1391484
1391484
العرب والعالم

المجموعات المسلحة في درعا تسلم أسلحتها للجيش السوري

14 يوليو 2018
14 يوليو 2018

لافروف: روسيا سعت لتجنب تكرار مصير العراق وليبيا -

دمشق - عمان - بسام جميدة - وكالات -

بدأت المجموعات المسلحة المنتشرة في منطقة درعا البلد بتسليم أسلحتها الثقيلة والمتوسطة للجيش السوري وذلك في سياق الاتفاق الذي تم التوصل إليه الأربعاء الماضي.

وذكرت «سانا» أنه جرى استلام ذخيرة ثقيلة وعتاد متنوع من المسلحين في منطقة درعا البلد في سياق الاتفاق على أن تتواصل العملية حتى الانتهاء من تسليم السلاح الثقيل والمتوسط.

ونص الاتفاق الذي يشمل مناطق درعا البلد وطريق السد والمخيم وسجنة والمنشية وغرز والصوامع على تسليم السلاح الثقيل والمتوسط وتسوية أوضاع المسلحين الراغبين بالتسوية وخروج الإرهابيين الرافضين للاتفاق.

ودخلت وحدة من الجيش أمس الأول إلى منطقة درعا البلد ورفعت العلم الوطني في الساحة العامة أمام مبنى البريد فيها إيذانا بإعلان مدينة درعا خالية من الإرهاب.

وتأتي هذه الاتفاقات على وقع انتصارات الجيش السوري المتتالية خلال عمليته العسكرية لإنهاء الوجود الإرهابي في محافظة درعا حيث حرر خلال الأيام القليلة الماضية عشرات القرى والبلدات ما عجل في استسلام المسلحين وانضمام عدد من القرى والبلدات إلى المصالحة ودخول وحدات الجيش إليها، ومن المفترض أن تشهد المدينة قريباً عملية إجلاء المسلحين الرافضين للتسوية إلى الجهة التي تم الاتفاق عليها، إيذاناً باستعادة الجيش السوري السيطرة عليها بالكامل.

وبالتوازي مع تسليم السلاح يتم إزالة السواتر الترابية التي أقامتها المجموعات الإرهابية على الطريق الدولي الواصل بين الجمرك القديم في درعا البلد والحدود الأردنية.

وهكذا بات الجيش السوري يسيطر على نحو 85 % من محافظة درعا، ولا تزال بعض الفصائل تتواجد بشكل أساسي في ريفها الغربي الذي تنضم بلداته تباعاً إلى الاتفاق.

ويرجح محللون أن تكون محافظة القنيطرة المجاورة، حيث تقع هضبة الجولان المحتلة، الوجهة المقبلة للجيش السوري.

وعثرت وحدات من الجيش السوري خلال تمشيطها القرى التابعة لمدينة البوكمال بريف دير الزور الجنوبي الشرقي على أسلحة وأجهزة اتصالات وقذائف بعضها أمريكي الصنع من مخلفات إرهابيي تنظيم “داعش”.

وشملت الأسلحة مدفع هاون عيار 120 مم وقذائف هاون مختلفة العيارات منها غربي الصنع وصواريخ جراد وصواريخ 107 مم وقذائف رمانات عيار 40 مم أمريكية الصنع وصواريخ مضادة للدبابات إضافة إلى محطة اتصال لاسلكي للبث الفضائي.

كما تم العثور على عدد من الألغام والعبوات الناسفة المصنعة خصيصاً لتفخيخ أساسات المنازل وربطها بأقفال الأبواب كي تنفجر بمجرد فتحها إضافة إلى أجهزة قيادة وتفجير حقول ألغام.

وفي السياق لقي شخصان مصرعهما وأصيب 4 آخرون جراء انفجار عبوة ناسفة كانت مزروعة في أحد الطرق الزراعية في قرية دير ماكر بريف دمشق عصر الجمعة.

فيما دعت فعاليات أهلية ونشطاء في مدينة الرقة بشمال شرق سورية الى خروج مظاهرة أمس ضد اعتقال عشرات النساء من قبل قوات الشرطة الكردية (الاسايش).

