1392004
1392004
عمان اليوم

«مركز عمان للموارد الوراثية» يسهم في تعزيز صون الموارد الوراثية ونشر ثقافة المحافظة عليها

15 يوليو 2018
15 يوليو 2018

كتب - هشام بن يوسف الريامي -

شهد مركز عمان للموارد الوراثية الحيوانية والنباتية نشاطا مستمرا العام الماضي ساهمت أهدافه في تعزيز صون الموارد الوراثية ونشر ثقافة المحافظة على هذه الموارد بالإضافة إلى أهمية استثمارها واستخلاص القيمة المضافة من تلك الموارد وتعزيز الاستخدام المستدام للمعرفة في القطاعات الاقتصادية والاجتماعية، بالإضافة إلى الرقي بالأبحاث العلمية المبتكرة للمستويات العالمية. وقد جاء إنشاء المركز من منطلق الاستجابة للأوامر السامية لحضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم - حفظه الله ورعاه- لدراسة وتقييم الفرص المتاحة في قطاع الموارد الوراثية الحيوانية والنباتية حيث تكمن مهمته في تعزيز الاستخدام المستدام والوعي بأهمية التنوع الوراثي للحيوانات والنباتات والكائنات الحية الدقيقة في السلطنة، كما تتلخص رؤية أعضاء المركز في تطوير جهوده في السنوات المقبلة والتي من خلالها يتم تعزيز الاستخدام المستدام للمعرفة في القطاعات الاقتصادية والاجتماعية والرقي بالأبحاث العلمية المبتكرة للمستويات العالمية.

واستطاع المركز تحقيق إنجازات متواصلة أبرزها استعادة المركز بعض البذور لنباتات عمانية من بنوك جينية عالمية مختلفة من بينها سلالات جمعت من السلطنة في ثمانينات القرن الماضي واستطاع المركز استعادة العشرات من سلالات القمح والشعير المحلية من المركز الوطني للموارد الوراثية للولايات المتحدة الأمريكية وسيتم إكثار هذه السلالات بالتعاون مع وزارة الزراعة والثروة السمكية ثم حفظها في مركز الجينات الخاص بالمركز.

وأوضح مركز عمان للموارد الوراثية أن السلطنة تتمتع بتنوع إحيائي فريد من نوعه، حيث المساحات الشاسعة المتباينة والظروف المناخية والطبيعة الجغرافية المتنوعة والذي أوجد تنوعا مثيرا في الكائنات الوراثية لتشمل الحيوانات البرية والمستأنسة وكذلك الكائنات التي تعيش في قاع البحر بالإضافة إلى الكائنات الحية الدقيقة. وتحتوي السلطنة على ما يقارب من 1200 نوع من النباتات وأكثر من 1200 نوع من الأسماك و10 أنواع من الماشية 128 نوعا من الطيور و130 نوعا من الشعب المرجانية بالإضافة إلى 5 أنواع من السلاحف، وهذه الأنواع بلا شك ليست فقط تعود أهميتها للسلطنة بل إلى المنطقة والعالم أجمع، لقد جاء هذا المركز نتيجة للجهود التي تبذل بهدف المحافظة على الموارد الوراثية واستغلالها الاستغلال الأمثل المستدام.

وقد أنشأ المركز مختبرات لحفظ الموارد الوراثية بالإضافة إلى إنشاء بنك الجينات بالتعاون مع جامعة نزوى وشركة تنمية نفط عمان التي ساهمت بأحدث الأجهزة لتحليل الحمض النووي، ويعمل المركز أيضا بالتعاون مع شركةORIGO Integrated projects المتخصصة في مجال استخلاص قيمة مضافة من الموارد الوراثية على تطوير منتجات لمستحضرات التجميل المستخلصة من نوى تمر النخيل العمانية. وطور المركز قاعدة البيانات لأجناس الأنواع النباتية الموجودة في السلطنة حيث تحوي حوالي (1400) نوع وهي متاحة حاليا للجميع على الموقع الإلكتروني للمركز www.oaprc.gov.om. وأصدر خلال عام 2017م كتابين، الأول: متعلق بالأحياء البحرية العمانية. والثاني: حول استراتيجية حفظ واستخدام الموارد الوراثية النباتية ذات القيمة الاقتصادية والاجتماعية لسلطنة عمان. ويبذل المركز جهودا لنشر ثقافة التوعية بالموارد الوراثية واستثمارها حيث ناقش المجلس في جلسات المقهى العلمي في عام 2017 وبدعم من الشركة العمانية للغاز الطبيعي المسال الفرص الاستثمارية المرتبطة بالموارد الوراثية الحيوانية والنباتية والبحرية والأحياء الدقيقة، حيث وفرت هذه الجلسات العلمية فرصا لتكوين مبادرات تجارية متعلقة بالموضوعات التي تمت مناقشتها خلال العام. ويعكف مركز عمان للموارد الوراثية الحيوانية والنباتية على إنشاء قواعد بيانات مخصصة لأربعة فروع للتنوع البيولوجي تشمل الحيوان، النبات، الكائنات الحية الدقيقة، والكائنات البحرية. وسوف يكون المستخدمون قادرين على إيجاد ما يحتاجونه من معلومات عن الأنواع العمانية التي تزخر بها عمان مثل توزيع هذه الكائنات، ووفرتها، واستخداماتها الحالية والممكنة، وستكون هذه القواعد متاحة للباحثين الحقيقيين والمسؤولين الحكوميين وممثلي الصناعة، والجمهور العام لاستخدامها والاستفادة منها. وأعلن المركز عن طرح مسابقة لتصميم شعار واسم لتطبيق هواتف ذكية مختص بتجميع المعلومات البيانات المتعلقة بالموارد الوراثية لحصر وتسجيل توزع التنوع الإحيائي الذي تزخر به السلطنة.