1399206
1399206
الاقتصادية

أسباب وظواهر عديدة لتكون السحب وانخفاضها في محافظة ظفار

22 يوليو 2018
22 يوليو 2018

يتميز بتساقط الرذاذ وتدني الرؤية الأفقية -

كتب ـ بخيت كيرداس الشحري:-

يستمر تدفق الزوار عبر المنافذ المختلفة لمحافظة ظفار -البرية والجوية- للاصطياف والاستمتاع بالأجواء الطبيعية الاستثنائية التي تعيشها محافظة ظفار خلال هذا التوقيت من السنة من كل عام حيث تتأثر المناطق الساحلية والجبال المجاورة لها من محافظة ظفار بظاهرة فريدة من نوعها بالسلطنة ألا وهي ظاهرة الأمطار الموسمية والضباب حيث تتأثر المناطق الممتدة من ضلكوت غرباً وحتى مرباط شرقاً بهذه الظاهرة التي يطلق عليها أيضا MONSOON وهي كلمة أصلها عربي وتعني موسم أو مواسم. ويبدأ الموسم في محافظة ظفار في الأسبوع الأخير من شهر يونيو ويستمر حتى منتصف شهر سبتمبر ويتميز الموسم بتساقط الرذاذ المستمر والمتقطع المختلف الشدة والمصحوب بتساقط الأمطار الخفيفة أحياناً، وتدني الرؤية الأفقية والتي قد تصل الى اقل من 1000 متر في المناطق الساحلية وانعدام الرؤية الأفقية في المناطق الجبلية حيث تغطي السحب المنخفضة الجبال، كما تزداد كمية الهطول في المناطق الجبلية المواجهة لاتجاه الرياح عنها في المناطق السهلية وزيادة سرعة الرياح الجنوبية في المناطق الجبلية والمناطق الصحراوية مثل ولاية ثمريت. حيث إن سرعة الرياح قد تصل إلى 35 عقدة خاصة أثناء الليل كما أن تأثير الرياح يمتد إلى ولاية صور بالمنطقة الشرقية وحتى رأس مدركة حيث نجد أن سرعة الرياح في صور قد تصل إلى 40 عقدة، كما يشهد البحر هيجان خلال فترة الموسم نتيجة لسرعة الرياح الجنوبية الغربية واستمرار هبوبها لفترة زمنية طويلة وفي نفس الاتجاه تقريباً حيث نجد أن أقصى ارتفاع لأمواج البحر تتراوح ما بين 3 الى 6 أمتار خلال هذا الفصل ويقل ارتفاع الأمواج تدريجياً باتجاه المناطق الساحلية من شمال عمان.

وللتعرف أكثر على تفاصيل هذا الموسم يحدثنا محمد بن سالم بن مسلم الحمر مشرف الأخصائيين الجويين في دائرة خدمات الأرصاد الجوية بالهيئة العامة للطيران المدني حيث أوضح لنا الظواهر المصاحبة لتكون هذه الظاهرة وهي المنخفض الحراري وأخدود الضغط المنخفض ومرتفع الماسكرينا والمرتفع التبتي، والتيار النفاث المنخفض في المستوى السفلي من طبقة التروبوسفير، والتيار النفاث الشرقي الاستوائي. وأوضح محمد الحمر أن المنخفض الحراري يوجد فوق جاكوباباد في باكستان ويمتد الى ارتفاع 1.5 كم من سطح الأرض، ويمتد أخدود الضغط المنخفض من جيواني وجاكوباباد في باكستان عبر مسقط وفهود ويمتد غرب ثمريت وصلالة حتى شمال شرق أفريقيا ويوجد أخدود الضغط المنخفض في طبقات الجو العليا وحتى ارتفاع 500 مليبار أما مرتفع الماسكرينا فهو عبارة عن ضغط جوي مرتفع عند مستوى سطح البحر يوجد جنوب خط الاستواء في المحيط الهندي بينما يوجد مركز المرتفع الجوي عند 30 S و 50 E وهذا المرتفع الجوي هو المسؤول عن حركة الرياح والتيارات البحرية التي تعبر خط الاستواء، ويعد موقع وقوة المرتفع الجوي السبب في شدة هطول الأمطار أثناء هذا الفصل.أما الضغط المرتفع التبتي فهو ضغط جوي مرتفع يتكون فوق مرتفعات إقليم التبت عند مستوى 500 مليبار فما فوق خلال الموسم، أما ظاهرة التيار النفاث الشرقي الاستوائي فهي عبارة عن حزام ضيق من الهواء قوي السرعة تصل سرعة الرياح في نواته الى 60 عقدة أو أكثر من ذلك.

ويوجد هذا التيار في المستويات العليا من طبقة التروبوسفير عند مستوى التروبوبوز تقريباً على ارتفاع 100 الى 150 مليبار ويقطع التيار النفاث الهند من الشرق الى الغرب عند خط عرض 13 شمالاً وتبلغ سرعة الرياح في نواته ما بين 65 الى 82 عقدة وأثناء الموسم قد يمتد هذا التيار الى الجنوب من صلالة عبر المحيط الهندي.في حين أن التيار النفاث المنخفض يعبر خط الاستواء بمحاذاة السواحل الصومالية ويمتد عبر المحيط الهندي حتى يصل الهند ويوجد هذا التيار عند مستوى 850 مليبار حيث تتراوح سرعة الرياح في نواته بين 40 الى 60 عقدة.

