1398060
1398060
العرب والعالم

الأطلسي يذكر واشنطن بضرورة الدفاع الجماعي عن أي عضو قد يتعرض لاعتداء

20 يوليو 2018
20 يوليو 2018

ميركل ترحب بلقاء ثان محتمل بين ترامب وبوتين -

عواصم - (د ب أ - أ ف ب)- أكد مسؤول كبير في حلف شمال الأطلسي أمس بالتزام الولايات المتحدة مبدأ الدفاع المتبادل في حال وقوع اعتداء على أحد أعضاء الحلف، الذي بدا أن دونالد ترامب يشكك به بالنسبة إلى مونتينغرو.

وقال هذا المسؤول الكبير في الحلف ردا على سؤال لوكالة فرانس برس، إن «بند الدفاع الجماعي للحلف الأطلسي، المادة 5، غير مشروط وهو من الإسمنت المسلح. هذا يعني أن هجوما على واحد من الأعضاء هو هجوم على الجميع».

وأضاف هذا المسؤول -طالبا عدم ذكر هويته- إن «الرئيس ترامب ذكر بوضوح أن الولايات المتحدة ملتزمة تمام الالتزام حيال الحلف الأطلسي وان تحالفنا قوي» خلال قمة بروكسل.

إلا أن الرئيس الأمريكي ظهر انه يشكك بمبدأ الدفاع الجماعي في مقابلة مع شبكة فوكس نيوز التلفزيونية مساء الثلاثاء الماضي.

وسأله الصحفي «إذا ما تعرضت مونتينغرو لهجوم على سبيل المثال، لماذا يتعين على ابني الذهاب إلى مونتينغرو للدفاع عنها؟» فأجاب الرئيس الأمريكي «أفهم ما تقول، طرحت السؤال نفسه».

وأضاف ان «مونتينغرو بلد صغير جدا مع شعب قوي جدا، عدواني جدا»، ملمحا إلى أن هذه العدوانية يمكن أن تتسبب باندلاع «الحرب العالمية الثالثة» إذا ما تعين على الأعضاء الآخرين في الحلف الأطلسي الهروع للدفاع عنه.

وقد انضمت مونتينغرو الى الحلف الأطلسي في ربيع 2017 وأصبحت الدولة العضو الـ 29 فيه.

ورد هذا البلد البلقاني على الرئيس الأمريكي بأنه يساهم «في السلام وفي الاستقرار، ليس فقط في القارة الأوروبية بل في العالم أجمع».

ولم تطرح المادة الخامسة سوى مرة واحدة حتى الآن، لدعم الولايات المتحدة بعد اعتداءات 11 سبتمبر 2001.

وذكر المسؤول في الحلف الأطلسي بأن «ذلك أدى إلى اهم عملية يقوم بها الحلف الأطلسي في أفغانستان، حيث وقف مئات آلاف الجنود الأوروبيين، بما فيهم جنود مونتينغرو، إلى جانب القوات الأمريكية، ودفع اكثر من ألف حياتهم ثمنا».

وكان دونالد ترامب أساء معاملة مونتينغرو خلال قمته الأولى مع الحلف الأطلسي في مايو 2017، عندما دفع رئيس وزرائها دوسكو ماركوفيتش خلال زيارة المقر الجديد للحلف في بروكسل.

في السياق رحبت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل أمس بعقد قمة جديدة محتملة بين الرئيسين الأمريكي والروسي واعتبرت أن دعوة دونالد ترامب لفلاديمير بوتين إلى الولايات المتحدة أمر إيجابي.

وقالت ميركل في مؤتمرها الصحفي السنوي قبل عطلة الصيف «أرحب بكل لقاء ... عندما يكون هناك حوار خصوصا بين هذين البلدين فهذا أمر جيد للجميع. ولا اعتقد انه من الطبيعي ألا يزور رئيس روسي الولايات المتحدة منذ 2005».

ويعتزم ترامب استقبال بوتين لمحادثات في واشنطن في وقت لاحق هذا العام، بعد قمتهما الأولى في هلسنكي الاثنين الماضي.

وواجه ترامب انتقادات في أعقاب قمة هلسنكي التي اعتبرها كثيرون احتضانا مقلقا لرجل روسيا القوي - وإنكارا على ما يبدو لما توصلت إليه أجهزة الاستخبارات الأمريكية من أن موسكو تدخلت في انتخابات 2016.

وانعقدت القمة في العاصمة الفنلندية خلف أبواب مغلقة ولم يسمح لأي شخص بالدخول باستثناء مترجمين.

وعدد الرئيس الأمريكي أمس الأول المواضيع التي نوقشت وهي «مكافحة الإرهاب وامن إسرائيل والانتشار النووي والهجمات الإلكترونية والتجارة وأوكرانيا والسلام في الشرق الأوسط وكوريا الشمالية وغيرها». تعود آخر زيارة لبوتين للبيت الأبيض إلى 2005 عندما دعاه الرئيس جورج دبليو بوش، فيما زار الرئيس الروسي السابق ديمتري مدفيديف البيت الأبيض في 2010.

وتجنّبت ميركل التي غالبا ما يكون أسلوبها دبلوماسيا، الردّ بشكل مباشر على الأسئلة حول انتقادات ترامب المتكررة لألمانيا والمستشارة خصوصا بشأن المسائل التجارية والهجرة ومستوى النفقات العسكرية.

ووعدت بمواصلة العمل للحفاظ على العلاقات بين ضفتي الأطلسي. فقالت «صحيح أنه بالإمكان القول إن الإطار المعتاد (للعلاقات) يتعرض للضغط. لكن بالنسبة إلينا، يبقى التنسيق بين ضفتي الأطلسي خصوصا مع رئيس الولايات المتحدة، أمرا أساسيا وسأستمر في الحفاظ عليه».

وأعربت عن أملها في منع اندلاع حرب تجارية مع الولايات المتحدة، قبل أيام من زيارة سيُجريها رئيس المفوضية الأوروبية جان كلود يونكر إلى ترامب الأربعاء المقبل للتفاوض من أجل التوصل إلى حل.

في الأثناء اعترفت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل بأن الخلاف الذي شهده الائتلاف الحاكم بشأن تشديد سياسة اللجوء أدى إلى زيادة السأم السياسي.

وقالت ميركل أمس خلال مؤتمرها الصحفي الصيفي في برلين ردا على سؤال حول ما إذا كان النزاع مع وزير الداخلية هورست زيهوفر حول رد لاجئين من عند الحدود الألمانية قد أدى إلى زيادة السأم السياسي: «أعتقد أن الأمر كذلك».

وفي المقابل، ذكرت ميركل أنها ترى أن الاتفاق على سياسة لجوء أوروبية مشتركة أمر يستحق النضال من أجله، وقالت: «هذا الأمر بالنسبة لي مسألة محورية في سياستي».

وكان التحالف المسيحي والحزب الاشتراكي الديمقراطي، الشريك في الائتلاف الحاكم، توصلا إلى حل وسط ينص على قصر حالات رد مهاجرين من عند الحدود الألمانية-النمساوية، الذي يطالب به زيهوفر، على عدد محدود من المهاجرين.

تجدر الإشارة إلى أن هذا الاتفاق مهدد بالفشل حال أخفق زيهوفر في إبرام اتفاقيات مع دول أخرى في الاتحاد الأوروبي لإعادة طالبي اللجوء المسجلين لدى هذه الدول.