صحافة

سياست روز: هل انتهى الاتفاق النووي؟

22 يوليو 2018
22 يوليو 2018

تحت هذا العنوان أوردت صحيفة «سياست روز» تحليلا نقتطف منه ما يلي: يبدو أن التطورات التي شهدتها الأزمة النووية بين طهران وواشنطن جرّاء انسحاب الأخيرة من الاتفاق بحجة عدم انسجامه مع المصالح الاستراتيجية الأمريكية قد تركت ظلالا قائمة على الأجواء التي أعقبت هذا الانسحاب رغم الجهود التي بذلتها كل من روسيا والصين والدول الأوروبية للحيلولة دون انهيار هذا الاتفاق. وقالت الصحيفة: إن إصرار واشنطن على تشديد الحظر على طهران خصوصا فيما يتعلق بالسعي لتقليص حجم صادراتها من النفط والغاز إلى أقل حدّ ممكن وذلك من خلال الضغط على دول أخرى بينها الهند واليابان لحثّها على عدم مواصلة استيراد حاجاتها من الطاقة من إيران قد يكون بمثابة المسمار الأخير في نعش الاتفاق النووي الذي تلقى ضربة كبيرة نتيجة خروج أمريكا من الاتفاق في مطلع مايو الماضي. وأعربت الصحيفة عن اعتقادها بأن شكوى طهران ضد واشنطن في محكمة لاهاي الدولية لا يمكن أن تغيّر من الواقع شيئا حتى وإن قررت المحكمة الوقوف إلى جانب إيران لأن هذا القرار سيفتقد إلى الضمانات الكافية واللازمة لتطبيقه، والدليل على ذلك أن قرار مجلس الأمن الدولي 2231 الذي ألزم كافة أطراف الاتفاق النووي بضرورة تنفيذ بنوده لم يتمكن من ثني واشنطن عن الانسحاب من الاتفاق رغم تأكيد الأطراف الأخرى، على أهمية مواصلة التحرك الدبلوماسي للوصول إلى حلول وسط للخروج من هذه الأزمة. ورأت الصحيفة في الأسباب الآنفة الذكر وغيرها مؤشرات ذات دلالات مهمة على أن الاتفاق النووي يسير نحو المجهول، وربما يؤول في نهاية المطاف إلى ركنه جانبا لأن إيران تعتقد بضرورة تطبيق كافة بنود الاتفاق خصوصا فيما يتعلق برفع الحظر المفروض عليها وهو ما لم يتحقق حتى الآن ومن المستبعد أن يتحقق في المستقبل في ظل المعطيات المتوفرة والإجراءات التي اتخذتها واشنطن وحلفاؤها ضد طهران. وختمت الصحيفة مقالها بالتأكيد على أهمية الإسراع بوضع خطط بديلة من قبل إيران لمواجهة تداعيات إمكانية انهيار الاتفاق النووي وذلك من خلال اعتماد سياسة تأخذ بنظر الاعتبار الحقائق الموجودة على أرض الواقع، وفي مقدمتها عدم قدرة أوروبا وروسيا والصين على إنقاذ الاتفاق من ناحية وإصرار واشنطن على تشديد الحظر على إيران من ناحية أخرى.