وقال سكان محليون في مدينة الرقة لوكالة الأنباء الألمانية إن «عناصر الشرطة الكردية (الاسايش) اعتقلوا 25 امرأة بتهمة انتماء أزواجهن إلى لواء ثوار الرقة، لدى تجمعهن أمام سجن الأسايش بالقرب من دوار الصوامع شمال المدينة لمطالبة بالإفراج عن أزواجهن وإخوتهن وأبنائهن، والاعتداء عليهن بالضرب والشتم».

وأكد السكان أن «حالة من الغليان تسود مدينة الرقة وريفها على إثر الاعتداء على النساء واعتقالهن باعتبار المحافظة ذات طابع عشائري، ويمنع الاعتداء على النساء واعتقالهن».

الى ذلك، وافقت الحكومة على تقديم دعم مالي لإعادة إعمار ريف الرقة الشرقي بقيمة إجمالية تتجاوز مليار ليرة.

وأعلن نائب محافظ الرقة عبيد الحسن أن إعادة الإعمار تتضمن «إزالة الأنقاض بشكل كامل من الريف الشرقي، وفتح وتأهيل طريق وأرصفة بين السبخة ومعدان لكافة مجالس المدن والبلديات، وتأمين مادة الطحين للأفران».

كما تتضمن أعمال التأهيل، بحسب الحسن، «تأمين آليات هندسية لمجالس المدن، وأعمال تأهيل وترميم مقرات لمجالس المدن، وأعمال استبدال شبكات المياه وإصلاح محطات الضخ وشبكات الري، على أن يتم التنفيذ بدءاً من 15 الشهر الجاري».

من ناحية ثانية، أكد وزير الخارجية الروسي، سيرجي لافروف، أن روسيا لا تبرر أعمال الديكتاتوريين، إلا أنها تدعم الرئيس السوري بشار الأسد، لتجنب تكرار مصير العراق وليبيا في سوريا.

وقال لافروف، خلال مقابلة خاصة مع قناة «RT» أجراها الإعلامي الأمريكي المشهور، لاري كينج، ردا على سؤال دعم روسيا للرئيس السوري، بشار الأسد: «أعتقد أنه يجب أن نكون واقعيين وأن نبدي المسؤولية، وخاصة في مجال الأمن في العالم وفي بلداننا والتعاون الذي يخلق ظروفا ملائمة لذلك والتي يشعر فيها شعبنا بأنه في مأمن».

وتابع لافروف موضحا: «لنتذكر ماضي هذه المنطقة، صدام حسين كان ديكتاتورا، معمر القذافي كان ديكتاتورا، لكن دعونا نقارن معاناة شعبي العراق وليبيا خلال فترة سلطة هذين الحاكمين مع ما يحدث في هاتين الدولتين الآن، بعد التدخلات العسكرية التي نفذتها قوات الولايات المتحدة والناتو انتهاكا للقوانين الدولية، أعتقد أن عدد القتلى والجرحى والأشخاص الذين كانوا مضطرين إلى الفرار من وطنهم أكبر بعدة مئات الآلاف من المتضررين بالنظامين المذكورين».

وبين وزير الخارجية الروسي: «يمكن قول الشيء ذاته بشأن سوريا، وهؤلاء الذين دمروا العراق وليبيا يحاولون اليوم حث المجتمع الدولي على مشاركة المسؤولية عن حل أزمة المهاجرين، ولم يستخلصوا أي استنتاجات وقرروا تكرار حالة مشابهة في سوريا».

لفت لافروف إلى أن عددا كبيرا من المحللين يعتقدون أن «الولايات المتحدة لديها مصلحة في الحفاظ على الفوضى في الشرق الأوسط من أجل خلق إمكانية للصيد في الماء العكر»، وأردف: «لا أعتقد أن واشنطن سعت لتحقيق هذا الهدف، لكن الحقائق، التي يمكن أن نتابعها حاليا، تؤكد بوضوح أن هذا ما يجري حقا».

واختتم لافروف بالقول: «إننا ندين كل انتهاكات حقوق الإنسان ومبادئ القانون الإنساني الدولي، أيا كان مرتكبها، السلطات أم المعارضة أم الدول الأجنبية التي تقوم بالتدخلات. لكن من الضروري رؤية الصورة بالكامل وتفهم ثمن إظهار المبادئ الأخلاقية من أجل مجرد إظهارها».