1376119
1376119
مرايا

زهرة الربيعي: المسلسلات المدبلجة سحبت المتلقي العربي إليها

11 يوليو 2018
11 يوليو 2018

تؤكد أن لا دور لها في الاعمال الدرامية العراقية الاخيرة -

بغداد ـ جبار الربيعي -

زهرة الربيعي.. تعد واحدة من أهم رائدات الفن العراقي بكل مفاصله الإبداعية سواء المسرح أو التلفزيون أو السينما، إذ تركت بصمة كبيرة جدا في جميع الأعمال التي اشتركت فيها سواء داخل أو خارج العراق ولم تزل تواصل مشاركاتها بكل همة ونشاط لكن في أعمال خارج العراق.

الربيعي تحدثت إلى «مرايا» عن آخر نشاطاتها الفنية في الدراما والسينما وآرائها بمستوى الفن العراقي في الوقت الحاضر وغيرها من الأمور من خلال الحوار الآتي:

بداية سألناها عن جديدها في الأعمال الدرامية، وأوضحت قائلة: لديَّ أعمال فنية عدة والحمد لله، إذ لديَّ فيلم سينمائي خارج العراق وهو إنتاج مشترك بين العراق والكويت وإيران يتحدث عن الحرب العراقية ـ الإيرانية 1980 ـ 1988، حيث أجسد شخصية أم لإنسان عراقي كان مطلوباً من قبل سلطات النظام العراقي السابق، وقد قامت أمه بحفر حفرة له داخل الأرض الزراعية التي تمتلكها وبقي مختبئا في تلك الحفرة لمدة 21 عاماً ولم يخرج منها إلا بعد سقوط ذلك النظام في عام 2003 على يد القوات الأمريكية وحلفائها.

وقد فاز هذا الفيلم بجائزة في مهرجان دلهي السينمائي الدولي، كذلك حصل على جائزة في مهرجان دولي سينمائي أقيم قبل أشهر عدة من الآن في البرازيل، لكن للأسف الشديد أن الإعلام العراقي لم يسلط الضوء على هذا الفيلم الذي كان للعراق فيه حصة كبيرة، وقد عاتبت وسائل الإعلام العراقية على هذا التجاهل الغريب، علما أن نجاحي في هذا الفيلم حصل في ثلاثة بلدان تمثل ثلاث قارات وهذا نجاح كبير يفترض أن يحظى بالاهتمام الإعلامي اللازم.

كذلك شاركت في مسلسل مشترك يضم ممثلين من لبنان والكويت وسوريا ومصر والأردن وتركيا والعراق، ويحمل عنوان (سماء صغيرة) تأليف الكاتب الإماراتي محمد حسين وإخراج المخرج البحريني حسين الحليبي، وشاركني فيه ممثلون عرب وعراقيون منهم جواد الشكرجي وهند نزار ودرة أحمد، وقد جسدت فيه شخصية أم لعائلة عراقية هاجرت إلى تركيا من أجل إيجاد فرصة دراسية جيدة لابنتها حتى يحققوا أمنيتهم تلك، علما أن المسلسل يتكلم عن عائلات تمثل تلك الدول وهو من الأعمال الجيدة وله أصداء رائعة جدا.

الأعمال المشتركة

وعن رأيها بتجربة الأعمال العربية المشتركة، قالت: لقد كانت تجربة ناجحة جدا ومتميزة ومثمرة وهي جيدة في ذات الوقت، لذلك أنا سعيدة جدا فيها، بل والفرحة تغرمني من كل جانب، لأنها التجربة الأولى لي في خارج العراق، إذ كان الممثلون الذين شاركوا في المسلسل راقين جدا ويمتلكون قدرات هائلة في التمثيل وأيضا في الالتزام الأخلاقي ويحبون العراق والممثلين العراقيين ولاسيما المخرج البحريني حسين الحليبي الذي أشاد بقدرات الممثلين العراقيين وقد أكد أنه لم يكن يعرف أن قدرات الممثلين العراقيين بهذا المستوى الرائع جدا.

وعن الفوارق التي وجدتها بين المخرجين العراقيين والمخرجين العرب، أشارت: أن بعض المخرجين العراقيين ومنهم المخرج الكبير حسن حسني لا يقل شأنا عن المخرجين العرب الكبار، كذلك المخرج العراقي الشاب محمد الفرطوسي الذي قام بإخراج الفيلم السينمائي الذي حصل على جوائز عدة، شعرت وكأنه المخرج العراقي الكبير محمد شكري جميل عندما كان شاباً، إذ حصل على مائتي جائزة على فيلم واحد، أما المخرجون العرب فيمتلكون قدرات كبيرة في التعامل مع التقنيات الحديثة وأيضا في النظرة الإخراجية ولكني أؤكد أن المخرجين العراقيين لو توافرت لهم الظروف التي توافرت للمخرجين العرب لحققوا نجاحات كبيرة جدا بكل تأكيد».

