صحافة

الوقت: الناتو في زمن ترامب.. يفرق أكثر مما يقرب

15 يوليو 2018
15 يوليو 2018

تحت هذا العنوان نشرت صحيفة «الوقت» تحليلا فقالت:

قبيل انعقاد قمة حلف شمال الأطلسي «الناتو» في العاصمة البلجيكية «بروكسل» الأربعاء الماضي، واصل الرئيس الأمريكي «دونالد ترامب» انتقاداته الحادة للحلف داعيا الدول الأوروبية إلى تحمّل نفقاتها العسكرية، مطالبا إياها بـ«تسديد» متأخراتها لبلاده، في صورة بدت واضحة بأن القمة لن تكون أفضل حالا من قمة الدول السبع الكبرى في مدينة «كيبيك» الكندية والتي عمّقت الخلافات بين واشنطن وأقرب حلفائها بدل أن تكون قمة لتذليل العقبات المتراكمة.

وأشارت الصحيفة إلى أن الرئيس الأمريكي «ترامب» كان قد ذكر قبل قمة الناتو في بروكسل بأن لقاءه بنظيره الروسي «فلاديمير بوتين» في هلسنكي يوم 16 يوليوالجاري قد يكون أسهل من الحديث مع زعماء الناتو لاسيّما رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي، ما يعني أن الحلف بات يواجه تحدٍّ من نوع جديد نجم عن الخلافات المالية التي أثارت حفيظة ترامب خصوصا فيما يتعلق بما تسدده ألمانيا، أول اقتصاد أوروبي للحلف، والذي لا يشكل سوى 1.24% من إجمالي ناتجها المحلي.

ولفتت الصحيفة إلى أن الكثير من الدول الأعضاء في حلف شمال الأطلسي كانت قد أعربت عن خشيتها من أن تتحول قمة بروكسل إلى ساحة لتقويض مساعي إظهار الوحدة بين أعضاء الحلف وأمريكا، وأن يكون مصير القمة مشابها لمصير قمة الدول السبع الصناعية الكبرى التي خلت من أدنى مقومات التفاهم والتناغم بين الأعضاء، حيث انبرى رؤساء الوفود لكيل الاتهامات لبعضهم البعض فور إعلان البيان الختامي لتلك القمة.

ورأت الصحيفة بأن ترامب قد يعيد رسم الخارطة الأمنية في أوروبا بعد قمة بروكسل إذا لم يستجب قادة الدول الأخرى لتطلعاته وعلى الأخص فرنسا وألمانيا وبريطانيا، بزيادة الإنفاق على الشؤون الدفاعية وتحمّل حصة أكبر من «العبء» العسكري، ومن بين الأوراق التي يمكن أن يحركها الرئيس الأمريكي لممارسة الضغط على الزعماء الأوروبيين التلويح بسحب قوات أمريكية من أوروبا، ومن أوكرانيا على وجه التحديد، ورفض المشاركة في مناورات حلف شمال الأطلسي.