الاقتصادية

كهف طاقة معلم تاريخي قديم.. ينشد الاهتمام بمعالمه الدالة على مكانته

25 يوليو 2018
25 يوليو 2018

اختير ضمن مشروعات معسكر عمل الجوالة الخليجية -

طاقة - أحمد بن عامر المعشني -

يعد كهف طاقة من المعالم المهمة في ولاية طاقة بمحافظة ظفار كونه أحد المآثر التاريخية القديمة كما دلت عليه القصص والروايات المتداولة بين الأهالي، كما أنه من الأماكن التي يمكن توظيفها في الجانب السياحي إذا ما تم الاهتمام به وتحويله إلى معلم سياحي يرتاده الزائرون من محافظة ظفار أو الزائرون لها من مختلف محافظات السلطنة والدول الأخرى. وبرغم أهمية الكهف من الجانبين التاريخي والسياحي لم تقم أي جهة مختصة بتطويره وحتى المحافظة على معالمه الخارجية والداخلية، فبعد أن كان محاطاً بسور أصبح السور متهدما وفتحة الكهف ظاهرة للعيان تؤمها الحشرات والزواحف والحيوانات.

ولأهمية الكهف قامت عدسة “عمان“ بزيارة لموقعه الكائن على الطرف الأيمن من الشارع العام المتجه إلى مركز الولاية والمطل من ربوة مرتفعة نسبيا تطل من خلالها على خور طاقة ، حيث بات من الصعوبة التعرف على مكانه مباشرة بعد أن حدث تهدم في السور المحيط بالكهف دون معرفة الأسباب ، وكان من الأجدر أن تضع الجهات المختصة في حسبانها وضمن خططها أهمية وضع كهف طاقة ضمن أولويات المشاريع المهمة التي يجب صيانتها من الاندثار والمحافظة عليها من عوامل التهدم الظاهرة للعيان.

« زرق الطيور »

وتشير المصادر المحلية الى أن كهف طاقة تم اكتشافه بعد محاولات عدة لاستكشاف المنطقة المحيطة التي تضم معالم قديمة ومنها القلعة الشهيرة التي كان الملك آنذاك يقطن فيها ويعبر إليها سيرا على الأقدام من خلال الكهف ومنه إلى خور طاقة المجاور ، إلى جانب ذلك الاستدلال عليه من قبل كبار السن قديما ممن تعاملوا مع الكهف بصورة مباشرة حيث كانوا يقومون بسحب كميات كبيرة من “زرق الطيور“ لاستخدامه في تسميد مزارعهم كونه من أفضل أنواع التسميد ويعمل على مضاعفة الإنتاج الزراعي بشكل كبير ، كما تشير الروايات الى أن الأجداد كانوا يقومون بتجفيف الأسماك الصغيرة “ السردين “ حول موقع الكهف في آخر موسم نزول البحر بهدف جذب أعداد الطيور بالقرب من الكهف والتي تتخذه مكانا آمنا ، ومن برازها يتم جمع كمية من السماد والذي يتم توزيعه بالتساوي بين المزارعين والصيادين العاملين في البحر وفي الوقت نفسه تعبيرا عن فرحتهم بحصاد وفير من أسماك السردين .

امتداد الكهف

من هنا تكمن أهمية كهف طاقة لدى الأهالي بعد أن تم اكتشافه من قبل أحد الأهالي في عام 1979م، وفي عام 1982م تشكلت اللجنة الإقليمية بمحافظة ظفار وحاول بعض أعضائها الكشف عن المغارة ولكن لظروف معينة ارتأى عدم الشروع في تنفيذ هذا المشروع.

وفي عام 1986م اختير الكهف ضمن مشروعات معسكر عمل الجوالة لجامعات دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية والمعسكر الكشفي الخليجي الخامس لتنظيف مدخل الكهف، ومن ثم تبين بأن امتداد طول الكهف يبلغ 44 مترا وعرضه 15 مترا ويتوقع شباب الجوالة آنذاك بأن الكهف متصل إلى خور طاقة ولكن لضيق الوقت لم يكتمل العمل بالمشروع، كما أن موقع الكهف القريب من القلعة القديمة المطلة على خور طاقة يعد سببا آخر بضرورة المبادرة إلى تطوير الكهف والمحافظة عليه من الاندثار.