1399262
1399262
الاقتصادية

شيحيت.. هضبة رحبة خضراء تسر الناظرين

22 يوليو 2018
22 يوليو 2018

طاقة ـ أحمد بن عامر المعشني:-

منطقة شيحيت منطقة جذب للسياح تابعة لنيابة مدينة الحق بولاية طاقة بمحافظة ظفار وتبعد عن مركز الولاية بحوالي 10كم باتجاه الشمال. وشيحيت اسم مشتق من (الشيح) كما جاء في معجم المنجد ويراد به (شيحة) وهي نبات أنواعه كثيرة وكله طيب الرائحة ترعاه المواشي. وتبعد عن مدينة الحق بـ(8 كم) وعن مدينة طاقة بـ(10كم ) تتربع على هضبة خضراء جميلة تطل على وادي (خشيم) من جهة الغرب وعلى وادي دربات من جهة الشرق ذات رحابة تسر الناظرين لاسيما في مثل هذا الموسم من العام وتشتهر هذه المنطقة منذ القدم بزراعة المحاصيل المحلية مثل الذرة ، الدجر، الخيار..الخ، وهذه من المحاصيل الموسمية التي تعتمد على مياه الأمطار حيث تزرع هذه المحاصيل في مزرعة (أرديت) التي تتميز بخصوبتها الجيدة وبمساحتها الواسعة التي كان يزرعها كل سكان شيحيت والمناطق المجاورة لها وتعطي دلالة قيمة كبيرة جدا تدل على اتساع قلوب السكان وسماحتهم وتعاونهم في سبل الخير .وعندما نذكر شيحيت يتبادر إلى الذهن (حكب فيغيتي) الذي يؤمه شعراء (النانا) وليالي الربيع الفريدة.

هوة شيحيت

ومن معالمها (هوة شيحيت) الذي ما زال يرتبط في أذهان كبار السن من السكان بنجم هوى فأحدث هذه الهوة الضخمة التي يبلغ قطرها (150) مترا تقريبا وقد أصبحت مع مرور الأيام مزارا سياحيا لأبناء المحافظة والسياح على حد سواء.

ومن الغريب والنادر في هذه الهوة أن نمو الأشجار التي تنمو فيها تنمو بشكل رأسي بدون تفريع كأنها بذلك تنشد النور من أعلى الهوة لتستمد منها طاقتها الحيوية .

وكان في الماضي يقوم بعض أهالي المنطقة بالنزول إلى هذه الهوة وذلك للحصول على طعام خاص بالجمال من هذه الأشجار حيث يعتبر النزول إليها محفوفا بالمخاطر والصعوبات .

فنون المنطقة

يتمتع سكان المنطقة بذوق مرهف يتجلى في فنون شعبية كثيرة كغيرها من مناطق المحافظة ومن ابرز فنون المنطقة رقصات الهبوت المعروفة وأهازيج النانا..... والدان ندون والدبرارت وهي أغان وجدانية يبث فيها الآباء والأجداد وصاياهم ومدائحهم لأبنائهم، لاستثارة النخوة والشجاعة والرجولة ومختلف القيم الدينية والأخلاقية والاجتماعية.

فن النانا

فن النانا من الفنون التقليدية التراثية الجميلة التي تنفرد بها أرياف محافظة ظفار عن غيرها من مناطق السلطنة يؤدي هذا الفن بشكل فردي أو رباعي وربما أكثر، ويشترك فيها الرجال والنساء حيث ينقسم المرددون إلى فريقين يكون فريق النصف الآخر للفريق الثاني وتتم المطارحة والمساجلة بين الشعراء من خلال جلسات السمر في ليالي قمرية ريفية جميلة و تستمر في أغلب الأحيان البدايات الأولى من الصباح الباكر. وعادة ما تميل ألحانه الشجية إلى مخاطبة خوالج النفس وتتنوع الألحان وتتوزع حسب إبداع مردديه.

فن الدبرارت

فن الدبرارت من الفنون التي تتميز بها المنطقة حيث عرف بها العديد من الشعراء المشهورين بهذا الفن من أمثال المرحوم محاد بن سعيد قيراط المعشني وغيره من الذين لهم قصائد والحان لا تزال ترددها الألسن في كل المناطق الريفية بالمحافظة وتعد مراجع لكل من له اهتمام بهذا الفن وأساليبه.

صناعات تقليدية

قامت في المنطقة منذ القدم الكثير من الأشغال والصناعات التي تغطي احتياجات الناس في هذه المنطقة ونظرا للتطور الذي تشهده مجالات الحياة المختلفة ودخول الأدوات الحديثة ومنافستها للمصنوعات التقليدية فإن الصناعات التقليدية انحسرت وتراجعت إلى درجة أن بعض المشتغلين بها لا ينتجون إلا نماذج للعرض فقط.

ومن تلك الصناعات صناعة مساحيق التجميل ومنها ( الطوف) وهي عبارة عن عصارة نبات الصبر من فصيلة الزنقيات وهو معمر ولحيم وينتج مواد راتنجية تستخدم في التجميل والعلاج والذي تعتصره النساء ويحتفظن به في قراب من الجلد وأكثر استخدام هذا السائل هو لعلاج الحمى والصداع وآلام البطن بالإضافة إلى كونه مسحوق تجميل تدهن به النساء لأنه يساعد على تنعيم البشرة وإضافة شقرة طبيعية على ملامحهن الريفية.

وادي غيضة

يعد وادي غيضة أحد المصارف المائية المهمة في منطقة شيحيت والذي يغذي وادي دربات، حيث روافد ومنابع دربات تستمد بعض مياهها من وادي غيضة الذي يقع إلى الشمال من دربات في جرف صخري يصعب الوصول إليه عدا استخدام الطريق الممهد بطريقة أولية عبر منطقة شيحيت.

وهذا الوادي به ماء متدفق طوال العام ويؤمه الكثير من الناس في فصول العام باستثناء فصل الخريف حيث تكثر الحشائش والحشرات اللاسعة وانسب أوقات زيارة هذا الوادي وقضاء يوم جميل بين ربوعه هو بعد فصل الخريف وبالوادي أشجار ظليلة وأماكن للرحلات، ويعتبره جامعو العسل في ولاية طاقة من الأودية الهامة التي يكثر بها العسل نظرا للتكوينات الصخرية الكثيرة التي يتخذ منها النحل بيوتا لتخزين العسل وتكوين الخلايا العسلية.