1402643
1402643
الاقتصادية

السنيدي: تحويل الدقم إلى مدينة ذكية يفتح الباب لمبادرات مماثلة في مناطق أخرى

25 يوليو 2018
25 يوليو 2018

توقيع مذكرة تفاهم حول المدن الذكية خلال منتدى الأعمال العماني الكوري -

كتبت - رحمة الكلبانية -

وقعت السلطنة أمس مذكرة تفاهم مع جمهورية كوريا حول التعاون بين الجانبين في مجال إنشاء المدن الذكية في السلطنة. وتم التوقيع على هامش منتدى الأعمال العماني الكوري، الذي نظمته غرفة تجارة وصناعة عمان أمس بحضور الوفد التجاري الكوري برئاسة دولة لي ناك يـون رئيس الوزراء بجمهورية كوريا الجنوبية بفندق جراند حياة مسقط.

وقع المذكرة معالي الدكتور علي بن مسعود السنيدي وزير التجارة والصناعة وسعادة سون بيونج سوك نائب وزير الأراضي والمواصلات بجمهورية كوريا، وتتيح مذكرة التفاهم نقل خبرات تقنية جديدة تدخل السلطنة للمرة الأولى، وهي تمثل عامل دعم للنمو في المناطق الاقتصادية في السلطنة ومنها المنطقة الاقتصادية الخاصة بالدقم، وهناك تنسيق بين هيئة المنطقة الاقتصادية الخاصة بالدقم والجانب الكوري فيما يتعلق بإعداد مسودة لوضع بعض الدراسات الخاصة بتصور إنشاء المدن الذكية والتي أصبحت المحرك الرئيسي لكثير من الاقتصاديات في العالم.

وقال معالي الدكتور علي السنيدي: “توقيع مذكرة التفاهم في مجال المدن الذكية في المنطقة الاقتصادية الخاصة بالدقم يمثل إضافة للتعاون والشراكة بين البلدين، وهو يتكامل مع علاقة تعاون قائمة وناجحة من خلال مشروع صيانة السفن في الحوض الجاف بميناء الدقم”. مضيفا إن تحويل الدقم إلى مدينة ذكية سوف يكسب السلطنة خبرات جديدة ويفتح الباب أمام الشركات المحلية والشركات العالمية ومنها الشركات الكورية للقيام بمبادرات مماثلة محتملة في مشاريع اقتصادية أخرى قائمة في صحار وصلالة وصور وغيرها قيد التصميم أو التنفيذ مثل مدينة العرفان بمسقط أو المدينة اللوجستية (خزائن) في جنوب الباطنة.

وأكد معاليه في الكلمة التي ألقاها خلال المنتدى على قدم العلاقات التجارية بين كوريا وسلطنة عمان. وقال: “إن مشاريع التعاون والشراكة تركزت بالدرجة الأولى على قطاع النفط والغاز والبتروكيماويات والقطاع اللوجستي، ونشهد في الفترة الأخيرة انفتاحا في مشاريع جديدة مثل إنتاج الكهرباء من الطاقة الشمسية، مضيفا إن نظام بيان الالكتروني للتخليص الجمركي والذي أصبح يعمل بكفاءة عالية سوف يساهم بدون شك في توطيد هذه العلاقة بين المصدرين والمستوردين في البلدين، آملا أن يكون مطار مسقط الدولي الجديد وتوسعات الطيران العماني وطيران السلام بالإضافة إلى التسهيلات التي تقدمها الفيزا الالكترونية عاملا مساعدا في زيادة مسافري العبور والسياح من كوريا الصديقة.

وأشاد دولة لي ناك يـون رئيس وزراء جمهورية كوريا خلال الكلمة التي ألقاها بالاستراتيجية التنموية التي تتبناها السلطنة منذ تولي حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم -حفظه الله ورعاه- مقاليد الحكم في البلاد معتبرا أن الاستقرار السياسي الذي تشهده السلطنة جاء من خلال اعتماد دبلوماسية متزنة وتحقيق التنمية والتنويع الاقتصادي.

