1398384
1398384
الاقتصادية

مطاحن صلالة تعزز مخزون المنتجات لتغطي فترة تمتد لأكثر من أسبوعين

22 يوليو 2018
22 يوليو 2018

التحذير المبكر من الأنواء ساعد الشركات على تفادي مخاطر مكونو -

كتب – بخيت كيرداس الشحري -

إعصار مكونو الذي ضرب محافظة ظفار في مايو الماضي خرج منها وقد خلف آثارا جسيمة في البيئة والكثير من المنشآت والبنى الأساسية والممتلكات والمحلات التجارية، كما تسبب في عدد من الوفيات.وبالرغم من ذلك خرج أبناء المحافظة بالكثير من الدروس والعبر، وضعت هذه الحالة أجهزة الدولة بمختلف قطاعاتها في تحد كبير، و كشفت مواطن القوة والضعف والخلل لدى الجهات المعنية والجهات الخدمية الرئيسية في تعاملهم مع هذه الحالة المدارية. وسجلت قوات السلطان المسلحة بمختلف تشكيلاتها وجهاز الشرطة والدفاع المدني وبمساعدة الجهات الحكومية المختلفة ومؤسسات القطاع الخاص مواقف مشرفة خلال فترة الحالة المدارية وبعدها.الشركات الخدمية كشركة صلالة للصرف الصحي تعد من المواقع الحيوية التي مر عليها الإعصار ومن خلال هذا اللقاء أكد لنا المهندس ياسر بن عبدالله الشنفري مدير عام الشؤون الفنية بالإنابة بشركة صلالة لخدمات الصرف الصحي، أن نظــام الصـرف الصحي بمدينة صلالة يعمل بطبيعته الاعتيادية التي كانت قبل الإعصار. وبفضل جهود كوادر الشركة استطاعت ضمان استمرارية تقديم خدماتها بدون انقطاع طوال فترة الحالة المدارية.وقال المهندس ياسر بن عبدالله الشنفري مدير عام الشؤون الفنية بالإنابة بشركة صلالة لخدمات الصرف الصحي: لقد بدأت الشركة استعدادها فور تأكيد مرور الحالة المدارية (لإعصار مكونو) بمحافظة ظفار من خلال الجهات الرسمية وممثلي الشركة بلجنة الدفاع الوطني لإدارة الحالات الطارئة (قطاع الخدمات الأساسية الرئيسية والفرعية) حيث قامت الشركة بتفعيل خطة الطوارئ للتعامل مع الحالة المدارية من خلال تقسيم فرق العمل ودور كل فريق والمتطلبات الضرورية التي يحتاج إليها الفريق من معدات وكوادر بشرية قبل بدء الحالة المدارية.

وأشار الشنفري إلى أن الشركة وضعت نصب أعينها ضمان استمرارية تقديم خدماتها بنظام الصرف الصحي خلال الحالة المدارية نظرا لأهمية هذه الخدمة وما قد يسببه انقطاعها من أضرار صحية وبيئة على المجتمع وكذلك للتقليل من الأضرار على مكونات المشروع. ومن هذا المنطلق قامت الشركة باستكمال استعدادها مبكرا وتهيئة فرق الطوارئ مع توفير المستلزمات المطلوبة من معدات ومضخات ومولدات كهربائية احتياطية والوقود، وقد واجهت فرق الطوارئ ظروفا غير عادية طوال فترة أيام الإعصار تعاملت معها بكل احترافية ومهنية. ومنها مثلا بعض المواقف الحرجة التي كادت أن تعطل العمل بمحطات الضخ الرئيسية لولا فضل الله سبحانه وتعالى وجهود كوادر الشركة المبذولة رغم المخاطر التي تعرضوا لها.

