1381390
1381390
مرايا

كوستا دي لا لوز بأسبانيا .. مكان ساحر لعشاق ركوب الأمواج

11 يوليو 2018
11 يوليو 2018

تعتبر منطقة “كوستا دي لا لوز” واحدة من أجمل وأشهر المناطق الساحلية في جنوب أسبانيا، وتستقطب هذه المنطقة عشاق ركوب الأمواج وتزخر بالعديد من الشواطئ الساحرة، وقد انطلق منها كولومبوس لاكتشاف العالم الجديد، كما شهدت تصوير أحد أفلام جيمس بوند.

وبحسب ما جاء في وكالة الأنباء الألمانية (د ب أ) فإنه يقع مقهى الشاطئ، الذي تناول فيه بيرس بروسنان مشروب الموخيتو، في حمام يرجع تاريخ إنشائه إلى عام 1926، والآن يوجد هذا المبني ضمن مركز الغوص التاريخي، ومن أجل تصوير فيلم (Die Another Day) تحولت مدينة قادس في جنوب أسبانيا إلى مدينة هافانا على المحيط الأطلنطي.

ولم يكن الأمر صعبا؛ حيث يمكن للمرء أيضا مشاهدة حصن الميناء كاستيلو دي سانتا كاتالينا القديم، والذي يرجع بناؤه إلى عام 1554، في العاصمة الكوبيه هافانا أيضا، وأوضح خوان رامون رامريز دلجادو، عالم الآثار ومدير المتاحف البلدية، ذلك بقوله: يمكن تفسير العلاقة التاريخية بين المدينتين من خلال أنه تم تدمير مدينة قادس على يد القراصنة خلال القرن السادس عشر، وتمت إعادة بنائها مع العديد من المدن الاستعمارية الإسبانية في نفس الوقت.

اكتشاف أمريكا

ولقد اكتسبت مدينة قادس ومنطقة “كوستا دي لا لوز” أهمية خاصة خلال فترة اكتشاف أمريكا؛ حيث ساعد دير الفرنشيسكان الصغير لا رابيدا، الذي يرجع تاريخ إنشائه إلى القرن الثالث عشر ويقع بالقرب من “بالوس دي لا فرونتيرا”، على تغيير مسار التاريخ، حيث قيام الملوك الأسبان ببناء 3 سفن شراعية في المدينة الصغيرة، التي تقع في مقاطعة هويلفا شمالي قادس، وتكليف كريستوفر كولومبوس بإيجاد طريق بحري إلى الهند.

وانتظر كريستوفر كولومبوس لعدة شهور في الدير قبل أن ينطلق في رحلته الاستكشافية في أغسطس من عام 1492، ويزخر الدير ببعض المخطوطات والخرائط البحرية، التي تستعيد ذكريات هذه الرحلات. وعندما يتجه السياح إلى الغرب حتى أيامونتي على الحدود مع البرتغال، فإنهم يشاهدون الشواطئ الرملية المنعزلة والكثبان الرملية، وعند السير نحو الجنوب الشرقي لمسافة بضعة كيلومترات تظهر المحمية الطبيعية “دونادا”، التي تعتبر واحدة من أكبر الأراضي الرطبة في أوروبا وتمتد على مساحة 53 ألف هكتار.

وعند التجول في الطرف الجنوبي من المحمية الطبيعية يمكن للسياح عبور الوادي الكبير إلى سانلوكار دي باراميدا؛ حيث تشتهر هذه المدينة الصاخبة، والتي تقع على مصب النهر في المحيط الأطلنطي، بأجوائها الرائعة وأطباقها الطازجة، كما يوجد بها الكثير من الكنائس والأديرة والقصور، وتذكر المصادر التاريخية أن كولومبوس انطلق في رحلته الثالثة إلى أمريكا من سانلوكار.

عشاق الغوص

ولا تزال منطقة “كوستا دي لا لوز” تجتذب المستكشفين في الوقت الراهن؛ حيث يمكن لعشاق الغوص في المنطقة الواقعة بين أيامونتي وتاريف استكشاف حطام السفن التاريخية ذات المدافع، والتي كانت عائدة من العالم الجديد محملة بالذهب والفضة.

ويشاهد السياح واحدة من أجمل المناطق الساحلية في أسبانيا جنوبي مدينة قادس؛ حيث تظهر الشواطئ الرملية المنعزلة، والتي تمتد لعدة كيلومترات، ويضم المشهد البديع أيضا العديد من الكثبان الرملية، والتي تفصل بينها القري الساحلية البيضاء في بعض الأحيان، مثل “كونيل دي لا فرونتيرا” أو “كانيوس دي ميكا” أو “زارا دي لوس أتونيس”، وتعتمد هذه القرى على النشاط السياحي في المقام الأول.

وتمتاز المناطق الداخلية في “كوستا دي لا لوز” بانتشار مراعي الثيران ومحطات توليد الطاقة من الرياح، ونظرا لوجود الرياح المستمرة فإن هذه الشواطئ الرملية البديعة لم تتحول إلى منتجعات فاخرة وفنادق راقية مثل شواطئ البحر المتوسط.

بالإضافة إلى أن هذه الرياح المستمرة تعتبر سبب شهرة منطقة “كوستا دي لا لوز” باعتبارها واحدة من أشهر شواطئ أسبانيا؛ حيث إنها تعتبر قبلة عشاق ركوب الأمواج في أوروبا، وقد شهدت بعض القرى الساحلية الصغيرة مثل “إل بالمار” أو “بونتا بالوما” افتتاح العديد من الفنادق العصرية لتلبية متطلبات السياح من الشباب، وتشهد مدينة تاريفا، التي تقع في أقصى جنوب اليابسة الأوروبية، رواجا سياحيا كبيرا خلال فصل الصيف.

وقد قام أليساندرو بيلوسكي بإنشاء مدرسة ركوب الأمواج في تاريفا منذ أربعة أعوام؛ حيث أكد أنه يمكن للسياح في أوروبا هنا إلقاء نظرة على قارة إفريقيا السمراء، وتبعد المسافة هنا بين جبال الأندلس وجبال المغرب حوالي 14 كيلومترا فقط، وهو ما أدى إلى ظهور نفق هوائي مثالي في هذه المنطقة.

حيتان ودلافين

وعندما تهدأ وتيرة الرياح تفرح كاترينا هاير، التي تركت عملها كمصممة أزياء في سويسرا منذ 20 عاما، واستقرت هنا لحماية الحيتان والدلافين في مضيق جبل طارق بين تاريفا والمغرب، وتقوم مؤسسة “فيرم” بإجراء أبحاث على الحيوانات البحرية في مضيق جبل طارق، علاوة على أنها تقوم بتنظيم جولات سياحية لمشاهدة الحيتان.

وأكدت كاترينا هاير أن مضيق جبل طارق ليس حديقة حيوانات ويعتبر من أكثر المضايق البحرية ازدحاما بحركة النقل، ومع ذلك تظهر الحيتان والدلافين، بل إن الأمر قد يصل إلى ظهور مجموعات كبيرة من الدلافين بالقرب من القارب، ويرجع ذلك إلى غنى المضيق بالمغذيات، بالإضافة إلى قيام الحيتان والدلافين بمطاردة أسراب التونة، التي تسبح من المحيط الأطلنطي إلى البحر المتوسط.