الاقتصادية

حصاة بن صلت معلم تاريخي وسياحي يروي حكاية فارس الحمراء

21 يوليو 2018
21 يوليو 2018

الحمراء – عبدالله العبري -

تعد حصاة بن صلت واحدة من الآثار التاريخية والسياحية التي تميزت بها ولاية الحمراء وتحكي عبر التاريخ شجاعة الإنسان العماني وإقدامه على تحدي الصعاب في الوقت الذي يرى فيه الحاجة الى الشدة والقوة البارعة التي قلما يمتلكها إنسان سواء في وقته أم في وقتنا الحالي وهذه الحصاة تحدت قساوة الطبيعة على الرغم من موقعها في وسط مسار أعمق وأغزر الأودية إلا إنها بقيت تحكي تاريخ هذه البقعة من عمان منذ 4000 سنة.

كما أن هذه الحصاة منفردة عن الجبل الذي يعتليه قرن كدم وإنها تشتمل على رسومات لفرسان وخيول وكتابات تعود لعصور ما قبل التاريخ حيث يدل ذلك على استيطان الإنسان القديم في هذا الجزء من هذا الوطن العزيز الذي شهد من الأحداث والبطولات الكثير وطرد المعتدين ولهذه الحصاة رواية وقصة تسميتها يتناقلها الأجيال المتعاقبة والتي نسب تسميتها الى فارس من فرسان هذه الولاية اسمه صلت وكان رجلاً شجاعاً لا يقدر أحد على مبارزته وكان أعداؤه والمتربصون به كثرا ولكي يتخلصوا منه فكروا في حيلة للقبض عليه من خلال عرقلة حصانه الذي يمتطيه ثم الانقضاض عليه فقاموا بغمر الطريق الذي يسلكه بالمياه حتى تصبح وحلا وبالفعل دخل الفارس في ذلك الوحل ولم يستطع الخروج منه حتى خارت قدما الحصان وانغرست قوائمه في الوحل فما كان من ذلك الفارس إلا أن ترجل عن حصانه ودفعه بما أوتي من قوة وأخرجه من ذلك المأزق وكانت كل الأرض موحلة ولا يوجد أمامه مفر إلا أن يجتاز تلك الحصاة الضخمة لكونه كان محاصرا من جميع الجهات وعندما وصل الحصان الى تلك الحصاة انثنى عن تجاوزها وهنا أدرك الفارس انه واقع في الهلاك لا محالة ولكي يخلص الحصان فارسه رجع الى الوراء قليلا وانطلق بسرعة البرق واجتازها بعد أن ضرب برجله بالقرب من قمة هذه الحصاة حتى أحدثت حفرة لأثر ذلك الحصان وهي باقية حتى الآن الى جانب الرسومات والكتابات القديمة وفي الجانب الغربي من الحصاة ويوجد بها اللون الأحمر يقال انه دم الحصان الذي سال من رجله على قمتها بعد أن ضرب بها.

وقد أصبح هذا الموقع من مواقع سياحة التراث المشهورة بالولاية حيث يحظى بزيارة العديد من السياح من كافة دول العالم.