1390546
1390546
العرب والعالم

ماي تؤكد الاتفاق مع ترامب على إظهار «القوة» و«الوحدة» في مواجهة روسيا

13 يوليو 2018
13 يوليو 2018

الرئيس الأمريكي يشيد بمتانة العلاقات مع بريطانيا رغم «تصريحاته الصادمة» -

آيلسبري (المملكة المتحدة) - لندن - (أ ف ب): قالت رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي أمس بعد اجتماع مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إن بريطانيا والولايات المتحدة اتفقتا على إظهار «القوة» و«الوحدة» بمواجهة روسيا.

وأضافت ماي مع استعداد ترامب للقاء قمة مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في هلسنكي بعد غد«اتفقنا على أنه من المهم محاورة روسيا من موقع القوة والوحدة».

من جهته أشاد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أمس بمتانة العلاقات بين واشنطن ولندن غداة انتقادات وجهها إلى خطة تيريزا ماي حول بريكست ما أثار الذهول في المملكة المتحدة.

وشدد الرئيس الأمريكي على«العمل المهم» مع ماي أثناء قمة حلف شمال الأطلسي في بروكسل، مؤكدا «متانة» العلاقات بين البلدين.

وقال بينما كان جالسا إلى جوارها في مقر إقامة رؤساء الحكومات البريطانية الصيفي في تشيكرز التي تبعد 70 كم شمال غرب لندن إن: العلاقات متينة جدا.

وبعد انتقادات حادة وجهها إلى ألمانيا خلال قمة حلف الأطلسي، هاجم ترامب في مقابلة مع صحيفة «ذي صن» البريطانية خطة ماي للعلاقات التجارية مع الاتحاد الأوروبي بعد بريكست.

وتابع ترامب أن مثل هذه الخطة ستقضي على الأرجح على اتفاقية متوقعة للتبادل الحر مع الولايات المتحدة بعد خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي أواخر مارس 2019.

وينص المشروع الذي تقدمت به ماي لبروكسل على الحفاظ على علاقات وثيقة مع الاتحاد الأوروبي على صعيد تجارة السلع من خلال إقامة منطقة تبادل حر جديدة على أساس مجموعة من القوانين المشتركة المتعلقة بالسلع وقطاع الصناعات الغذائية.

وقال ترامب الذي لم يخف يوما تأييده تطبيق بريكست بشكل صارم: إذا أبرموا اتفاقا كهذا، فسنكون بذلك نتعامل مع الاتحاد الأوروبي بدلا من التعامل مع المملكة المتحدة.

في واشنطن، حاولت المتحدثة باسم البيت الأبيض سارة ساندرز التخفيف من وقع تصريحات ترامب مؤكدة أمام صحفيين أن الرئيس الأمريكي يحب ماي ويحترمها كثيرا، مضيفة: لقد قال في المقابلة إنها -شخص جيد جدا- وأنه لم يتحدث عنها بأي سوء.

كما حاول مساعد وزير الخارجية البريطاني الان دنكان التخفيف من وقع التعليقات وقال لإذاعة «بي بي سي» إن «ترامب يثير الجدل وهذا أسلوبه، لا أعتقد أن في الأمر إهانة».

لكن تصريحات ترامب أثارت استنكار بعض النواب البريطانيين كما أدت إلى تراجع الجنيه أمام اليورو والدولار.

«اللباقة»

وكتب وزير التربية سام جياماه على تويتر ملخصا الذهول السائد «أين لباقتك سيدي الرئيس؟».

من جهته، اعتبر انتوني غاردنر سفير الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما لدى الاتحاد الأوروبي أن هجوم ترامب على ماي «غير مقبول أبدا» و«غير مسبوق» في خضم زيارة رفيعة المستوى.

وكتب غاردنر في تغريدة «أنه خارج عن السيطرة ومصدر إحراج».

ووجه ترامب قبل مغادرته العاصمة البلجيكية، ضربة جديدة للمشروع الذي قدمته ماي في اليوم نفسه قائلا إنه «لا يعرف» ما إذا كان يتوافق مع ما صوت عليه البريطانيون في استفتاء بريكست.

كما تزعزع هذه التعليقات موقف رئيسة الحكومة التي تواجه تحديا لسلطتها من قبل المشككين في جدوى الاتحاد الأوروبي من حزب المحافظين بعد استقالة وزير الخارجية بوريس جونسون ووزير بريكست ديفيد ديفيس.

كما لم يستبعد ترامب لقاء «صديقه» جونسون المؤيد لانفصال واضح والذي استقال من منصبه مطلع الأسبوع الحالي احتجاجا على خطة ماي ويمكن أن يكون برأي ترامب «رئيس حكومة عظيم».

كان ترامب وصل إلى بريطانيا بعد ظهر أمس الأول آتيا من بروكسل حيث حض شركاءه في حلف شمال الأطلسي على المساهمة بشكل أكبر في النفقات الدفاعية.

وعلقت صحيفة «ذي غارديان» أن ذلك «يعبر بشكل واضح عن تفضيلاته الشخصية ونحو أي بريكست يريد أن تتجه المملكة المتحدة».

شاي مع الملكة

ويشكل تعليق ترامب الأخير صفعة مؤلمة لماي التي كانت أشادت مساء أمس الأول بقوة العلاقة بين البلدين وبأن هناك فرصة «غير مسبوقة» بينهما.

فقد صرحت ماي عند استقبالها ترامب وزوجته ميلانيا على العشاء في المقر الصيفي بالقرب من أكسفورد حيث دعي أيضا العديد من ممثلي عالم الاقتصاد أن الولايات المتحدة والمملكة المتحدة ليسا فقط «أقرب حليفين بل أيضا أعز صديقين».

وبعد تفقد القوات في الأكاديمية العسكرية الملكية المرموقة «ساندهيرست»،واصل ترامب وماي المحادثات التي بدأت أمس الأول في تشيكرز.

وستشمل المحادثات بين ترامب وماي بالإضافة إلى موضوع تجارة الشرق الأوسط وروسيا وذلك بينما يستعد قطب الأعمال السابق للقاء الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في قمة في هلسنكي غدا.

وسيظل ترامب خلال زيارته بعيدا عن التظاهرات المقررة في لندن احتجاجا على زيارته التي ستكون ذروتها تجمع عشرات الآف الأشخاص في ساحة ترافلغار للتنديد بسياسته للهجرة وتمييزه الجنسي وإنكاره للتغيرات المناخية.

ورفع منطاد ضخم يمثل ترامب رضيعا يرتدي حفاضة عاليا فوق سماء لندن بالقرب من البرلمان.