1394192
1394192
عمان اليوم

مشروعات طلابية توعوية لاكتشاف المشاكل الصحية في المجتمع وتعزيز طرق العلاج

22 يوليو 2018
22 يوليو 2018

قدمتها طالبات دبلوم الدراسات العليا للتخصصات الصحية -

قدمت مجموعة من طالبات دبلوم الدراسات العليا بالمعهد العالي للتخصصات الصحية - تخصص صحة المجتمع - مشروعات مجتمعية لمجموعة من الظواهر التي تحتاج إلى توعية من الناحية الصحية لما فيه من تعزيز لصحة المجتمع، وبهدف إيجاد حلول لها مما ينعكس إيجابا على المدى البعيد لخدمة المجتمع.

وقد تم اختيار المشكلات والحلول الصحية التي وضعت من قبل الطالبات بناء على الأولويات في المجتمع وذلك تأكيدًا لأهمية تمريض (صحة المجتمع) ودوره الفعال في تعزيز الصحة في مؤسسات الرعاية الأولية والمجتمع. وشملت تلك المشروعات تطبيق خريطة محادثة السكري، تثقيف مرضى السكري، سكري الحمل، الفحص الذاتي للثدي، وأهمية الإفطار الصحي، وسنسلّط الضوء في السطور القادمة على كل مشروع من هذه المشروعات وأهم النتائج التي نتجت عنها.

تطبيق خريطة محادثة السكري

قدمت الطالبة مريم بنت أحمد العجمية مشروع بعنوان «تعزيز صحة مرضى السكري من خلال تطبيق خريطة محادثة السكري» واختارت الموضوع بسبب زيادة عدد مرضى السكري مقارنة بالسابق وازدياد عدد حالات بتر الأطراف بسبب ارتفاع سكر الدم وعدم معرفة المريض وقدرته على التحكم في ارتفاع السكر في الدم وأعراضه.

ويهدف المشروع إلى وضع المريض كمركز للعلاج وتوعيته على كيفية المحافظة على المستوى الطبيعي لسكر الدم وذلك من خلال الأكل الصحي واتباع الأنماط الصحية للحياة.

ويقوم المشروع على تدريب وتزويد العاملين الصحيين على آلية تطبيق خريطة محادثة السكري لجعلهم قادرين على تثقيف وتوعية وإقناع المرضى بالطرق العلاجية وذلك باتباع طرق وأساليب تثقيفية حديثة، فقد تم تدريب العاملين الصحيين لمدة يوم واحد على كيفية التعامل مع مختلف الشخصيات أثناء تثقيفهم عن أي موضوع يخص مرض السكري باستخدام خريطة المحادثة وتضمن المشروع تدريبا عمليا على كيفية استخدام الخريطة، كما استهدف مرضى السكري في المجتمع وذويهم وتنظيم حلقة عمل ثقيفية لمدة يومين لمرضى السكري وتسليط الضوء فيها على الأكل الصحي، والأنماط الصحية للحياة وصحة قدم مريض السكري.

وعن النتائج المرجوة من هذا المشروع ذكرت مريم أن من بينها إكساب العاملين الصحيين المعرفة والمهارة الكافية لتطبيق خريطة محادثة السكري وإكساب المرضى المعرفة الكافية حول أهمية الأكل الصحي ورعاية قدم السكري وكيفية المحافظة على نمط الحياة الصحية، والجدير بالذكر أن الطالبة قد استعانت في هذا المشروع بخبرة الجمعية العمانية لمرض السكري.

تثقيف مرضى السكري

قامت الطالبة سارة بنت درويش البلوشية بتقديم مشروع بعنوان «تثقيف مرضى السكري باستخدام طرق علمية حديثة»، وحول سبب اختيار هذا المشروع قالت: إن اختيارها جاء نظرًا لانتشار مرض السكري بين أفراد المجتمع وما يخلفه من آثار جانبية على الفرد والأسرة والمجتمع بشكل عام.

وأكد أن أهم أهداف المشروع تتمثل في تحسين سلوك مرضى السكري لتقبل الخطة العلاجية المتعلقة بالتغذية السليمة وتطوير معرفتهم بأنواع العلاج التي يتم تقديمها في مراكز الرعاية الصحية الأولية، وتحسين سلوك مرضى السكري لمتابعة حالتهم الصحية من خلال تقديم طرق متابعة دورية مناسبة لهم، ويستهدف المشروع مرضى السكري الذين تتراوح أعمارهم من 40 إلى 45 سنة والذين يعانون من عدم استقرار قراءات سكر الدم مع وجود العلاج.