وقال دولة رئيس وزراء جمهورية كوريا: إن السلطنة تعد واحدة من الدول المصدرة للغاز الطبيعي المسال إلى كوريا وهو الأمر الذي ساعد على التنويع الاقتصادي في كوريا وهي من أكبر الأسواق التي نعتمد عليها من حيث حجم التجارة، منوها إلى إمكانية التعاون المشترك في مجالات في مجال تكنولوجيا المعلومات والمدن الذكية والصحة والرعاية الطبية والصناعات والثروة السمكية في المستقبل.

ودعا رئيس وزراء جمهورية كوريا رجال الأعمال في كلا البلدين الصديقين إلى الشراكة والاستفادة من الفرص الاستثمارية والاقتصادية المتاحة خاصة في مجالات الصناعات البتروكيماوية والسكك الحديدية والطاقة الشمسية والمدن الذكية في ظل سعي السلطنة إلى تطوير هذه المجالات وتنويع اقتصادها عبر خططها ورؤاها المستقبلية. وقال: أدعو الشركات الكورية إلى المشاركة في مشاريع الرؤية المستقبلية للسلطنة وفي الاستثمار في منطقة الدقم الخاصة ومن أجل ذلك ستقدم الحكومة الكورية دعما كبيرا وستقوم بالتعاون مع الحكومة العمانية.

وأشار سعادة قيس اليوسف رئيس غرفة تجارة وصناعة عمان إلى أن التبادل التجاري بين البلدين تجاوز المليار ريال عماني في نهاية عام 2017، حيث بلغت الواردات العمانية من كوريا 225 مليون ريال عماني تقريبا، فيما بلغت الصادرات العمانية إلى كوريا حوالي 844 مليون ريال عماني، وقال إنه لا يزال أمامنا الكثير من الفرص التي يمكن استغلالها من المبادلات التجارية والاستثمارية بين البلدين.

وقال سعادة السفير محمد بن سالم الحارثي سفير السلطنة المعتمد لدى جمهورية كوريا: إن زيارة الوفد الكوري برئاسة دولة لي ناك يـون رئيس وزراء جمهورية كوريا تأتي في إطار توطيد العلاقات بين البلدين الصديقين وتعزيز مجالات التعاون وتوسيعها وتعميقها لآفاق أوسع تشمل مجالات وقطاعات عديدة تتمثل في قطاعات اللوجستيات والصناعات والقطاع الصحي والطبي والرعاية الطبية والسياحة والتعليم والبحث والتطوير والابتكار.

وبين أن الشراكة بين القطاعين الخاص العماني والكوري لها أهمية كبيرة على اقتصاد البلدين وأن سفارة السلطنة بجمهورية كوريا ستبذل كافة جهودها لتذليل الصعوبات وتقديم كافة التسهيلات للجانبين العماني والكوري للشراكة بين القطاعين معتبرًا أن كوريا هي من الدول المتقدمة خاصة في مجالات المدن الذكية وتكنولوجيا المعلومات والانترنت والاتصالات وأنه يمكن الاستفادة من هذه التجارب والمعارف ونقلها إلى السلطنة من خلال الشراكة مع الجانب الكوري.

وتضمن منتدى الأعمال العماني الكوري لقاءات ثنائية بين أصحاب الأعمال العمانيين ونظرائهم الكوريين للاستفادة من التجارب وتبادل الخبرات بالإضافة إلى عروض مرئية حول الفرص الاستثمارية والصناعات الواعدة بين البلدين الصديقين في مجالات الهندسة والبناء والتجارة البحرية والطاقة والصناعات الثقيلة والاتصالات السلكية واللاسلكية والابتكار. وقدم الدكتور أيمن الفضيلي عرضا مرئيا تناول فيه أدوار وأهداف وحدة التنفيذ والمتابعة بديوان البلاط السلطاني، وفي المقابل استعرض كيم هيونج أوك من المؤسسة الكورية الوطنية لتعزيز التجارة التجربة الكورية في تطوير الاقتصاد الوطني. وتم خلال المنتدى تعريف رجال الأعمال من الجانب الكوري على أهم المشاريع والفرص الاستثمارية في المنطقة الاقتصادية الحرة بالدقم، كما عرف الدكتور لي كون هيونج من المعهد الكوري للسياسات الاقتصادية الخارجية رواد الأعمال العمانيين بأهم الصناعات الواعدة التي يمكن التعاون من خلالها بين الجانبين.