mahmod
mahmod
أعمدة

التدريب الطبي وإسهاماته في صقل المهارات والخبرات

15 يوليو 2018
15 يوليو 2018

د.محمود بن ناصر الرحبي/ استشاري أول طب الطوارئ -

ما إن ينهي الطبيب مرحلة تعليمه الطبي ومباشرة عمله الميداني حتى تبدأ مرحلة جديدة من التدرب واكتساب المهارات والخبرات، فمسيرة الطبيب لا تقف عند حد التخرج والعمل وإنما تستمر ليمر خلالها بمراحل متعددة ومختلفة من التدريب التخصصي في شتى مجالات الطب المتعددة وكلما زاد حصوله على التدريب كلما صقلت مهاراته أكثر وتوسعت خبراته وعلا شأنه. فالتدريب الطبي هو عملية تعليمية مستمرة وموجهة بهدف إكساب الطبيب خبرة ومهارة محددة في حقل معين من حقول الطب المتنوعة، كما يعتبر علما من العلوم الطبية التطبيقية التي يحرص فيها المدرب على إنعاش ذاكرة المتدرب لاستحضار ما تعلمه نظريا في كلية الطب وتطبيقه عمليا على المرضى في ذات التخصص، الذي يتدرب فيه واعتباره فنا من فنون الممارسة السريرية الطبية، والتي يحرص فيها المدرب على صقل موهبة المتدرب السريرية في ممارسته الطبية التطبيقية بحيث يهتم بدراسة الأساليب والمناهج التدريبية في المجال الطبي؛ بهدف تطوير النظام التدريبي السريري وهو ما سيؤدي بطبيعة الحال إلى تزويد العاملين في الحقول الطبية بحقائق علمية ملموسة عن أنظمة التدريب والإشراف؛ استنادًا إلى دراسات تجريبية وميدانية وتفسير ومناقشة تلك الحقائق العلمية للوصول إلى استنتاجات عامة عن طبيعة تلك الأنظمة.وبما أن التدريب الطبي يناقش موضوعات سريرية طبية متعددة لذلك يعتبر حقلا من حقول المعرفة؛ يسعى إلى إيجاد حلول وطرق علاجية للحالات المصابة بالأمراض المختلفة، ويبحث بشكل جدي عن كيفية التعامل مع المرضى المصابين بتلك الأمراض و تبرز أهمية المدرب في هذه المرحلة باكتشاف وتوجيه الأطباء إلى التخصصات الدقيقة التي يميلون إليها ويفضلون أن يتخصصوا فيها، ومن أهم ما يتمتع به التدريب الطبي عن غيره من الحقول العلمية التطبيقية هو تميزه بمنهج بحثي تجريبي خاص به قد يُلهم أحد الأطباء للتوصل إلى أساليب علاجية جديدة، كما أن للتدريب الطبي أهدافا علمية واجتماعية لها انعكاسات في تطوير البرامج السريرية في المستشفيات وتطوير النظام التعليمي في الجامعات والكليات الطبية في الحاضر والمستقبل، وهو ما قد يدفع إلى تطوير نظام التدريب الطبي وفتح آفاق لتأسيس مؤسسات تعليمية قائمة على التدريب والتطبيق السريري «كليات ومعاهد صحية متخصصة» تجمع بين النظامين التعليميين النظري والتطبيقي.وتعتبر الحلقات التخصصية المصاحبة للمؤتمرات المحلية والدولية من أوجه القنوات التي تفعل التدريب الطبي، كما أن البرامج التدريبية والتعليمية التي ينفذها ويعتمدها المجلس العماني للاختصاصات الطبية ووزارة الصحة والكليات الطبية تعتبر من الركائز الأساسية للتدريب الطبي.ولكي نهتم أكثر بالتدريب الطبي ونسخره للنهوض أكثر بمهارات وخبرات الأطباء والطاقم التمريضي لا بد أولا من زيادة الوعي بالتحديات والمشاكل المعاصرة التي تواجه التدريب الطبي في المستشفيات ومحاولة تذليلها ومواكبة التغير والتطور في المناهج التدريبية السريرية في برامج التدريب الطبية المعتمدة استجابةً للمتغيرات العالمية ووفقا للأسس النظرية والتطبيقية، أضف إلى ذلك تزويد المخطِّطين وواضعي السياسات التعليمية في الجامعات والكليات الطبية المتخصصة بالبدائل المنهجية لاتخاذ القرارات الصحيحة؛ وهو ما سيؤدي إلى نشر الأفكار والمعلومات المنهجية لتطوير برامج التدريب الطبية المعتمدة في المستشفيات وتبادل تلك الأفكار والمعلومات لاحقا ما بين مسؤولي برامج التدريب الطبية وبين الجامعات والكليات الطبية لتطوير أنظمة التعليم فيها.