وحول آلية تطبيق المشروع ذكرت سارة أنه تم تنظيم جلسة تثقيفية لمرضى السكري بشكل فردي بالتعاون مع أخصائية التغذية حيث تضمنت جلسة التثقيف تقديم خطة تغذية علاجية باستخدام استراتيجيات تعليم حديثة وأدوات ملموسة تمكن المريض من تذكر المعلومات وتطبيقها بطريقة سلسة ومناسبة لهم، كما تضمنت الخطة تقديم استراتيجية للمتابعة الدورية لقياس مستوى تحسن الحالة الصحية للمريض وقد تضمنت الخطة العلاجية استخدام مجسم عجلة المجموعات الغذائية وما تحتويه من مجسمات غذائية مشابهة للغذاء الحقيقي وتعريف المريض بكل مجموعة غذائية وما تحتويه من كمية كربوهيدرات، كما تم إعطاء المريض المعلومات الكافية عن آلية صنع الطبق الصحي اليومي باستخدام المجسمات الغذائية.

وأضاف: إنه تم إعطاء المريض المعلومات الكافية عن الكميات الغذائية اليومية المسموحة من الكربوهيدرات بشكل نظري وأعطي المريض أدوات قياس معتمدة لقياس الحصص الغذائية بالجرام مع تقديم شرحٍ وافٍ عن طريقة استخدام هذه الأدوات التي تمكن المريض من قياس حصته الغذائية المسموحة من الكربوهيدرات بالجرام دون أي زيادة أو نقصان، وبعدها تم إعطاء المريض ورقة متابعة تمكن المريض من كتابة نوع الطعام الذي تم تناوله في اليوم وكميته بالإضافة إلى قراءة السكر قبل وبعد تناول الوجبة بساعتين حيث تم الاتفاق مع المريض على آلية إخطار أخصائية التغذية بالنتائج.

وحول النتائج المرجوة من تطبيق البرنامج قالت: إن أبرزها تحسين سلوك مرضى السكري لتقبل الخطة العلاجية المتعلقة بالتغذية السليمة والتي ستساهم في استقرار الحالة الصحية لمرضى السكري وستقلل المضاعفات التي قد تنتج من ارتفاع سكر الدم والتي قد تؤثر سلبا على صحة المريض وأسرته ومجتمعه بشكل عام.

وحول أهم التوصيات ذكرت سارة أنه من المهم تخصيص أماكن مناسبة لتثقيف المرضى بحيث تكون ذات خصوصية تمكن من تثقيف المريض بخصوصية تامة، كما تكون ذات مساحة مناسبة لوضع المجسمات والأدوات التعليمية، وتخصيص دعم لشراء الأدوات التعليمية التي تمكن المريض من استيعاب وفهم الخطة العلاجية.

سكري الحمل

قدمت الطالبة نورة بنت حمد الدرمكية برنامجا تثقيفيا لسكري الحمل وذلك بسبب تزايد نسبة الإصابة بسكري الحمل بين النساء الحوامل، حيث إن الإصابة بسكري الحمل تجعل الحامل عرضة للإصابة بمرض السكري من النوع الثاني.

ويهدف البرنامج إلى توعية الحوامل المصابات بسكري الحمل بطرق السيطرة على سكري الحمل وتقليل نسبة الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني بعد الولادة وتم تطبيق مشروع البرنامج التثقيفي للفئة المستهدفة بالتعاون مع الطاقم الصحي في المركز الصحي لنشر الوعي بين النساء بأسباب الإصابة بسكري الحمل وأعراضه وطرق السيطرة عليه وأهمية الوقاية من الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني بعد الولادة.

توعية الطالبات للفحص الذاتي للثدي

وحول مشروع توعية الطالبات للفحص الذاتي للثدي الذي قدمته الطالبة حنان بنت عبدالله الحسنية قالت: سبب اختياري لهذا الموضوع هو حالات سرطان الثدي والاكتشاف المتأخر لهذه الحالات في المجتمع، ويهدف البرنامج إلى توعية الطالبات بأهمية الفحص الذاتي للثدي وتدريب الطالبات على كيفية عمل الفحص الذاتي، وتحديدا طالبات الصف الثاني عشر.

وحول آلية تطبيق المشروع قالت: تم عمل حلقة عمل لمدة ثلاثة أيام بالتعاون مع الجمعية العمانية للسرطان شملت تثقيف صحي وتطبيق عملي وعرض مرئي، وذلك ليكتسب الطالبات وكذلك المدرسات المعرفة الكافية حول أهمية الفحص الذاتي للثدي.

