العرب والعالم

بريطانيا تلغي «طلبها المعتاد» بحماية مواطنيها في أمريكا من عقوبة الإعدام

23 يوليو 2018
23 يوليو 2018

وزير الخارجية الجديد يحذر من قطيعة مع الاتحاد الأوروبي -

لندن - برلين - (د ب أ - أ ف ب)- أسقطت الحكومة البريطانية طلبها المعتاد بحماية مواطنيها الذين يواجهون المحاكمة في الولايات المتحدة من عقوبة الإعدام، مما يحتمل أن يسمح بإصدار حكم الإعدام ضد اثنين من مسلحي داعش محتجزين، حسبما أفاد تقرير أمس.

والاثنان هما آخر عضوين في مجموعة من أربعة عناصر تابعة لداعش وتعرف باسم «البيتلز» بسبب لهجتهم البريطانية، والتي تم القبض عليهما من قبل المقاتلين الأكراد السوريين في يناير.

ونقلت صحيفة «تليجراف» عن رسالة مسربة من وزير الداخلية البريطاني ساجد جاويد إلى المدعي العام الأمريكي جيف سيشنز قوله إن الحكومة البريطانية لن تطلب أي ضمانات بشأن محاكمتهما، لكنها لم تغير سياستها العامة المتمثلة في السعي للحصول على مثل هذه الضمانات فيما يتعلق بتسليم مواطنين بريطانيين.

وكتب جاويد في رسالته الشهر الماضي،وفقا لنسخة منها نشرتها الصحيفة: « أؤيد وجهة النظر القائلة إن هناك أسبابا قوية لعدم المطالبة بضمان بشأن عقوبة الإعدام في هذه القضية بالتحديد، لذا لن يتم طلب مثل هذه الضمانات».

وقالت منظمة «العفو الدولية» إن التقرير يعكس «تطورا مثيرا للقلق بشكل عميق»، فيما اتهم عضو برلماني من حزب العمال المعارض جاويد،وهو سياسي محافظ، بنسخ «قواعد اللعبة كما يمارسها (الرئيس الأمريكي دونالد ترامب)».

وقال البرلماني ديفيد لامي: «كان لدينا توافق بين الأطراف ضد عقوبة الإعدام منذ أكثر من 50 عاما في هذا البلد ... من المثير للقلق أن يقوم وزير الداخلية ساجد جاويد الآن باستثناءات، والمنسوخة مباشرة من دليل ترامب».

ومن ناحيته، قال ألان هوجارث،المسؤول في منظمة العفو الدولية في المملكة المتحدة: « إن القضية تعرض للخطر بشدة موقف المملكة المتحدة كمدافع قوي عن إلغاء عقوبة الإعدام».

وأضاف هوجارث: «في وقت يتحرك فيه باقي العالم بشكل متزايد نحو الإلغاء، فإن هذه الرسالة التي تم نشرها من وزير الداخلية إلى المدعي العام الأمريكي تمثل خطوة كبيرة إلى الوراء».

ونقلت «تليجراف» عن مصدر في وزارة الداخلية قوله: إن بريطانيا حذرت المسؤولين الأمريكيين بعدم إرسال الرجلين إلى السجن العسكري الأمريكي في خليج جوانتانامو.

وذكرت صحيفة «نيويورك تايمز» في وقت سابق أن الرجلين وهما ألكسندا كوتي- 34- عاما والشافي الشيخ-30عاما- مطلوبان بتهمة احتجاز وتعذيب وقتل رهائن.

وكان الاثنان عضوين في مجموعة من أربعة رجال،بينهم محمد إموازي الملقب بـ «الجهادي جون» الذي قتل في عملية جوية في عام 2015 والبريطاني إين ديفيز،وهو من لندن ومعتقل حاليا في تركيا.

وقال هوجارث: «في حين أن الجرائم المتهم بها ألكسنده كوتي وشفي الشيخ مروعة، فإن معارضة المملكة المتحدة المبدئية لقسوة عقوبة الإعدام ليست بالأمر الذي تتنازل عنه».

وكان وزير الدفاع البريطاني جافن ويليامسون قد قال في وقت سابق من هذا العام إنه لا يريد عودة الرجلين إلى البلاد لأنهما «لم يعدا جزءا من بريطانيا».وقال وليامسون: «لقد أدارا ظهريهما لبريطانيا عندما غادراها للتسبب في الدمار وارتكاب جرائمهم البغيضة».

