عين على الثقافة المرورية: مخاطر حوادث الدهس في شوارع الخدمة

حمد بن سالم العلوي/ خبير مروري -

[email protected] -

شوارع الخدمة ليست كالشوارع الرئيسية، حيث يمنع وقوف السيارات على جانبيها، إذن شوارع الخدمة لها طبيعة خاصة، تجدها مزودة بمواقف محاذية للشوارع، وهي خدمة للمحلات التجارية التي تحيط بها، لذلك ينبغي على السائق السائر في هذه الطرقات، أن يضع في ذهنه مجموعة احتمالات وهو يقود سيارته، ومن أهمها: نزول طفل من سيارة والديه، وذلك بقصد اللحاق بهما بعد مغادرتهما السيارة لجلب حاجة ما، فحب الطفل للاستطلاع يجعله يسرع في حركته، والطفل الصغير لا يحتاط من السيارات المسرعة، فيعبر الطريق ببراءته المعهودة.

ولا يتوقف الخطر على عبور الأطفال فقط، فحتى الكبار، قد يفعلون فعلهم نفسه، فيظنون أن كل السائقين لديهم الاستعداد والحذر، وذلك لإعطاء الفرصة للناس لعبور الطريق، فيعبرون الطريق ظنا منهم أن المسار خال من السيارات، وقد يكون هذا الشخص خارجا ومحملا بثقل الفواتير، خاصة عندما يُجبر على دفع فواتير الهاتف والكهرباء والماء، بحكم قوة القوي على الضعيف، وإلا القطع شاهرا سيفه على الأعناق الضعيفة، فيطير العقل من رأسه، فلا يُلام إن عبر الطريق كالطفل دون احتراس، وهناك من يظن أن كل السائقين يلزمون الحذر والحرص، وهم يقودون مركباتهم في الشوارع، داخل المدن وفي الأسواق، ولكن ليس كل أولئك يشعرون بقدر متساو من المسؤولية، والحذر والحرص على سلامة الناس، ومن بينهم أناس قد أمَّنوا سيارتهم ضد الخسائر المادية، ولكنهم لم يؤمنوا أنفسهم من العقوبة الربانية، يوم لا ينفع مال ولا بنون، وبسبب ذلك الفهم الخاطئ، صار ذلك الصنف من الناس، أقل حيطة وحذراً من العقاب الإلهي.

إن السائق على شوارع الخدمة، عليه واجب كبير تجاه سلامة الناس، وعليه أن يجعل قدمه أقرب إلى دواسة الفرامل، وأخف وطئاً على دواسة الوقود، وأن يتخيل بذهن حاضر أن بين كل سيارة وسيارة شخصاً ما، قد يخرج فجأة ليقطع الطريق، وإن كل سيارة واقفة قد ينفتح منها باب - وإن كان هذا مخالفاً لنظام المرور - فيعترض ذلك الباب سيارته المسرعة.

إذن فقد أصبحت شوارع الخدمة هي الأكثر عرضة للحوادث، وبالتحديد حوادث الدهس، وذلك بسبب الغفلة التي أضحى الناس عليها، وكأنهم في حل من الحذر والاحتراس، خاصة عندما يكون هناك فتور في الرقابة، وتأخير في سرعة ضبط المتهورين.

إضاءات من قواعد وآداب المرور:{المادة 92 من اللائحة}{.. فعلى سائق المركبة التي تسير ببطء لزوم المسار الأيمن وترك المسار الأيسر والأوسط منه لحالات التجاوز ومرور مركبات الطوارئ، وفي جميع الأحوال لا يجوز شغل المسار الأيسر بمركبات تسير بأقل من الحد الأقصى المقرر للسرعة}.

(*) - خبير جدول معتمد في تخطيط حوادث المرور مؤسس مركز طريق الأمانة لخدمة السلامة المرورية.