1397304
1397304
المنوعات

«الميدان» تناقش حقوق العمال وقضايا أخرى

19 يوليو 2018
19 يوليو 2018

في قالب كوميدي ساخر -

كتبت: خلود الفزارية -

تم مساء أمس الأول عرض مسرحية «الميدان» التي تنظمها اللجنة الوطنية للشباب بالتعاون مع فرقة مسرح الفن الحديث تحت رعاية معالي الدكتور عبدالمنعم بن منصور الحسني وحضور عدد من الفنانين والنقاد والمهتمين بالشأن المسرحي بمسرح الكلية التقنية.

وتناقش المسرحية نظرة المجتمع للعمال البسطاء وحقوقهم عبر فئة عمال النظافة، وتجري أحداث المسرحية في ميدان عام يتعرض فيه أحد العمال لحادث سيارة ولا يلقي الناس بالا له.

وتدعو المسرحية إلى ضرورة تغيير النظرة لهؤلاء العمال البسطاء مهما كانت جنسيتهم ووضعهم الثقافي والاجتماعي واحترام وظيفتهم التي لا تقل أبدا عن سائر الوظائف، كما تدعو إلى قبولهم في المجتمع ومعاملتهم معاملة كريمة.

الدكتور طالب البلوشي أشار الى أن العرض المسرحي كان مبهرا جدا وجميلا، ويطمئن الجمهور بأن «المسرح لا يزال بخير، مبينا أن النص جميل في أسلوبه ولغته، وتناول موضوعا آنيا مما نعايش بالأسلوب الرمزي.

مضيفا أن العرض تطرق إلى العديد من القضايا التي لم يذكرها بشكل مباشر كقضية «الربيع العربي» فالعبرة في النص ليست في قضية العمال وإنما قضية الكلمة.

وأشار البلوشي إلى أن البطل حور الموضوع بطريقته بأنه كان يقصد عمل الخير للجميع،

وبعد اتهامه تم تكليفه بالمسؤوليات، وهذه واقع نعايشه في حياتنا، موضحا أن العمل كان رائعا بتواجد المكفوفين والمعوقين حيث تعامل المؤلف والمخرج مع الأبطال بالخطوط العريضة وتسليط الإضاءة على العرض ما يمكن أن يعتبر ذكاء كبيرا، فالملكة الجميلة متوفرة في الأداء والعرض أنعش العروض المحلية.

أسلوب كوميدي ساخر

ويوضح الدكتور عبدالله شنون أن هذا العرض شكل صورة في توضيح القضايا الإنسانية بمختلف أشكالها وتنوعها. وطرحت مسرحية الميدان أشكال وقضايا واقعية من الحياة بأسلوب كوميدي ساخر فالسخرية أصبحت الآن منظومة وبعد فلسفي يقهر بالبسمة والنكتة.

مبينا أن بداية المسرحية من المشهد الأول وداع الحبيب لحبيبته والذي فشل في قصة الحب ونعته بالفشل لتبدأ الثورة النفسية لبطل المسرحية حمدان والذي قام بدوره المبدع عمران الرحبي، وتتابع المشاهد لتوضح النزاعات بين عمال النظافة ليقود همومهم ومشاكلهم.

وأبدع المخرج جلال جواد من خلال تأليفه واخراجه لمسرحية (الميدان) أن يخوض عمال النظافة احتجاجهم بشكل مختلف عن الآخرين حيث لا يجرؤ الكثيرون على خوضها.

فقد أراد المخرج من خلال عمال النظافة أنها المنقذ الوحيد لأصحاب الإدارة.

فبرغم الممثلين أصحاب الإعاقة المتنوعة وزعت الأدوار عليهم بشكل جيد بما يتناسب معه وكانت لديهم القدرة على فهم النص وتقديمه بصورة كوميديه والإضافات الفنية كالحركة والإضاءة والديكور الذي ساعد الممثلين على سهولة الحركة والموسيقى التي يطرح من خلالها أيضا مفاهيم فلسفية تضيف إلى المسرحية فهم أوعى أكثر.

رأي الجمهور

وتشير أصيلة المعشرية إلى أن أهم شيء يأتي مع العرض هو رأي الجمهور، لأن العرض مقدم لهم ورأيهم هو الأهم، وقد لاقى العرض ترحيبا وصدى كبيرا ونال استحسان وإعجاب الجميع، واقتربوا من فئة ذوي الإعاقة، واكتشفوا أن المعاملة ليست كما يظنون، وإنما هم أشخاص يعبرون بطريقتهم ويعيشون كما نعيش.

وتوضح المعشرية: كنت أترجم كلام المخرج والمصحح اللغوي، وأحيانا تسقط بعض الكلمات ولكني أستدركها بكلمات مماثلة، وكان تجاوب الممثلين ممتازا واستمتعوا بالتجربة.

قضاية مختلفة

في حين يقول عمران الرحبي بطل المسرحية أن الدور الذي قدمه في شخصية حمدان التي تعتبر المحرك الأساسي للإضراب في العرض، فالشخصية التي قدمها تمر بمراحل تحكي قصة نضال وكفاح عمال النظافة والدفاع عن حقوقهم، معتمدة على البعد الثقافي لهذا العامل، وفي الختام كانت دوافع هذا المناضل بكل المجد الذي قدمه أن يكون بطلا في نظر حبيبته.مضيفا أن المسرحية ناقشت قضايا كبيرة عن الإضراب عن العمل وتخللتها قضايا إضافية مجتمعية نعايشها في حياتنا، مع تدخل أطراف في مثل هذه المشكلات لتصبح المسألة العشوائية، وتتشعب، مع إضافة بعض اللمسات الدرامية.