1392657
1392657
العرب والعالم

تركيا تحيي الذكرى الثانية لمحاولة الانقلاب

15 يوليو 2018
15 يوليو 2018

أنقرة - (أ ف ب): احتفلت تركيا أمس بالذكرى الثانية للانقلاب الفاشل على الرئيس رجب طيب أردوغان، الذي أعيد انتخابه بصلاحيات موسعة، ويواصل حملته بشراسة على كل من يشتبه بمشاركته في المحاولة الانقلابية.

وقال أردوغان خلال غداء في أنقرة مع عائلات نحو 250 من ضحايا الانقلاب الفاشل، أعقب صلاة في أحد مساجد العاصمة «لن ننسى أبدا الخامس عشر من يوليو (2016) ولن نسمح بنسيانه».

وفي أنحاء تركيا قام عدد كبير من الأتراك بزيارة مدافن الضحايا، فيما أعادت محطات التلفزة بث ابرز المشاهد التي طبعت ليلة 15 إلى 16 يوليو، على غرار النداء الذي وجهه أردوغان إلى الأتراك داعيا إياهم إلى المقاومة عبر شاشة هاتف محمول.

وبعد سنتين على المحاولة الانقلابية، بات أردوغان يمسك بمقاليد السلطة بيد من حديد، وهو يبدو اليوم أقوى من أي يوم مضى منذ تسلمه الحكم عام 2003.

فقد أعيد انتخابه الشهر الماضي لولاية جديدة من خمس سنوات، ولكن بسلطات رئاسية معززة جدا بعد تعديل الدستور عبر استفتاء شعبي.

واستنادا إلى هذه الصلاحيات الجديدة أصدر أردوغان صباح أمس سبعة مراسيم لإعادة هيكلة عدد من المؤسسات، وواصل العمل على الإمساك تماما بمؤسسة الجيش.

وهكذا، باتت قيادة أركان الجيش تحت سلطة وزارة الدفاع، وأعيدت هيكلة المجلس العسكري الأعلى المكلف خاصة بملء أعلى المناصب العسكرية ووضع الأولويات الاستراتيجية.

وكان اردوغان اعتبر مرارا أن إفشال الانقلاب هو «انتصار للديموقراطية»، إلا أن حملات القمع التي أعقبت المحاولة، والاعتقالات وعمليات التسريح بعشرات الآلاف، أثارت قلق الدول الأوروبية بشكل خاص، والمنظمات الحقوقية غير الحكومية.

وأكد أردوغان في كلمته الأحد انه «لن تكون هناك هدنة» في ملاحقة كل من تورط في المحاولة الانقلابية.

والمعروف أن اردوغان يتهم الداعية التركي المعارض فتح الله جولن الموجود في الولايات المتحدة بالوقوف وراء المحاولة الانقلابية، إلا أن الأخير ينفى تماما أي دور له فيها. وجرت الملاحقات وعمليات التسريح في إطار حالة الطوارئ التي فرضت بعيد المحاولة الانقلابية.

إلا أن المتحدث باسم أردوغان اعلن قبل أيام أنها سترفع مساء بعد غد.

من جهة أخرى قال قائد سلاح الجو الأمريكي في أوروبا إن خطط تركيا لشراء نظام الدفاع الجوي الصاروخي الروسي (إس-400) ربما تتيح «لخصوم معروفين» لحلف شمال الأطلسي سلاحا، يوفر معرفة عميقة بالمقاتلة إف-35 القادرة على التخفي عن أنظمة الرادار والتي تتزايد أعدادها في أوروبا.

وقال الجنرال تود وولترز، الذي يتولى أيضا قيادة القوات الجوية للحلف، لرويترز إن هذه المسألة تثير قلقا لكنه يعمل حاليا على تعزيز الروابط العسكرية مع تركيا العضو في الحلف.

وأضاف وولترز، الموجود حاليا في بريطانيا لحضور مؤتمر لقادة أسلحة الجو في لندن ومعرض سلاح الجو الملكي في بريطانيا، «أي شيء يمكن (نظام) إس-400...من فهم أفضل لقدرات (المقاتلة) إف-35 لن يكون بالقطع في مصلحة الحلف».

ويريد مسؤولو الولايات المتحدة والحلف منع نظام الدفاع الروسي من اكتساب معلومات عن مقاتلات إف-35، التي تنتجها شركة لوكهيد مارتن، في وقت بدأت فيه هذه الطائرة تنتشر في أوروبا.

وقال متحدث باسم سلاح الجو الأمريكي إن النرويج وبريطانيا وإيطاليا ستمتلك 40 مقاتلة إف-35 في أوروبا بنهاية العام الحالي و24 مقاتلة أخرى العام المقبل بينما ستحصل هولندا على مقاتلتين.

وأثارت خطط تركيا لشراء نظام الدفاع الجوي والصاروخي الروسي التوتر مع واشنطن كما يسعى نواب أمريكيون لمنع تسليم أي مقاتلات إف-35 إلى تركيا.

وتسلمت تركيا بالفعل أول مقاتلة إف-35 في مصنع لوكهيد بولاية تكساس الأمريكية الشهر الماضي لكن الطائرة ستبقى في الولايات المتحدة لغرض التدريب.

وقال وولترز: إن حلف شمال الأطلسي قلق من «عدد» مقاتلات إف-35 و«المدى الزمني» لتسييرها و«مسافة» بعدها عن نظام إس-400 مضيفا «كل هذه الأمور ينبغي تحديدها».

لكنه أضاف أن محادثاته مع سلاح الجو التركي لا تزال «صعبة للغاية»، رغم الخلاف بشأن إس-400، وتركز على التهديدات الأمنية الحالية.