وعن أسباب غيابها عن الأعمال الدرامية العراقية، قالت: أصلا لا توجد أعمال عراقية جديدة، كذلك أن الأعمال التي أنتجت مؤخرا أشعر أن لا دور لي فيها مطلقا، إذ آخر عملين شاركت فيهما هما مسلسل (القناص) من إخراج أركان جهاد، ومسلسل (أواني الحب) من إخراج فيضي الفيضي.

وحول تجربتها في الأعمال البدوية التي أنتجت في تسعينات القرن الماضي، تقول زهرة: تلك الأعمال كانت من التجارب المهمة جداً والناجحة بالنسبة لي ولزملائي الذين شاركوا فيها، لذلك أتمنى الآن أن يتم تكثيف إنتاج الأعمال البدوية، ونفس الأمنية أتمناها بخصوص الأعمال الريفية النظيفة والخالية من الإسفاف والتهريج والإساءة للإنسان الريفي الأصيل، الذي للأسف الشديد تم تجهيله واستغفاله في بعض الأعمال التلفزيونية التي أساءت لهذا الإنسان الذي يمتاز بالطيبة والكرم والشجاعة والنخوة والشهامة.

عن الشخصية التي تتمنى تجسيدها بعد هذا العمر الطويل في تقديم الأعمال الفنية، أشارت قائلة: حقيقةً هناك أكثر من شخصية أتمنى تجسيدها ولا سيما شخصية الخنساء، هذه المرأة العظيمة التي قدمت أولادها الأربعة شهداء من أجل القضية التي كانت تؤمن بها.

التواصل بين الأجيال

وحول وجود تواصل بين الجيل القديم من الممثلات والجيل الجديد، أجابت: نعم.. يوجد تواصل بين جيلنا الذي قدَّم الكثير من الأعمال الخالدة سواء في السينما أو المسرح أو التلفزيون وحتى الإذاعة، وبين الجيل الجديد الذي يحاول أن يكون امتداداً لمسيرتنا الفنية الطويلة، وهناك حقيقة لابد من التأكيد عليها وهي أن بعض الوجوه الجديدة لا تستطيع التمثيل، لكن بالمقابل هناك وجوه عديدة تمتلك قدرات كبيرة ومتميزة في عالم التمثيل.

وبشأن (الشللية) في الفن العراقي ومدى تأثيرها على الأعمال الفنية عموماً، تشير: المجاميع أو (الشللية) باتت هي تتحكم بالوسط الفني وتقرر الشخصية الفلانية تجسدها (س) من الممثلات والشخصية الأخرى تمنح لـ(ص) من الممثلات، وحتى في عمليات السفر للمشاركة في الأعمال المسرحية التي تقام خارج العراق تحصل تدخلات سافرة من قبل (الشللية)، لكن نحن كممثلات لنا تاريخ طويل جداً لا تؤثر علينا مطلقاً في الأعمال الفنية، لكن لها تأثير من نوع آخر وهو التأثير النفسي، لأنه يمثل مصادرة لحقوق بعض الممثلين والممثلات ولا سيما من الكبار والذين لهم تاريخ مشرف في عموم الفن العراقي».

وحول تجربتها في مسلسل «مناوي باشا»، أوضحت: تلك التجربة كانت من التجارب المهمة جداً في مسيرتي الفنية، لأن المخرج فارس طعمة التميمي يعد من المخرجين الرائعين وجسدت فيها شخصية (أم صابر) إلى جانب الممثل الكوميدي الراحل راسم الجميلي وقد كنا نعيش مع الشخصية التي نجسدها حتى أدق التفاصيل، لذلك عندما عرض المسلسل على الجمهور تعاطف الجمهور معنا، لأننا كنا صادقين في الأداء، لذلك يعد المسلسل المذكور من الأعمال المهمة في الدراما العراقية إلى جانب أعمال أخرى كثيرة، علما أنه عندما كان عمري (12) عاماً مثلت دور البطولة في تمثيلية من إخراج خليل شوقي وتمثيل جمال مسكوني ومكي العفون.

وعن رأيها بالمسلسلات المدبلجة وتأثيرها على الدراما العربية، عبرت قائلة:» لقد أثرت كثيراً المسلسلات المدبلجة على الدراما العربية، علماً أنني أتمتع كثيراً عندما أشاهد مسلسلاً تركياً أو هندياً تمت دبلجته باللهجة السورية الجميلة، لأنها دبلجة حقيقية تشعر بتطابقها بالفعل مع الممثل، لذلك استطاعت تلك المسلسلات سحب المتلقي من الدراما العربية».