التوعية بأهمية الإفطار الصحي

تعزيز صحة طلاب المدارس من خلال توعيتهم بأهمية الإفطار الصحي وهو اسم المشروع الذي اختارته الطالبة زكية بنت سالم السعدية، وحول سبب اختيارها لهذا الموضوع قالت: وجبة الإفطار هي الوجبة الأهم والأساسية لصحة الإنسان لأنها تمنحه الحيوية والنشاط اللازم لبدء يومه ولهذه الوجبة العديد من الفوائد كالتحكم في الوزن وتحسين أداء وظائف الجسم، فتناول وجبة صحية ومتكاملة من الإفطار يمكن أن تمنحك قدرًا أكبر من التركيز وأداءً أفضل في العمل والقوة والتحمل الكافيين للقيام بالأنشطة الجسدية المختلفة، كما أن لتناول وجبة الإفطار الفضل في تخفيض نسبة الكوليسترول في الدم، والتحكم في الوزن، وبالطبع فإن تناول وجبة الإفطار مهم لجميع الأعمار إلا أنه أكثر أهمية لطلاب المدارس فقد أظهرت الدراسات أن الطلاب الذين يتناولون وجبة الإفطار يقومون بأداء أفضل ويحرزون تركيزًا أعلى في المدرسة مقارنة بأقرانهم الذين لا يتناولون وجبة الإفطار.

وأضافت زكية: قمت باختيار هذا الموضوع بناء على الظواهر العامة في المجتمع والملاحظات في المدارس نتيجة لإهمال الطلاب تناول وجبة الإفطار وهناك بعض الإحصائيات على ذلك، كالمسح العالمي لصحة طلاب المدارس في عمان (2005) الذي أوضح أن خمسة من طلبة المدارس لا يتناولون طعام الإفطار في المنازل ولا في المدارس، وعليه فإن هذا المشروع يهدف إلى تعزيز صحة طلاب المدارس وذلك بزيادة الوعي بينهم بأهمية تناول وجبة الإفطار ومنه تقليل عدد الطلاب الذين لا يتناولون وجبة الإفطار، وكذلك زيادة الوعي للأمهات في المجتمع والمعلمات والمتابعة المستمرة للمقصف المدرسي والتأكد من توفير وجبات حسب الاشتراطات الصحية والتأكد من عدم مخالفتها، وتم تطبيق المشروع على طالبات الصف السادس في إحدى المدارس وإقامة محاضرات وعروض مرئية توعوية للطالبات والأمهات والمعلمات.

وقد أنجز هذا المشروع بالتعاون مع المركز الصحي المجاور للمدرسة لأهمية وجود أخصائية التغذية لتقديم محاضرة تثقيفية، وقد تم توزيع مطويات للطالبات وعمل مسرحيات وبرامج إذاعية بالتعاون مع الطالبات وإفطار جماعي للطالبات في ساحة المدرسة وتخصيص خمس دقائق في بداية الحصة الأولى لتناول وجبة الإفطار، كذلك، عمل مسابقات بين الصفوف لتجهيز وجبة إفطار صحية متكاملة.

أما عن أهم النتائج المرجوة من المشروع فأشارت إلى أنها تشمل ارتفاع عدد الطالبات اللاتي يتناولن وجبة الإفطار وزيادة وعيهن بأهمية وجبة الإفطار والمشاكل المترتبة إذا لم يتناولنها وكذلك زيادة وعي المعلمات بأهمية وجبة الإفطار لطالبات المدارس للعمل على المساعدة في تشجيع وتوعية الطالبات من خلال بعض النصائح والدروس في المدرسة وزيادة وعي الأمهات للعمل على تحضير الوجبة المناسبة للطالبة والتأكد من تناولها، وعمل المشروع أيضا على التأكد من توفير وجبات غير مخالفة للاشتراطات الصحية في المقصف المدرسي حفاظا على صحة وسلامة الطالبات.

وحول أبرز التوصيات قالت زكية: إن وجبة الإفطار وجبة أساسية ولترسيخ أهمية تناول وجبة الإفطار لدى طلاب المدارس، يجب على الجميع العمل كفريق واحد لإنجاح هذا المشروع والعمل على استمراريته، وكذلك أنه لمن الضروري أن يتم توفير الوجبات الموصى بها في المدارس لكي يتسنى للطلاب تطبيق ما يتعلمونه من التثقيف الصحي.

الجدير بالذكر أن هذه المشروعات تعتبر مشروعات طلابية يدرب عليها الطالب الملتحق للدراسة ببرنامج دبلوم الدراسات العليا في برنامج تمريض صحة المجتمع بالمعهد العالي للتخصصات الصحية لما للمشروعات المجتمعية من أهمية في تعزيز صحة المجتمع، والطالب في هذا البرنامج يتعلم طرق اكتشاف المشاكل الصحية في المجتمع ويعمل على اكتشاف حلول مبنية على مفاهيم وأدلة علمية حديثة والتخطيط لمشروعات مجتمعية لحل مثل هذه المشاكل الصحية وتنفيذها وتقييمها بعد ذلك وذلك بالتعاون مع مختلف الفئات من المجتمع والمؤسسات المجتمعية.

وتعتبر الطالبات العاملات على تلك المشروعات من خريجات الدفعة الأولى من هذا البرنامج، وقد أبدت المراكز الصحية وكذلك المؤسسات التي تعاونت معهن في إنجازها استحسانها وشكرها للطالبات والبرنامج المقدم من المعهد لما كان لهذه المشروعات من نتائج إيجابية على جودة الخدمات المقدمة.