت الزيارة مع احتفال السلطنة بالذكرى الثامنة والأربعين ليوم النهضة المباركة، فإنه نيابة عن حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم- حفظه الله ورعاه- استقبل صاحب السمو السيد أسعد بن طارق آل سعيد نائب رئيس الوزراء لشؤون العلاقات والتعاون الدولي والممثل الخاص لجلالة السلطان دولة رئيس الوزراء الكوري.

جدير بالذكر أن العلاقات بين السلطنة والجمهورية الكورية، تسير بخطى واثقة نحو تعزيز وتوسيع نطاق المصالح المشتركة والمتبادلة، وذلك لمواصلة خطوات طيبة ومثمرة لصالح الدولتين والشعبين الصديقين على امتداد السنوات الماضية. فإلى جانب التعاون الكبير والمتزايد بين الدولتين في مجال تصنيع وبناء السفن وتزويد الأسطول البحري بعدد من ناقلات الغاز الطبيعي المسال، فإن جمهورية كوريا هي من أهم الدول الصديقة المستوردة للنفط العماني في آسيا، كما أن حجم التبادل التجاري بين البلدين الصديقين يسجل زيادة متواصلة، يعززها التعاون بين السلطنة وجمهورية كوريا في المجالات التقنية والعلمية والصناعية والتدريب والمشروعات الصغيرة والمتوسطة والسياحة والاستثمارات المشتركة، وغيرها من المجالات، التي يقوم فيها القطاع الخاص في البلدين الصديقين بدور ملموس ومتزايد لتوسيعها وتعميقها، وقد جرت خلال أيام الزيارة لقاءات متعددة المستويات، لدفع وتنشيط العلاقات والمصالح المشتركة والمتبادلة بين الدولتين والشعبين الصديقين في عدد من المجالات ذات الاهتمام المشترك وذلك في إطار منتدى الأعمال العماني الكوري أمس. وبينما يحظى قطاع السياحة باهتمام كبير، خاصة في ظل ما تمتلكه السلطنة من مقومات سياحية كبيرة وجاذبة للسائحين الكوريين، وما يتمتع به هذا القطاع أيضا من فرص استثمارية واعدة، فإن الاهتمامات العمانية بالمجالات التقنية والصناعية والتدريبية تحظى بتجاوب واهتمام كبير من الجانب الكوري.

وفي هذا الإطار فإن التوقيع على مذكرة التفاهم الخاصة بإنشاء المدن الذكية في المنطقة الاقتصادية الخاصة بالدقم، والتعاون في مجال تحلية المياه، يضيف في الواقع قوة دفع كبيرة للتعاون المثمر بين السلطنة والجمهورية الكورية، لتحقيق المزيد من المصالح المشتركة والمتبادلة للدولتين والشعبين الصديقين.

على صعيد آخر وفي ظل مجمل التطورات التي تشهدها المنطقة، والعالم من حولها، فإن السلطنة وجمهورية كوريا تلتقيان في الرؤى حول العديد من القضايا، حيث تؤمن كل منهما، وتعمل أيضا وبخطى ملموسة، من أجل تحقيق أفضل مناخ ممكن للسلام والاستقرار في الخليج وشرق آسيا وعلى امتداد العالم. وتقدمان نموذجا طيبا للتعاون المثمر والمتعدد الجوانب بين الأصدقاء، وهو ما أكدت عليه زيارة ومحادثات دولة «لي ناك يون» رئيس وزراء جمهورية كوريا الصديقة.