من جهته اعتبر وزير الخارجية البريطاني الجديد جيريمي هانت أمس ان الاتحاد الاوروبي يغامر عبر مواقفه من بريكست بقطيعة طويلة الأمد مع المملكة المتحدة.

وقال اثر مباحثات مع نظيره الالماني هايكو ماس ببرلين في اول زيارة له للخارج «بشان بريكست هناك خطر حقيقي بعدم التوصل الى اتفاق».

واضاف «اعتقد ان كثيرين داخل الاتحاد الاوروبي يرون انه يكفي الانتظار فترة كافية ليتنازل البريطانيون اولا، لكن ذلك لن يحدث».

ويرى هانت الذي حل محل بوريس جونسون الذي استقال في وقت سابق من هذا الشهر انه اذا لم يبادر المفاوضون الاوروبيون الى «تغيير مقاربتهم»، فان العلاقات الاقتصادية والامنية بين المملكة والاتحاد قد تشهد تدهورا على الامد البعيد.

وتابع «ان اكثر ما يقلقني هو ان يتغير موقف الراي العام البريطاني لجيل باكمله وان تؤثر هذه الفجوة في علاقاتنا سلبا في الشراكة الكبيرة التي جمعتنا لسنوات عديدة والتي كانت حاسمة في الحفاظ على التوازن العالمي».

ولا تزال نتيجة مفاوضات بريكست التي يفترض ان تؤدي الى اتفاق بحلول نهاية اكتوبر قبل الانفصال المقرر في 29 مارس 2019، غير واضحة المعالم.

ويقول الطرفان انهما على استعداد للتوصل الى اتفاق لكنهما يستعدان لاحتمال الفشل في ذلك.

وكانت رئيسة وزراء بريطانيا تيريزا ماي قدمت في منتصف يوليو خطتها التي تقترح فيها ابقاء تجارة السلع بلا عراقيل مع الاتحاد الاوروبي، وهي الخطة التي تريد اقناع الاتحاد الاوروبي بها مع مواجهة معارضة كثير من اعضاء حزبها المخافظ الذين يريدون قطيعة واضحة مع الاتحاد الاوروبي.

في الاثناء حذر دوغ غور رئيس شركة امازون العملاقة في المملكة المتحدة من خطر حدوث «اضطرابات مدنية» في البلاد في حال غياب اتفاق حول بريكست، بحسب ما اوردت صحيفة تايمز.

وامازون المتخصصة في البيع عبر الانترنت، من الشركات الكبرى في المملكة حيث تنوي هذا العام استحداث 2500 وظيفة ليصبح عدد موظفيها 27 الفا.

من جهتها عبرت شركة ريان اير الايرلندية عن قلقها من مخاطر غياب اتفاق.

في شأن مختلف أصيب طفل في الثالثة من العمر بحروق خطرة إثر تعرضه «لهجوم متعمّد»، بحسب ما كشفت شرطة ويست مرسيا في غرب إنكلترا.

ويعاني الصبيّ من حروق خطرة في الوجه وأحد ذراعيه بعد تعرضه لهجوم في متجر في ووستر السبت الماضي خلال فترة بعد الظهر. ونقل إلى المستشفى.

وقال مارك ترافيس رئيس شرطة ويست مرسيا في بيان «نعتبر الأمر هجوما متعمّدا على طفل في الثالثة من العمر»، مشيرا إلى أن ملابسات هذا الاعتداء ليست واضحة بعد وإلى أن عناصر الشرطة يبذلون قصارى جهدهم للكشف عنها وعن المادة المستخدمة.

وأوقف رجل في التاسعة والثلاثين من العمر على ذمة التحقيق إذ يشتبه في أنه متواطئ في التسبب بإصابات جسدية خطرة.

وعممت الشرطة صور ثلاثة رجال ترغب في استجوابهم.

وقد شهدت بريطانيا في السنوات الأخيرة ارتفاعا في الهجمات بالحمض الكاوي، لا سيما في لندن.

وأعربت وزارة الداخلية في أبريل عن نيتها تشديد التشريعات في هذا الشأن، مع حظر بيع هذه المواد للقاصرين خصوصا.