صحافة

وحدة الشعب أهم عناصر الانتصار

25 يوليو 2018
25 يوليو 2018

في زاوية مقالات وآراء كتب يحيى رباح مقالا بعنوان: وحدة الشعب أهم عناصر الانتصار، جاء فيه:

في استغلال متواصل للرئيس الأمريكي دونالد ترامب منذ دخوله البيت الأبيض، الذي فتح الملفات كلها على الفوضى ولم ينجح حتى الآن في إغلاق أي واحد منها، جاءت هذه الخطوة الخطرة إلى حد الجنون، حين صادق الكنيست الإسرائيلي على قانون القومية اليهودي، الذي يستهدف الشعب الفلسطيني كله، في الوطن، في القدس والضفة وقطاع غزة، وداخل إسرائيل نفسها، أكثر من مليون ونصف المليون فلسطيني، وفي الشتات والاغتراب البعيد والقريب، قانون غبي يثير مخاوف كثير من الإسرائيليين من اليهود في العالم، لأنه حاول أن يزج اليهود في اللعبة الجهنمية، ويخلق دولة ابارتهايد واضحة جدا وعنصرية جدا، ويتصادم بالمطلق مع المجتمع الدولي وقراراته، ومع مبادئ القانون الدولي جميعها، ويعطي أكبر قدر من الصوابية الفلسطينية، ويجعل من هذه الوحدة العميقة بين القيادة الشرعية وشعبها بعدا عميقا يثير أكبر قدر من الاحترام والإعجاب، وهذا القرار الذي مرره الكنيست سيؤدي إلى فضح المستور من يوميات وتركيبة وحقيقة هذه الدولة المسماة إسرائيل التي ستكشف المزيد من أزماتها الوجودية التي لا يستطيع أن يخفيها هذا الانحياز الأعمى المجنون الذي ينزلق إليه ترامب الذي يحشو إسرائيل بمزيد من القوة والتعنت والجشع، ويسد الطريق أمام رهانات المصالحة والتحالف معها، وهي التسريبات التي تسمعها بين الحين والآخر من إدارة ترامب.

مشروع قانون القومية الذي أقره الكنيست يسير على نسق صفقة القرن نفسه التي لم يبق منها سوى اسمها، وهو على نسق إعلان القدس الترامبي الذي لم يجد من يتعامل معه سوى السفير الأمريكي في إسرائيل ديفيد فريدمان، ونتانياهو يختبئ وراء ترامب ويستخدمه في كل الخطوات المربكة التي اتخذها، ابتداء من الحواجز والأبواب الالكترونية والكاميرات الخفية في الأقصى، وعمليات القتل اليومي، وهدم البيوت، والاعتقال الإداري وغير الإداري، وبناء المستوطنات، وبؤر استيطانية جديدة، وصولا إلى قانون القومية اليهودي الذي بني على حصرية حق تقرير المصير لليهود فقط، وماذا عن أصحاب فلسطين الأصليين؟ الجواب في علم الغيب، لكن الشعب الفلسطيني ليس مجرد فرضية كالحالة الصهيونية، الفلسطينيون حقيقة كبرى تكمن قوتهم في وحدتهم كشعب وفي شرعيتهم كقيادة، وفي قدرة فائقة على الصمود والبقاء والإبداع.

لكن فكرة الفوضى الشاملة التي يمارسها ترامب، جعلت من أمريكا قوة تفقد الثقة، وجعلتها تخبط رأسها في الجدار الصلب، وجعلتها كاذبة تماما في كل ما كانت تدعيه، والملفات التي فتحتها ولم تنجح في إغلاق أي منها هي المثال الواضح على الفشل، ابتداء من ملف القدس، وملف الاتفاق النووي مع إيران، والمباحثات مع كوريا الشمالية، وقرارات الحرب التجارية، واعتبار روسيا والصين والاتحاد الأوروبي أعداء، ومحاولة تغطية الفشل بمزيد من الضجيج، كل ذلك يؤكد أننا سننتصر في معركتنا المحقة ومعنا العالم.