1399613
1399613
العرب والعالم

تفجير انتحاري يخلف 10 أشخاص بين قتيل وجريج بمطار كابول

22 يوليو 2018
22 يوليو 2018

مع وصول دوستم إلى إفغانستان -

كابول- (أ ف ب): قتل وأصيب 10 أشخاص على الأقل أمس عند مدخل مطار كابول الدولي أمس بحسب مسؤولين تزامنا مع تجمع العشرات لاستقبال نائب الرئيس الإفغاني عبدالرشيد دوستم الذي عاد إلى البلاد بعد أكثر من عام في المنفى.

وكان عشرات من كبار المسؤولين في الحكومة والزعماء السياسيين وأنصار دوستم تجمعوا في المطار لاستقبال زعيم الحرب النافذ المتحدر من اتنية أوزبكية. وأكد المتحدث باسم دوستم بشير أحمد تايانج: إن نائب الرئيس، الذي كان يرتدي بزة غربية ونظارتين شمسيتين، كان في عربة مصفحة ولم يصب في الانفجار.

وقال نجيب دانيش المتحدث باسم وزارة الداخلية «نستطيع تأكيد أن عشرة أشخاص قتلوا أو جرحوا في التفجير الذي نفذه انتحاري راجل»، بدون أي تفاصيل إضافية.

استقبال حافل

ولقي دوستم، الذي يرتبط اسمه بانتهاكات لحقوق الإنسان في أفغانستان، استقبالا حافلا أثناء نزوله من طائرة مستأجرة آتيا من تركيا حيث كان يعيش منذ مايو 2017. وتأتي عودته، التي كانت محل تكهنات، وسط احتجاجات عنيفة في العديد من الولايات في مناطق شمال أفغانستان التي تعتبر قاعدته التقليدية.

وفي الأسابيع الأخيرة خرج آلاف من أنصار دوستم إلى الشوارع وحطموا مكاتب انتخابية وحكومية وأغلقوا أجزاء من الطرق السريعة مطالبين بالإفراج عن زعيم ميليشيا موالية للحكومة ومطالبين بعودة دوستم. ولم تفلح التوقعات بعودته في وقف الاحتجاجات، حيث توعد المحتجون الأحد بمواصلة التظاهر حتى يطلب منهم دوستم التوقف.

وقال إحسان الله كوانش زعيم المحتجين في ولاية فارياب لوكالة فرانس برس «نحن لا نثق بالحكومة. وسنواصل احتجاجاتنا حتى يأمرنا الجنرال دوستم بالتوقف».

وكرر كوانش الدعوات للإفراج عن نظام الدين قيصاري قائد الشرطة المحلية وزعيم ميليشيا من آلاف العناصر والمقرب من دوستم، والذي اعتقل في بداية يوليو.

واتهم بشتم وتهديدات بالقتل تجاه السلطات ونقل إلى كابول ما تسبب بسلسلة تظاهرات في ولاية فاراه.

وقال محتج آخر يدعى مسعود خان الأحد «نحن في الشارع منذ 20 يوما والحكومة تحاول اسكات صوتنا لكننا سنواصل حتى يأتي دوستم ويطلب منا التوقف» عن الاحتجاج.

«قاتل معروف»

يقول مراقبون إن الرئيس اشرف غني وهو من اتنية الباشتون، أعطى الضوء الأخضر لعودة دوستم، لإحلال الاستقرار في شمال أفغانستان وضمان دعم أبناء الاتنية الأوزبكية له قبل الانتخابات الرئاسية المقررة العام المقبل والتي يتوقع أن يشارك فيها.

ودوستم الستيني ينتمي إلى أتنية الأوزبك كان عرف لعقود كزعيم حرب لا يتورع عن اقتراف ابشع الممارسات ومن ذلك قتل ألفين من عناصر طالبان اختناقا بعد حبسهم في حاويات في 2001. وغادر أفغانستان في مايو 2017 بعد اتهامه بارتكاب جريمة اغتصاب وتعذيب ضد منافس سياسي له. إلا أنه نفى تلك التهم وقال انه غادر البلاد لإجراء فحوص طبية ولأسباب عائلية.

وفي 2009 وصفه غني بأنه «قاتل معروف» إلا أنه اختاره نائبا له في انتخابات الرئاسة في 2014 في انعكاس للتوازنات الهشة في السلطة.

وصرح هارون شاخانسوري المتحدث باسم الرئاسة السبت ان دوستم «عولج» وسيستأنف واجباته عند عودته.

وأدين سبعة من حراس دوستم الشخصيين بالاعتداء الجسدي والسجن غير القانوني لمنافسه السياسي أحمد ايشجي وهو حاكم سابق كان حينها عمره 63 عاما.

ورفض شاخانسوري الرد على أسئلة حول ما إذا كان دوستم سيواجه تهما بشأن هذا الحادث وقال: «القضاء هو جهاز مستقل، والحكومة لا تتدخل في قراراته».

ودوستم هو ثاني زعيم حرب يعود إلى كابول مكرما.

ففي 2017 عاد قلب الدين حكمتيار الملقب بـ«جزار كابول» بعد قصفها بلا رحمة في تسعينات القرن الماضي، الى العاصمة الأفغانية بعد 20 عاما من الغياب اثر اتفاق بين حكومة غني يضمن له الإفلات من العقاب. وتجد الحكومة الافغانية نفسها في وضع حرج في الشمال مع تنامي حضور مسلحي تنظيم داعش في ولاية جوزجان معقل دوستم وايضا مع تقدم طالبان في ولاية فاراه.

ومع اقتراب موعد الانتخابات التشريعية في أكتوبر 2018 والرئاسية المقررة في 2019، يحتاج اشرف غني إلى الحد الأدنى من الاستقرار في البلد علما أن عروض السلام على طالبان بقيت حتى الآن بلا نتيجة.