1396339
1396339
العرب والعالم

القوات الحكومية تستعيد معقل المعارضة في نيكاراجوا

18 يوليو 2018
18 يوليو 2018

سقوط قتيلين خلال اشتباكات عنيفة -

ماناجوا - (أ ف ب): بعد مواجهات عنيفة، استعادت القوات الحكومية السيطرة على حي ماسايا (جنوب) المتمرد الذي نصبت فيه حواجز منذ بداية الحركة الاحتجاجية على الرئيس دانيال اورتيجا. وقالت حكومة نيكاراجو على موقعها الالكتروني «امس الأول جاء دور مونيمبو في ماسايا لاستعادة الشوارع الخالية من الحواجز حيث يمكن للناس التحرك بحرية»، وأضافت: «ان هذا الحي التاريخي يحتفي بحريته بعدما خطفه ارهابيون ممولون من اليمين الانقلابي».واكد رئيس جمعية نيكاراجوا لحقوق الإنسان الفارو ليفا لوكالة فرانس برس انه «بعد استخدام مفرط للقوة» ضد المتظاهرين، سيطرت الشرطة والمجموعات المسلحة غير النظامية على المدينة.وكان حوالى ألف من عناصر قوات مكافحة الشغب والقوات شبه العسكرية على متن نحو اربعين سيارة بيك-آب، دخلوا فجرا الى ماسايا التي تبعد حوالى ثلاثين كيلومترا عن العاصمة ماناجوا. من جهتها، صرحت رئيس مركز نيكاراغوا لحقوق الإنسان فيلما نونيز لفرانس برس ان شخصين قتلا في الهجوم هما «امرأة مسنة وشرطي». ودانت «مطاردة عشوائية ضد الشعب وهجمات على البيوت»، وقالت «انهم يخلعون الأبواب ويلقون بالناس واغرضهم في الشارع». وأغلقت مداخل المدينة ومنع الصحفيون من المرور. واضطر فريق من فرانس برس للعودة إدراجه في محيط المدينة بعدما استهدفه إطلاق نار.وكتب الأسقف سيلفيو بايز على تويتر: «انهم يهاجمون مونيمبو! الرصاص يصل الى كنيسة مريم المجدلية التي يحتمي فيها القساوسة»، وأضاف: «نرجو من دانيال اورتيجا وقف المجزرة! يا سكان مونيمبو اتوسل إليكم ان تنقذوا أنفسكم». وفي تسجيلات الفيديو والتسجيلات الصوتية التي نشرت على شبكات التواصل الاجتماعي، يسمع ازيز الرصاص وصراخ. وتحدث سكان وصحفيون محليون عن وجود ملثمين مسلحين برشاشات هجومية كلاسشنيكوف و«ام16» وكذلك قناصة.وهذا الهجوم الذي أطلقت عليه المعارضة اسم «عملية تطهير» يستهدف مونيمبو الذي يشكل السكان الأصليون غالبية سكانه ويشهد تعبئة كبيرة ضد الحكومة. ونصبت حواجز يبلغ ارتفاع بعضها مترين في هذا الحي الذي يضم مائة ألف نسمة.وكتب كريستيان فاخاردو قائد حركة الاحتجاج الطلابية «19 ابريل» لفرانس برس: «انهم يهاجموننا بأسلحة ثقيلة. إنها واحدة من أعنف العمليات ضد ماسايا، يسمع دوي انفجارات وإطلاق نار من رشاشات ثقيلة».وفي تسجيل فيديو صور خلال الهجوم، يؤكد شبان من حي مونينمبو انهم مستعدون للموت من اجل «نيكاراجو حرة»، ويؤكد احدهم «لن نسمح بالدخول وإذا كان علينا الموت من اجل بلدنا فسنموت». وفي وقت سابق امس الأول، احتفلت روزاريو موريو زوجة الرئيس اروتيجا التي تشغل منصب نائب الرئيس «بتحرير» المدينة المتمردة مؤكدة ان المتظاهرين هم «أقلية تحمل قدرا كبيرا من الكراهية». وفي مقابلة مع وكالة فرانس برس امس الأول، اكد وزير الشؤون الوطنية في حكومة نيكاراجو بول اوكيست ان «النبأ السار القادم من نيكاراغوا هو ان الانقلاب فشل، أي ان محاولة الانقلاب في نيكاراجوا تم دحرها».واكد انه «لم تعد هناك حواجز في الطرق» و«الطلاب يمكنهم العودة الى دروسهم». وتصف الحكومة المتظاهرين بانهم «انقلابيون» و»منحرفون». وفي الوقت نفسه، تبنى البرلمان الذي يهيمن عليه الموالون للسلطة، قانونا ينص على عقوبة السجن بين 15 وعشرين عاما لأعمال الإرهاب. والمستهدفون خصوصا هم الذين يرتكبون اعمالا تهدف الى «الأضرار بالنظام الدستوري»، وهذا ما يمكن ان يعني المحتجين، حسب المعارضة. واتهمت ماناجوا زعيم الفلاحين ميداردو مايرينا احد ممثلي المعارضة في الحوار مع الحكومة امس الاول بالإرهاب والجريمة المنظمة والقتل ومحاولة تقويض النظام الدستوري في نيكاراجو كما أعلنت مصادر قضائية. وتأتي المواجهات في ماسايا بينما تطالب الأسرة الدولية بإلحاح بوقف القمع. وحذرت الولايات المتحدة اورتيجا من مغبة شن هجوم على ماسايا ودعته امس الأول الى «وقف حمام الدم». كما طلب الاتحاد الاوروبي امس الاول وقف العنف «فورا» في نيكاراغوا وطالب بتفكيك المجموعات المسلحة غير النظامية. وكان 13 بلدا في أمريكا اللاتينية والأمم المتحدة طالبت الاثنين بوقف العنف فورا.

وبدأت حركة الاحتجاج، وهي الأعنف التي تشهدها نيكاراجوا منذ عقود، في 18 أبريل بإصلاح لنظام الضمان الاجتماعي. وعلى الرغم من سحب هذا الإصلاح، لم يتراجع الغضب الشعبي بل تفاقم مع قمع الشرطة للمحتجين الذين يستهدفون اورتيجا وزوجته التي تشغل منصب نائب الرئيس. واورتيجا مقاتل سانديني سابق يبلغ ال 72 من العمر، ويتولى الحكم منذ 2007 بعد ولاية اولى من 1979 الى 1990. والفترة الرئاسية الحالية لأورتيجا، تنتهي مبدئيا في يناير 2022.