1392584
1392584
العرب والعالم

الأمم المتحدة: ارتفاع قياسي للضحايا المدنيين بأفغانستان خلال النصف الأول من العام

15 يوليو 2018
15 يوليو 2018

مقتل 56 شخصا في أحداث متفرقة -

كابول- (وكالات): سجلت الأمم المتحدة في أفغانستان أسوأ حصيلة من حيث عدد القتلى المدنيين في النصف الأول من 2018 رغم تطبيق وقف لإطلاق النار لثلاثة أيام في يونيو الماضي.

وبمقتل 1692 مدنيا نصفهم في اعتداءات أمس الأول إلى تنظيم داعش بين الأول من يناير و30 يونيو، فان هذه الفترة هي الأكثر دموية منذ أن بدأت الأمم المتحدة بإحصاء القتلى المدنيين قبل 10 سنوات. وأصيب 3430 شخصا بجروح في الحرب بتراجع نسبته 5% خلال الفترة نفسها من العام الماضي.

وقالت بعثة المساعدة التابعة للأمم المتحدة في أفغانستان انه خلال هذه الفترة سقط 5122 شخصا بين قتيل وجريح.

وطالبان التي التزمت بهدنة مع الحكومة من 15 إلى 17 يونيو مسؤولة عن 40% من المدنيين الأفغان القتلى.

لكن الهدنة لم تصمد مع وقوع عمليتين انتحاريتين في ولاية ننغرهار الشرقية وأسفرتا عن سقوط عشرات القتلى وتبناهما تنظيم الدولة الإسلامية الذي لم يكن طرفا في اتفاق وقف إطلاق النار. ورفضت طالبان طلب الحكومة تمديد الهدنة وتجاهلت دعوات كابول لإجراء مباحثات لإنهاء الحرب.

ومرة أخرى حلت المعارك في المرتبة الثانية لوقوع ضحايا في صفوف المدنيين بين قتيل وجريح في تراجع بـ18% خلال الفترة نفسها. ويبقى السبب الأول العمليات الانتحارية والهجمات المعقدة (التي ينفذها انتحاريون ويليها احتلال للمواقع المستهدفة وتبادل لإطلاق النار).

وأدت العمليات الانتحارية والهجمات المعقدة المتعددة المراحل إلى سقوط 1413 ضحايا - 427 قتيلا و986 جريحا - بارتفاع 22% مقارنة مع 2017. إذا استمرت هذه الوتيرة فان حصيلة الضحايا ستزيد عن عدد القتلى الذين سقطوا خلال عام 2017 بكامله وهو 2300. ورغم أن طالبان أول حركة تمرد في أفغانستان وتسيطر على قسم كبير من أراضي البلاد اثبت تنظيم الدولة الإسلامية مرارا قدرته على شن هجمات دموية في المدن. ويأتي التقرير الأخير بعد عام على إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب استراتيجيته الجديدة في جنوب آسيا لرفع وتيرة الغارات الجوية الأمريكية ضد المسلحين.

لكن توسيع الغارات الجوية أدى أيضا إلى ارتفاع كبير في عدد الضحايا المدنيين مع سقوط 353 ضحية في النصف الأول من 2018 ( 52%) مقارنة مع الفترة نفسها عام 2017 مع 149 قتيلا و204 جرحى مدنيين. واكثر من نصف القتلى (52%) سجلوا ضحايا قصف الطيران الأفغاني. واحد أسوأ الحوادث وقع في ولاية قندوز الشمالية في أبريل عندما أسفرت غارة جوية أفغانية على تجمع ديني عن سقوط 107 قتلى بين قتيل وجريح معظمهم من الأطفال.

وقالت الحكومة والجيش: إن الهدف كان قاعدة لطالبان حيث كان كبار قادة الحركة يخططون لهجمات.

وأشار التقرير إلى 341 من الضحايا المدنيين في أعمال عنف مرتبطة بالانتخابات ويتوقع أن تزداد مع الانتخابات التشريعية المقررة في 20 أكتوبر. وقالت البعثة في بيان نقلا عن تاداميشي ياماموتو الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة «إن وقف إطلاق النار القصير أثبت انه من الممكن وقف المعارك وان المدنيين الأفغان غير مجبرين على تحمل المزيد من آثار الحرب». وأضاف: «ندعو الأطراف إلى استغلال الفرصة لإيجاد حل سلمي لأنه افضل طريقة لحماية كافة المدنيين». ميدانيا قتل 36 مسلحا من عناصر حركة طالبان وأصيب عشرة آخرون في غارات جوية أفغانية بإقليم قندوز شمال أفغانستان. وصرح قائد شرطة قندوز أمس بأن الغارات الجوية تم تنفيذها ليلة أمس الأول في منطقة شاردارا مما أسفر عن مقتل 36 مسلحاً وإصابة عشرة آخرين. وأضاف انه تم استهداف عدة مخابئ للمسلحين من خلال الغارات الجوية والعمليات

الأمنية البرية، ولكنه لم يوضح ما إذا كانت هنالك إصابات بين المدنيين والقوات الأمنية الأفغانية. ولم تعلق حركة طالبان على الغارات الجوية ومقتل مسلحيها حتى الآن. وكانت وزارة الدفاع الأفغانية قد أعلنت أمس عن مقتل 162 مسلحا في عمليات

عسكرية جوية وبرية في مختلف أنحاء أفغانستان.

في حادث منفصل قتل عشرة مسلحين على الأقل وثلاثة مدنيين في اشتباك بين مسلحين مناهضين للحكومة وسكان محليين في منطقة «زازاي ميدان» بإقليم خوست شرق أفغانستان صباح أمس طبقا لما ذكرته وكالة «خاما برس» الأفغانية أمس.

وأكد المتحدث باسم حاكم الإقليم، طالب مانجال وقوع الحادث، قائلا إن أزمة جارية في المنطقة وتم إرسال قوات إضافية لقمع المتشددين. وأضاف أن أحد المدنيين تعرض أيضا لإصابات، خلال الاشتباكات مع المتشددين، لكن لم يدل بمزيد من التفاصيل، فيما يتعلق بسقوط ضحايا في صفوف القوات المسلحة.

وأضاف إن اشتباكات بدأت بعد أن شن عدد كبير من المتشددين، الذين كانوا مجهزين بأسلحة خفيفة وثقيلة هجوما منسقا على المنطقة. ولم تعلق الجماعات المتشددة المسلحة المناهضة للحكومة على التقرير حتى الآن.

في الأثناء ذكر مسؤولون أن ما لا يقل عن 7 أشخاص لقوا حتفهم في هجوم انتحاري على ما يبدو وقع قرب إحدى الوزارات في العاصمة الأفغانية كابول لدى مغادرة العاملين في ساعة الذروة المسائية. وقال متحدث باسم الشرطة دون الخوض في التفاصيل إن من المعتقد أن الانفجار نجم عن هجوم انتحاري.

وأكد فريدون أزهاند، المتحدث باسم وزارة التنمية الريفية وإعادة التأهيل وقوع الانفجار وقال إن المعلومات الأولية تشير إلى مقتل خمسة أشخاص على الأقل.

وأضاف: «من الواضح أن انتحاريا فجر سترته الناسفة عند بوابة وزارتنا. الهدف هو موظفونا الذين كانوا يغادرون عائدين إلى منازلهم».

والهجوم هو أحدث واقعة في سلسلة انفجارات لا تبدو لها نهاية على أهداف مدنية في كابول وغيرها من المدن الكبرى، ومنها جلال آباد، التي شهدت ثلاث هجمات كبيرة في الأسبوعين الماضيين وحدهما.