أسباب الظاهرة

وأشار محمد بن سالم الحمر مشرف الأخصائيين الجويين في دائرة خدمات الأرصاد الجوية بالهيئة العامة للطيران المدني إلى أن أسباب تكون الظاهرة هي: الفرق بين درجة حرارة مياه المحيط ودرجة حرارة الهواء على اليابسة، هبوب الرياح الجنوبية الغربية التي تتحول من جنوبية شرقية في نصف الكرة الجنوبي إلى جنوبية غربية في نصف الكرة الشمالي نتيجة لدوران الأرض حول محورها. وقال: إن هذه الظاهرة تحدث نتيجة هبوب الرياح الموسمية والتي تعرف أيضا بالرياح التجارية من نصف الكرة الجنوبي والتي تتحول من جنوبية شرقية الى جنوبية غربية، عند عبور خط الاستواء حيث تحرك الرياح الموسمية التيارات البحرية الباردة من نصف الكرة الجنوبي نحو منطقة بحر العرب فتنخفض درجة حرارة البحر نتيجة لحركة التيارات الباردة من الأسفل الى الأعلى حيث ترتفع المياه الباردة من قاع البحر الى أعلى لتحل محل المياه الدافئة، حيث تنعدم الرؤية في مياه البحر نتيجة حركة هذه التيارات فنجد أن اقل درجه حرارة لمياه البحر سجلت في ميناء صلالة هي 18 درجه مئوية والفرق بين درجة حرارة الهواء ودرجة حرارة مياه البحر تتراوح ما بين 4 إلى 6 درجات مئوية، فعندما يمر الهواء الساخن الرطب فوق مسطح بارد تتم هنا عملية تبريد للهواء نتيجة ملامسته للمسطح البارد، فإذا كانت درجة حرارة البحر أقل من درجة حرارة قطرة الندى بالنسبة للهواء يتكون الضباب في بحر العرب ويتحرك نحو اليابس بفعل الرياح الجنوبية الغربية ويطلق على هذا النوع من الضباب (warm advection fog) يؤدي الضباب إلى انخفاض في الروية الأفقية والتي قد تصل إلى 1000 متر أو اقل من ذلك أما في حالة (الشبورة المائية) تكون الرؤية الأفقية أكثر من 1000 متر فالضباب و(الشبورة المائية) هما عبارة عن قطرات من الماء متطايرة في الهواء تؤدي إلى انخفاض في مستوي الروية الأفقية. وأشار محمد الحمر إلى أن استمرار هبوب الرياح الجنوبية الغربية المحملة بكميات كبيرة من بخار الماء على المناطق الساحلية واصطدامها بالجبال في محافظة ظفار يؤدى الى صعود الهواء المحمل ببخار الماء إلى أعلى مما يؤدي إلى تكاثف بخار الماء مكونا السحب المنخفضة وهذه العملية تعرف بعملية التبريد الذاتي للهواء.

أسباب ضعف الأمطار وقوتها

تتساقط الأمطار في هذا الفصل على شكل رذاذ متقطع أو متواصل أحيانا، مختلف الشدة مصحوبا بالأمطار الخفيفة أحيانا ووجود الضباب و(الشبورة المائية)، فخلال هذا الفصل نجد أن متوسط الهطول في صلالة يصل إلى حوالي 60 مليمترا، حيث ان حوالي 54 مليمترا تسقط خلال شهري يوليو وأغسطس، بينما نجد ان متوسط الهطول يصل إلى حوالي 200 مليمتر خلال هذا الموسم في المناطق الجبلية.وأوضح محمد الحمر أن هناك أسباباً لقوة وضعف نشاط الموسم حيث ذكر أن الموسم يكون نشطاً في محافظة ظفار عندما يتحرك مرتفع الماسكرينا إلى الشمال من موقعه، وكما انه ينشط عند تكون منخفض حراري فوق جنوب شرق السعودية واليمن، وكلما زادت سرعة الرياح فوق المناطق الجبلية والمناطق الصحراوية، وعند تكون المنخفضات في خليج البنغال وتحركها في اتجاه الغرب أو الشمال الغربي، وكذلك عند وجود أخدود من الضغط الجوي المنخفض على الساحل الغربي للهند، وانخفاض درجة حرارة مياه البحر. ويكون ضعيفا في محافظة ظفار عندما يتحرك مرتفع الماسكرينا إلى الجنوب أو إلى الشمال الغربي أو الشمال الشرقي من موقعه وعند تحرك التأثيرات الغربية فوق شمال عمان وفي حال ضعف الخريف في الهند، أو كانت الرياح الجنوبية فوق الجبال والمناطق الصحراوية ضعيفة، وكذلك إذا تغيرت الرياح في محطة ثمريت إلى شرقية أو شمالية شرقية أثناء النهار وعند ارتفاع درجة حرارة مياه البحر.