1403065
1403065
العرب والعالم

«الأونروا» تنهي عقود 250 موظفا في الأراضي الفلسطينية

25 يوليو 2018
25 يوليو 2018

دعوة إلى إضراب شامل في مؤسسات الوكالة بغزة -

غزة - (الأراضي الفلسطينية) - (أ ف ب): أعلنت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) أمس إنهاء عقود عمل أكثر من 250 موظفا بعد تجميد الولايات المتحدة مساعدتها المالية للوكالة، بحسب المتحدث باسم المنظمة التابعة للأمم المتحدة.

وأوضح المتحدث كريس جينيس في بيان أن الوكالة تعتزم تسريح 154 موظفا في الضفة الغربية و113 آخرين في قطاع غزة، بعد أشهر على إعلان الولايات المتحدة وقف مساعداتها المالية السنوية بقيمة 300 مليون دولار للأونروا، في قرار اعتبره جينيس في بيانه «تهديدا لوجود» الوكالة.

كما سيتم تقديم عروض عمل لوظائف بدوام جزئي لأكثر من 500 موظف يعملون في الوكالة بدوام كامل، بحسب البيان.

وهذا الإجراء بحق موظفي الأونروا هو الأول منذ إعلان الولايات المتحدة تقليص مساهمتها في ميزانية الأونروا من 360 مليون دولار الى ستين مليون دولار فقط، أي نحو 30 في % من مجمل تمويلها.

وأوضح البيان أن الوكالة تسعى إلى «حماية الخدمات الأساسية التي تشمل الصحة والتعليم والإغاثة» التي تقدمها لأكثر من ثلاثة ملايين لاجئ فلسطيني.

في مدينة غزة، تظاهر مئات الموظفين قرب المقر الرئيسي للأونروا، وحاول أحدهم إضرام النار في جسده قبل أن يمنعه آخرون، بينما فقد عدد من الموظفين وعيهم وسط حالة من البكاء والصراخ، بحسب مراسلي فرانس برس.

وقال الموظف ماهر البنا الذي كان يضرب يديه ورأسه في حائط وهو يبكي ويصرخ، «قطاع غزة يعيش في حالة طوارئ مستمرة. قدمنا أرواحنا في سبيل خدمة أبناء شعبنا، نرجو التراجع عن هذه القرارات».

أما الموظفة أنوار حمد فقالت: «الرسالة التي سلمونا إياها اليوم ليست رسالة فصل بل رسالة وفاة. نحن موظفون بعقود دائمة، كيف يتم فصلنا بهذه الطريقة؟ اين سنذهب نحن وعائلاتنا؟».

واعتبرت نائبة رئيس اتحاد الموظفين في الأونروا في قطاع غزة آمال البطش أن «القرارات جائرة وستنعكس سلبا على الموظفين وعائلاتهم»، مشيرة إلى أن القرارات تطال نحو ألف موظف في قطاع غزة.

وتابعت: «نحن كاتحاد أبلغنا الإدارة بدء نزاع عمل معها، ما يعني أن من حقنا البدء بإضراب شامل ومفتوح بعد 21 يوما».

وأكدّ الاتحاد في بيان أنه سيبدأ «الاعتصام المفتوح داخل وأمام المقر الرئيسي للوكالة في مكتب غزة الإقليمي ومكتب رئاسة غزة حتى إلغاء هذا القرار الأرعن، وإغلاق كافة مقرات رؤساء المناطق في قطاع غزة حتى إشعار آخر». وأعلنت: «الهيئة الوطنية العليا لمسيرة العودة وكسر الحصار» والتي تضم ممثلين عن كل القوى الفلسطينية في قطاع غزة «عن إضراب شامل في مؤسسات الوكالة بقطاع غزة غدا الخميس (اليوم)»، معتبرة أن القرارات «سياسية بامتياز وجرى استخدام الأزمة المالية كغطاء لتمريرها في سياق محاولات إنهاء دور وكالة غوث والتشغيل اللاجئين انسجاما مع رغبة الكيان الصهيوني والإدارة الأمريكية».

وقالت الأونروا في بيانها «بينما نواصل السعي وراء كل وسيلة دعم للتغلب على أزمة مالية حادة، فان أمام الأونروا وموظفيها المتفانين واللاجئين خيار واحد، مواجهة هذا الوضع معا والحفاظ على اهم عمل نقوم به».

وفي يناير الماضي، أعلنت إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أنها ستخفض مساهمتها في الوكالة، مشيرة إلى أن هذه الأخيرة في حاجة إلى إصلاحات.

وكتب ترامب حينها في تغريدة على «تويتر»، «ندفع للفلسطينيين مئات ملايين الدولارات سنويا ولا نحصل منهم على أي تقدير أو احترام. هم لا يريدون حتى التفاوض على معاهدة سلام مع إسرائيل».

وقررت السلطة الفلسطينية تجميد العلاقات مع الإدارة الأمريكية ردا على إعلان ترامب في السادس من ديسمبر اعتراف بلاده بالقدس عاصمة لإسرائيل.

وأعلن ترامب حجب المساعدات الأمريكية عن الفلسطينيين (غير تلك المخصصة للأونروا) إلى حين عودتهم إلى طاولة المفاوضات.

وتطالب الولايات المتحدة التي تواصل انتقاد الأمم المتحدة منذ تولي ترامب الحكم قبل عام بـ«مراجعة في العمق لطريقة عمل الأونروا وتمويلها». كما تطالب بمساهمة أكبر من الدول الأخرى.

ويقول الفلسطينيون إن الأونروا تقدم خدمات أساسية للفقراء واستمرارها أساسي لحين التوصل إلى حل نهائي للصراع الفلسطيني الإسرائيلي. وتعتبر إسرائيل المنظمة منحازة ضدها.

وتأسست الأونروا في 1949، وهي تقدم مساعدات لأكثر من ثلاثة ملايين فلسطيني من أصل خمسة ملايين مسجلين لاجئين في الأراضي الفلسطينية والأردن ولبنان وسوريا يتحدرون من مئات آلاف الفلسطينيين الذين نزحوا خلال الحرب العربية الإسرائيلية الأولى عام 1948 عقب قيام دولة إسرائيل.