خط طوارئ بتكلفة (15) مليون ريال

وأشار مدير عام الشؤون الفنية : مع بدء التأثير المباشر للإعصار وملاحظة غزارة الأمطار وزيادة التدفقات على محطات الضخ الرئيسية تم تشغيل جميع المحطات بطاقتها القصوى كما تم تشغيل خط الطوارئ لتصريف حوالي 600 مليون لتر من مياه الأمطار التي دخلت إلى الشبكة علما بأن هذا الخط تم إنشاؤه لمثل هذه الحالات غير العادية. وتم الانتهاء من تنفيذه قبل شهر من حدوث الحالة المدارية بتكلفة بلغت ( 15 ) مليون ريال عماني حيث كان له الدور الكبير في حماية نظام الصرف الصحي وتقليل الأضرار التي قد تلحق بالممتلكات والأرواح . وحول أعمال الصيانة والمعالجة أشار المدير العام بالإنابة بشركة صلالة لخدمات الصرف الصحي إلى أنه فور انتهاء الحالة المدارية قامت الشركة بتسخير كل إمكانياتها لإعادة الأوضاع إلى ما كانت عليه من خلال معالجة الهبوطات وانزلاقات التربة حول بعض غرف التفتيش (MAINHOLES) وخطوط الصرف الصحي وكذلك الأضرار التي لحقت بالأجهزة والمعدات بالنظام حيث تم التركيز على المواقع التي لها تأثير مباشر على حركة المرور مثل الطرق الأسفلتية والأماكن التي قد تشكل خطرا على المارة أو قد تسبب طفحا في نظام الصرف الصحي حيث وضعت أولويات للصيانة.ونظرا لحجم الأضرار والعمل فقد تم تعيين أكثر من مقاول متخصص بالإضافة إلى مقاول التشغيل والصيانة لإصلاح تلك الأضرار وإعادتها إلى وضعها الطبيعي الذي كانت عليه قبل الحالة المدارية تحت إشراف وإدارة كوادر الشركة الفنية.وفي نهاية حديثه قال: لقد تمت الاستفادة من الحالة المدارية التي مرت بها المحافظة من خلال الكشف عن بعض الثغرات التي يجب سدها والعمل على تصحيحها؛ حتى لا نقع فيها مرة أخرى في حالة حدوث مثل هذه الحالة مستقبلا وكلي أمل أن يكون الجميع قد استفاد منها.

إلا أن عدم توفر نظام لتصريف مياه الأمطار بمدينة صلالة قد شكل مخاطر على نظام الصرف الصحي نتيجة دخول كميات كبيرة من مياه الأمطار إليه سوى عبر عملية الغمر المباشر للشبكة أو تصريف مياه الأسطح أو بفتح غرف التفتيش والتصريف من خلالها الأمر الذي يستدعي من الجهات المعنية تداركه والإسراع في تنفيذه.

مطاحن صلالة وتأثير الإعصار

وتعد شركة مطاحن صلالة من الشركات المهمة في إمداد السوق بعدد من المنتجات الغذائية وقد أكد أحمد بن علوي عبدالله الذهب الرئيس التنفيذي لشركة مطاحن صلالة أن مصنع مطاحن صلالة يعمل بكامل طاقته مثلما كان قبل الإعصار. وحول تعامل الشركة مع تأثيرات الإعصار قال احمد الذهب: انه فور صدور التحذير بتكون الإعصار من الجهات المختصة وتحديد مسارها باتجاه مدينة صلالة، قامت الشركة باتخاذ عدة إجراءات احترازية منها، تشكيل فريق إغاثة وفريق دعم فني وفريق طوارئ للعمل خلال فترة الإعصار وتم تحديد ألية التواصل بين أعضاء هذه الفرق والإدارة التنفيذية.وأضاف: إن الأولوية كانت ضرورة التأكد من فاعلية قنوات تصريف الفيضانات وحصر النقاط الحرجة في الشركة التي قد تؤدي إلى تسرب المياه إلى مباني الشركة. كما تم تأمين الأجزاء التي قد تكون عرضة للتطاير بسبب سرعة الرياح حيث تم إحكام إغلاق النوافذ والأبواب المؤدية لمبنى المصنع والصوامع. وأشار إلى أن جميع الصوامع في الشركة تم تصميمها لتتحمل سرعة رياح من 180 كم إلى 200 كم في الساعة.كما تم تعزيز المخزون من المنتجات لتغطي فترة تمتد لأكثر من أسبوعين في كل من صلالة ومسقط ونزوى صحار وسناو وذلك لمواجهة أي طلب بعد انحصار الإعصار وتجنب أي نقص في الأسواق، كما تم الاحتفاظ بمخزون من المنتجات داخل المصنع يكفي لأسبوع آخر.وأوضح احمد الذهب الرئيس التنفيذي لشركة مطاحن صلالة أن الشركة قامت بتفريغ جميع خطوط الإنتاج قبل وصول الإعصار ب 24 ساعة وقطع التيار الكهربائي عن المغذيات الكهربائية لتجنب حدوث أي حرائق كهربائية.وبعد مرور الإعصار قامت الشركة بحصر الأضرار ومعاينة التلفيات وتحديد الفترة اللازمة لإعادة تشغيل المصنع. حيث قام فريق الصيانة و فريق الإنتاج بتشغيل المصنع في فترة وجيزة وذلك بسبب ما قامت به الشركة من أعمال احترازية ساهمت في التخفيف من حدة الخسائر المتوقعة.

كما قامت شركات التأمين بدورها في توثيق الخسائر، وهي عاكفة حاليا على إعداد تقاريرها للشروع في إجراءات التعويض عن الخسائر الناتجة والتي تم حصرها في بعض البنية الأساسية للمخازن ومحولات الكهرباء وبعض المخزون.