العرب والعالم

اشتباكات بين قوات الأمن ومتظاهرين أمام حقل نفطي بـ«البصرة»

17 يوليو 2018
17 يوليو 2018

مقتل 6 إرهابيين في عملية أمنية شرق سامراء -

البصرة - عمان - جبار الربيعي - (وكالات):-

استخدمت الشرطة العراقية الهراوات والخراطيم لتفريق نحو 250 محتجا تجمعوا عند المدخل الرئيسي لحقل الزبير النفطي الضخم أمس وسط تصاعد التوتر في مدن بجنوب العراق بسبب تدهور الخدمات العامة.

ومنذ بدء الاحتجاجات قبل تسعة أيام هاجم محتجون مباني حكومية ومكاتب لأحزاب سياسية بينما اجتاح مقاتلون المطار الدولي في مدينة النجف.

وقال المتحدث العسكري العراقي: إن السلطات لن تتهاون مع أي أفعال تهدد أمن العراق. وقال مسؤولون ومصادر في الصناعة إن الاحتجاجات لم تؤثر على الإنتاج في حقل الزبير الذي تديره شركة إيني الإيطالية وكذلك حقل الرميلة الذي تطوره شركة بي.بي وحقل غرب القرنة 2 الذي تشغله لوك أويل. وقال بعض المحتجين: إن العمال الأجانب يسلبونهم فرص العمل في شركات النفط. وقُتل ثلاثة محتجين في اشتباكات مع الشرطة أحدهم عند حقل غرب القرنة 2 وأصيب العشرات. وقال شهود: إن الشرطة استخدمت الهراوات والخراطيم لضرب المتظاهرين عند بوابة حقل الزبير. وأصيب أحد أفراد الأمن في الوجه بعدما قام المحتجون برشقهم بالحجارة. وألقت الشرطة رمالا لإخماد إطارات أضرم فيها المحتجون النار. وكشفت قيادة العمليات المشتركة العراقية، عن حصيلة إصابات عناصر القوات العراقية خلال التظاهرات التي شهدتها محافظات الفرات الأوسط والجنوبية.

وقال المتحدث باسم القيادة العميد يحيى رسول خلال مؤتمر صحفي بحضور «عمان»: إن «القوات العراقية تتعامل بكل حكمة مع المتظاهرين حيث من الضرورة عدم الانجرار وراء من يحاول الاصطدام مع قواتنا الأمنية».

وأضاف رسول: إن «التوجيهات تضمنت عدم استخدام الرصاص الحي مع المتظاهرين»، مبينا أن «عدد الإصابات بين صفوف القوات الأمنية في التظاهرات بلغت 262 إصابة بين ضباط ومنتسبين ومراتب، بينهم 6 في حالة حرجة و30 ما زالوا يتلقون العلاج في المستشفيات».

إلى ذلك، اعتبر رئيس مجلس الوزراء العراقي حيدر العبادي خلال لقائه وفدا من محافظة النجف، أن هناك من يريد «التخريب» لكي تتراجع المحافظة اقتصاديا، فيما أكد دعمه للتظاهر السلمي، وأكد العبادي على أن «المطالب الحقة مهمة ولكن هناك من يريد التخريب لكي تتراجع النجف اقتصاديا وأن لا يصل لها رجال الأعمال والمستثمرين»، مبينا أن «الأمن أساس الحياة».

وقال: إن «العراق مر بظروف خطيرة باحتلال داعش لأراضيه ولكن عاد أقوى من السابق أمنيا وعسكريا واقتصاديا فصمود العراقيين ووحدتهم ونقلنا الدولة من الزوال إلى الانتصار والتحرير والقوة». والعراق ثاني أكبر منتج للنفط داخل منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) بعد السعودية. وتمثل صادرات النفط الخام 95% من إيرادات الدولة وأي اضطراب في الإنتاج قد يضر بشدة الاقتصاد المتعثر بالفعل في وقت يحتاج العراق لعشرات المليارات من الدولارات لإعادة الإعمار بعد حرب استمرت ثلاثة أعوام على تنظيم داعش.

وقد يؤدي استمرار التوتر في الجنوب إلى ارتفاع أسعار النفط العالمية. وقال مسؤول نفط عراقي في مايو إن إنتاج حقل الزبير بلغ 475 ألف برميل يوميا.

وقال مسؤول نفط كبير: إن العراق صدر 3.566 مليون برميل يوميا في المتوسط من حقوله الجنوبية في يوليو وهي مستويات تؤكد أن الاضطرابات لم تؤثر على شحنات النفط الخام من المنطقة. ولا يبدو أن هناك أي مؤشرات على عدول المحتجين، الذين يتحملون وطأة الحر الشديد، عن مطالبهم. وعبروا عن غضبهم في البصرة، أكبر مدن الجنوب، والسماوة والعمارة والناصرية والنجف وكربلاء والحلة.

وقال رجل أمن في مكان الاحتجاج «لدينا أوامر بعدم إطلاق النار ولكن لدينا أيضا أوامر بعدم السماح لأي أحد بالتأثير على العمليات في حقول النفط وسوف نتخذ ما يلزم من إجراءات لإبعاد المتظاهرين عن الحقول».

وقال المتحدث العسكري العميد يحيى رسول في مؤتمر صحفي إن قوات الأمن لن تسمح لأحد بالعبث بالأمن والنظام بالاعتداء على المنشآت العامة والخاصة والحكومية وكذلك الاقتصادية. من جهة أخرى، أفاد مصدر عراقي في قيادة عمليات صلاح الدين أمس بمقتل ستة من عناصر تنظيم داعش في اليوم السادس من عملية تطهير وتفتيش منطقة مطيبيجة 20 كم شرق سامراء.

وقال المصدر: إن «القوات الأمنية تمكنت أمس من قتل ستة دواعش وتدمير خمس عجلات مفخخة وحرق ثلاث مضافات للتنظيم»، وأضاف: إن «طيران الجيش نفذ غارات عدة في عمق مطيبيجة التي يتحصن فيها عناصر داعش»، موضحا أنه تم تدمير عدد من الإنفاق والخنادق المحصنة التي لم تصلها القوات بعد. وتواصل القوات الأمنية العراقية المشتركة تفتيش وتطهير منطقة مطيبيجة منذ ستة أيام ومن ثلاثة محاور بهدف القضاء على ما تبقى من عناصر داعش الذين يتحصنون في المنطقة الوعرة وذات الغطاء النباتي الكثيف والتي تتصل بمحافظات صلاح الدين وديالى وكركوك وتشكل منطلقا لهجمات عناصر داعش على المحافظات الثلاث.