1397763
1397763
الاقتصادية

الأوروبيون يسعون إلى نزع فتيل التوتر التجاري مع واشنطن ... لكنهم مستعدون للرد

20 يوليو 2018
20 يوليو 2018

ميركل: الشراكة مع الولايات المتحدة «محورية بالنسبة لنا» بالرغم من ترامب -

بروكسل- عواصم- وكالات: قبل بضعة أيام من محادثات حاسمة مع دونالد ترامب، يبدو الاتحاد الأوروبي مستعدا لمد اليد بهدف وضع حد للتوتر التجاري مع الولايات المتحدة، لكنه يستعد أيضا لفرض رسوم على سلع أمريكية جديدة في حال فرضت واشنطن رسوما على السيارات.

ويلتقي رئيس المفوضية الأوروبية جان كلود يونكر الرئيس الأمريكي في واشنطن في 25 يوليو الجاري سعيا إلى نزع فتيل النزاع التجاري الذي يتجه إلى التصعيد بين الأوروبيين والأمريكيين.

وقال يونكر أمس الأول خلال مؤتمر في مدريد: «نشهد مرحلة صعبة حين نتحدث عن التجارة العالمية، المطلوب الحفاظ على نظام متعدد الطرف ومقاومة جاذبية أحادية متهورة».

وأضاف «ينبغي مواصلة السعي إلى اتفاقات تجارية حكيمة عبر احترام قيمنا ومبادئنا».

ورغم التباعد المتزايد للرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن أوروبا، أكدت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل تمسكها بالشراكة عبر الأطلسي. وقالت ميركل أمس في برلين خلال مؤتمرها الصحفي الصيفي: إن التعاون مع الولايات المتحدة لا يزال «محوريا بالنسبة لنا»، وأضافت: «سأستمر في رعاية هذه الشراكة».

يذكر أن ترامب شكك خلال زيارته الأوروبية الأسبوع الماضي في حلف شمال الأطلسي (الناتو) ووصف الاتحاد الأوروبي بالخصم. كما انسحب ترامب من قبل من اتفاقات دولية مثل اتفاقية باريس لحماية المناخ والاتفاق النووي مع إيران.

واعترفت ميركل بأن الإطار الراهن للنظام العالمي «يقع حاليا تحت ضغط كبير»، مؤكدة في المقابل مواصلة سعيها لتحقيق التعددية.

وبعد فرض رسوم جمركية عقابية في يونيو الماضي على الصلب والألمنيوم الأوروبيين، أعلن ترامب استعداده لفرض رسوم على الواردات الأمريكية من السيارات المصنعة في الاتحاد الأوروبي.

وقالت المفوضة الأوروبية للتجارة سيسيليا مالمستروم التي ترافق يونكر إلى واشنطن، «نتوجه إلى هناك بأفضل نوايا» أملا بـ «نزع فتيل التوتر».

لكن الاتحاد الأوروبي هدد بالرد إذا نفذت الولايات المتحدة تهديدها بشأن السيارات، الأمر الذي قالت عنه مالمستروم: «سيكون كارثة».

وأضافت المفوضة السويدية «نعد مع الدول الأعضاء قائمة بإجراءات مضادة وقد أبلغنا شركاءنا الأمريكيين هذا الأمر بوضوح»، على غرار ما سبق إن حصل بالنسبة إلى الصلب والألمنيوم.

وأعد الاتحاد الأوروبي يومها قائمة بسلع أمريكية رمزية مثل الجينز ودراجات هارلي ديفيدسون وزبدة الفستق ما لبث أن فرض عليها رسوما باهظة بهدف تعويض 2,8 مليار يورو من الأضرار التي لحقت بصناعته.

وأفاد مصدر أوروبي أن قائمة الإجراءات المضادة المتصلة بالسيارات تناهز قيمتها نحو عشرة مليارات يورو.

ونبه وزير التجارة الأمريكي ويلبر روس إلى أن المعارضة الكبيرة للرسوم الأمريكية على السيارات لن تمنع الولايات المتحدة من فرضها إذا اعتبرت أنها مشروعة لحماية الأمن القومي.

وكان يونكر قد صرح الأربعاء الماضي: «سنواصل الرد بالمثل على الاستفزازات التي يمكن أن تمارس ضدنا. كل الجهود لإحداث انقسام بين الأوروبيين لن تنجح».

ويتوجه يونكر إلى واشنطن من دون تفويض بالتفاوض باسم الدول الأعضاء، لكنه يعتزم تجاوز الأزمة و«التوصل إلى حل» مع الأمريكيين، وفق ما أوضحت مالمستروم.

ويعلق الاتحاد الأوروبي أهمية كبرى على إصلاح منظمة التجارة العالمية التي تواظب الولايات المتحدة على انتقادها.

ويقترح أيضا التصدي للمشاكل التي تتسبب بها الصين، علما بأن الولايات المتحدة تخوض حربا تجارية معها، مثل فائض القدرة في قطاع الصلب أو النقل الإلزامي للتكنولوجيات.

وتم التطرق إلى اتفاق متعدد الأطراف في قطاع السيارات، يضم أبرز الدول المنتجة بهدف الحد من العوائق المالية، الأمر الذي دافعت عنه ألمانيا.

وعلقت مالمستروم «بالكاد تمت مناقشة هذا الموضوع لكنه ليس حلا في ذاته، إنه فكرة بين أفكار أخرى، لا أدري ما إذا كان سينجح».

ثمة احتمال آخر: اتفاق تجاري بالحد الأدنى مع الولايات المتحدة حول السلع الصناعية يشمل قطاع السيارات.

ويفرض الاتحاد الأوروبي في الوقت الراهن رسوما على السيارات المستوردة من الولايات المتحدة بقيمة عشرة في المائة، ويشمل ذلك السيارات التي تصنعها شركات أوروبية، في حين تفرض واشنطن رسما بقيمة 2,5 في المائة على واردات السيارات و25 في المائة على واردات الشاحنات الصغيرة. وتهديد ترامب يثير قلق ألمانيا حيث يشغل هذا القطاع الرئيسي 800 ألف شخص. وأوردت مالمستروم أمس الأول: «تبين لنا في الماضي أنه لا يمكن توقع نتائج هذه الاجتماعات»، منتقدة خطاب الأمريكيين الذي «يزداد عدائية» و«يقوض عقودا من السياسة الخارجية».

والنقاط الخلافية مع ترامب عديدة، من حلف شمال الأطلسي إلى الاتفاق النووي الإيراني وصولا إلى التبدل المناخي. وأضيف إلى ذلك كله اعتبار الاتحاد الأوروبي «خصم» الولايات المتحدة على الصعيد التجاري.

وتحامل الرئيس الأمريكي أمس الأول على الاتحاد الأوروبي بسبب فرضه غرامة ضخمة على شركة «جوجل» بتهمة الاحتكار في استخدام أنظمة أندرويد الخاصة بالهواتف والألواح المحمولة.

وروى جان كلود يونكر أن ترامب وصفه خلال قمة مجموعة السبع الأخيرة في كندا بأنه «قاتل عنيف». وكانت واشنطن صدمت المشاركين حين رفضت صدور بيان مشترك بعد مفاوضات صعبة.

وإضافة إلى التجارة، سيبحث يونكر وترامب في السياسة الخارجية ومكافحة الإرهاب وملف الطاقة.