المنوعات

مؤرخ مصري: الحديث عن قبر الاسكندر الأكبر سيظل باقيا

25 يوليو 2018
25 يوليو 2018

الأقصر ( مصر )، (د ب أ) - « يظل الحديث عن قبر الإسكندر الأكبر باقيا ما بقى قبره مجهولا» هكذا علق أحد المؤرخين المصريين عندما سئل « أين دُفِنَ الإسكندر الأكبر ». يأتي ذلك بعد الضجيج الذي أحاط بعملية العثور على تابوت في الإسكندرية، وحديث البعض آنذاك عن لعنة ستصيب من يقوم بفتح ذلك التابوت، وظن آخرون بأن التابوت قد يكون للإسكندر الأكبر.

وهذا السؤال الذي يبحث العالم عن إجابة له منذ قرون يظل قائما حتى اليوم، وسبقه سؤال آخر هو: من سيعثر على قبر الإسكندر الأكبر ، وكان ذلك السؤال عنوان كتاب صدر في اربعينات القرن الماضي للألماني « كورت لانجه ».وقال المؤرخ المصري فرنسيس أمين، لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ)، إن الإسكندر الأكبر، الذى احتفى به قدماء المصريين، وجعلوه ابنا للإله آمون، فصار الإله ابن الإله «سيظل الحديث عن قبره باقيا ما بقى قبره مجهولا».وأشار إلى أن الاسكندر الأكبر سيبقى شاغلا لكل كاتب يبحث عن سر غموض كثير من صفحات التاريخ، وموضعا شيقا لكثير من القصص الأدبية الساحرة، ويبقى العثور على قبره حلما يداعب الكثير من علماء الآثار في مصر والعالم.

ولا عجب، حسب فرنسيس أمين، في أنه حتى المستكشف البريطاني، هيوارد كارتر، مكتشف مقبرة وكنوز الفرعون الذهبي الملك توت عنخ آمون، أحد أعظم الاكتشافات الأثرية في العالم، جذبه سحر البحث عن قبر الإسكندر الأكبر، حين أعلن لأحد اصدقائه، أنه يعلم موقع قبر الإسكندر الأكبر، لكن ذلك سيظل سرا لن يخبر به أحدا وأن ذلك السر المزعوم، سيذهب معه إلى قبره.

وطبقا للباحث المصري، وكأن هيوارد كارتر لم يكتف بما اكتسبه من شهرة بعثوره على أعظم الكشوفات الأثرية، في الأقصر، فراح يتحدث عن الإسكندر الأكبر الذي يظل الحديث عن قبره سحرا خاصا لدى الكثيرين وخاصة الكبار من الكتاب في العالم، والذين تناولوا في الكثير من قصصهم وفاة الإسكندر الأكبر واسرار قبره، والصورة التي سيكون عليها قبره وهو الإله ابن الإله، وأنه سيكون قبرا مصريا يحوي تسجيلا وتوثيقا وتوحدا بين مختلف الديانات القديمة.

وتتنوع الروايات حول موت الإسكندر الأكبر وقبره، ويقال إنه حين توفي الإسكندر، أراد كل قائد من قادة جيشه، أن يكون له شرف دفن جثمان الإسكندر الأكبر، في المنطقة التي تخضع لنفوذه، لكن بطليموس الأكبر، طلب من الجميع تنفيذ وصية الإسكندر الأكبر بأن يدفن في مصر.

ولم تكن وصية الإسكندر الأكبر أن يدفن بمصر، مجرد مصادفة، بل كانت نتاج ما قدمه قدماء المصريين من حب للإسكندر، فقد جعلوه ابنا للإله آمون، فقد ذهب الإسكندر إلى معبد الوحي في واحة سيوة، وهناك راح الإسكندر الأكبر يسأل الإله آمون عن قتله ابيه، ورد آمون على الإسكندر، من يجرؤ على قتل ابيك..انت ابني ابن الإله آمون، واقتنع الإسكندر الأكبر بأنه ابن الإله آمون، وأوصى بأن يدفن في معبد الوحي بواحة سيوة.

لكن الإسكندر دفن بمنطقة تسمى مقابر الحكام، في مدينة الإسكندرية، التى اسسها وكانت أكبر مدن امبراطوريته، وفي نهاية عصور البطالمة، صنع لجثمان الإسكندر تابوت زجاجي.

وكانت جنازة الإسكندر جنازة عظيمة، وصفها المؤرخ « بلو تارخوس » وصفا دقيقا، وتحدث عن العربة الذهبية التي كانت تحمل جثمانه.

وبمرور الزمن تناسى، أو نسي الجميع موقع قبر الإسكندر الأكبر، ليبقى العثور على ذلك القبر، حلما يراود الكثير من علماء الآثار في مصر والعالم أجمع.

وكانت عملية فتح تابوت الاسكندرية الجرانيتي، قد تصدرت نشرات وسائل الإعلام العالمية، التي تابعت بشغف واهتمام كبيرين عملية فتحه، بعد تردد أنباء عن أن التابوت لمومياء الإسكندر الأكبر، ولكن عثر بداخل التابوت على ثلاثة هياكل عظمية.