1387898
1387898
الاقتصادية

بكين تتعهد بتقديم قروض بـ20 مليار دولار من أجل التنمية الاقتصادية لدول عربية

10 يوليو 2018
10 يوليو 2018

المنتدى العربي- الصيني يبحث في المجالات السياسية والدولية والاقتصادية والثقافية -

بكين- أ ف ب ـ العمانية: افتتح الرئيس الصيني شي جينبينغ في بكين أمس منتدى التعاون الصيني العربي الذي تشارك فيه السلطنة بوفد يترأسه معالي يوسف بن علوي بن عبدالله الوزير المسؤول عن الشؤون الخارجية.

وأعلن الرئيس الصيني أن بلاده ستقدم قروضا للتنمية الاقتصادية بقيمة 20 مليار دولار الى دول عربية، وذلك في إطار مساعي بلاده لتعزيز تأثيرها في الشرق الأوسط وإفريقيا.

وصرح شي أمام الدورة الثامنة لمنتدى التعاون الصيني العربي أن القروض ستخصص لـ”مشاريع ستوفر فرص عمل جيدة وسيكون لها تأثير اجتماعي إيجابي في دول عربية لديها حاجات لإعادة الإعمار”، دون إعطاء تفاصيل. ومن بين المشاركين في المنتدى الأمين العام لجامعة الدول العربية احمد أبو الغيط وأمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الصباح ووزير خارجية السعودية عادل الجبير ووزراء خارجية دول عربية اخرى.

وتابع شي أمام المشاركين في المنتدى الذي عقد في قصر الشعب في بكين: إن القروض جزء من برنامج صيني خاص “لإعادة الهيكلة الاقتصادية” و”تحفيز الصناعات”، مضيفا: أن بلاده مستعدة لتقديم قرض آخر بقيمة نحو 150 مليون دولار أخرى لدول في المنطقة من أجل “تعزيز قدراتها على الحفاظ على الاستقرار”، مستخدما التعبير المعتاد للإشارة الى حفظ النظام والمراقبة.

وقال معالي يوسف بن علوي بن عبدالله الوزير المسؤول عن الشؤون الخارجية الذي سيحضر الاجتماع الوزاري الثامن لمنتدى التعاون الصيني العربي: إن السلطنة تقدّر مبادرة “ الحزام والطريق “ وتؤيدها على نحو نشط وتأمل في تعزيز التعاون مع الصين في مجالات المال والاستثمار والسياحة من بين مجالات أخرى لمواصلة تحقيق المصالح المشتركة.

ومنذ توليه منصبه، اشرف شي على جهود منسقة من اجل توسيع نفوذ الصين في الشرق الأوسط وأفريقيا بما في ذلك بناء القاعدة العسكرية الأولى للبلاد في جيبوتي العضو في جامعة الدول العربية. وسبق أن قدمت الصين قروضا لدول عربية من بينها 1.3 مليار دولار لجيبوتي وحدها، بحسب تقديرات مبادرة الأبحاث الصينية الإفريقية ومقرها الولايات المتحدة.

وأثارت هذه القروض الضخمة قلقا في الداخل وفي الخارج إزاء الموقف الضعيف لدول فقيرة أمام ديون بهذا الحجم. فقد اضطرت سريلانكا العام الماضي الى تسليم غالبية سلطتها على مرفأ هامبانتوتا الى الصين بعد أن تعذر عليها تسديد ديونها.

وتركز رؤية شي على مبادرة “الحزام والطريق” لما قيمته ترليون دولار من البنى التحتية من اجل اعادة إحياء طريق الحرير السابقة. وقال شي أن الموقع الجغرافي للدول العربية في قلب طريق التجارة القديم يجعل منها “شركاء طبيعيين” في المبادرة الصينية الجديد، مضيفا انه يتوقع أن يتوصل المنتدى الى اتفاق حول التعاون بشأن المبادرة.

وتابع شي: إن “الشعوب العربية والصينية مع أنها بعيدة بسبب المسافة قريبة بكونها أسرة”، في تذكير بتاريخ التجارة على طريق الحرير. وأثارت المبادرة التي تشمل تمويل مرافئ وطرق وسكك للحديد في مختلف أنحاء العالم اهتماما وقلقا لدى العديد من الدول إذ يرى البعض فيها مثالا على مطامع التوسع الصيني.

وقال شي: إن “الصين ترحب بفرص المشاركة في تنمية مرافئ وبناء شبكات للسكك الحديدية في دول عربية” كجزء من “شبكة لوجستية تربط بين آسيا الوسطى وشرق افريقيا والمحيط الهندي بالبحر المتوسط”.

أهمية التعاون

من جانبه أكد صاحب السمو الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح أمير دولة الكويت أن التعاون العربي الصيني سيعمل على تبادل وجهات النظر السياسية والتنسيق حول القضايا والأزمات الراهنة بما يسهم في تحقيق الأمن والاستقرار على الصعيدين الإقليمي والدولي. وقال سمو أمير دولة الكويت في كلمته التي ألقاها أمام أعمال الدورة الثامنة للاجتماع الوزاري لمنتدى التعاون العربي - الصيني في بكين اليوم إن هذا التعاون والذي مضى على تأسيسه ما يقرب من العقد ونصف العقد لن يتحقق له النمو والاستمرار ولن يصل إلى الغايات المنشودة في ظل أوضاع متوترة وغير مستقرة في الوطن العربي.

ورأى سموه أن القضية الفلسطينية “ وهي قضيتنا المركزية الأولى “ ما زالت بعيدة عن دائرة اهتمام وأولويات العالم رغم ما يمثله عدم حلها من تهديد للأمن والاستقرار مشيرًا الى الأوضاع المأساوية في اليمن وسوريا وليبيا والصومال والتي لا يزال مصيرها “ يقع ضمن دائرة المجهول “.

وأكد سمو أمير دولة الكويت أن ذلك “ يدعونا للتوجه إلى أصدقائنا في الصين للعمل معًا لنتمكن من تجاوز ما نواجهه من تحديات لما تمثله الصين من ثقل وتأثير دولي والتزام صادق بمقاصد ومبادئ ميثاق الأمم المتحدة “ حتى يمكن الدفع بتعاون الأطراف إلى الآفاق التي تحقق المصالح المشتركة وتضمن الاستمرار في هذا التعاون.

ومن المقرر أن ينظر الاجتماع الوزاري للمنتدى في الفعاليات والأنشطة التي عقدت في دورته السابعة عام 2016 كما سيبحث سبل تطويره وآفاقه المستقبلية مع تبادل وجهات النظر حول أبرز القضايا السياسية والدولية ذات الاهتمام المشترك لا سيما القضية الفلسطينية والأزمة السورية والإرهاب الى جانب تعزيز التعاون في المجالات الاقتصادية والاجتماعية والثقافية وغيرها.

جدير بالذكر أن منتدى التعاون العربي - الصيني تأسس عام 2004 بمبادرة من الرئيس الصيني السابق هوجينتا خلال زيارته الى مقر جامعة الدول العربية بالقاهرة حيث صدر حينئذ الإعلان العربي - الصيني المشترك. ويقوم المنتدى على أربعة محاور تشمل المجالات السياسية والدولية والاقتصادية والثقافية. وقد تم تأسيس العديد من آليات التعاون في إطار المنتدى الذي أسهم منذ تأسيسه في تعزيز علاقات التعاون والتنسيق بين الجانبين العربي والصيني لا سيما على الصعيدين الاقتصادي والتجاري.